توصل العلماء الألمان إلى أن الممارسة الجنسية، حتى عند المعانين من ضعف القلب، لاتشكل خطراً على حياة الرجال، لكنها تتضاعف وتتحول إلى خطر قاتل عند ممارستهم الجنس خارج إطار العلاقة الزوجية.


توصل الباحثون من جامعة أولم(ولاية بافاريا)، في دراسة طويلة المدى، إلى نتيجة مطمئنة مفادها ان خطر الاصابة بالجلطة قليل، قبل، أو خلال، أو بعد الممارسة الجنسية بقليل. وشملت هذه الحالة المعانين من أمراض القلب الذين ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بالجلطة، وكذلك على من أصيبوا سلفاً بالجلطة.

ويمكن للممارسة الجنسية أن ترفع نبض القلب إلى 110-180 دقة في الدقيقة، وأن ترفع سرعة التنفس إلى 40 في الدقيقة. كما يرتفع ضغط القلب الانقباضي بمعدل 20-60 ملم زئبق وضغط القلب الانبساطي بمعدل 10-20 ملم زئبق، لكنها عموماً لا تهدد بخطر الإصابة بالجلطة. وهذه نتيجة مهمة قد تعني إعادة الحياة الجنسية السليمة إلى ملايين الناس الذين يعانون مشاكل وأمراض القلب. هذا في حين أن الخيانة الجنسية، في فراش عشيقة أو بائعة هوى، يمكن أن يضاعف هذا الخطر عدة مرات، بحسب دراسة أخرى من جامعة فرانكفورت.

وكتب الباحث البروفيسور ديتريش روتنباخر، من جامعة أولم، أنه أجرى دراسة طويلة المدى على المصابين بجلطة قلب وتوصل إلى ان الممارسة الجنسية لاتشكل خطراً عليهم عند ممارستها بحذر. وأشار إلى ان الأطباء يميلون إلى تحذير الرجال المهددين بالجلطة من الممارسة الجنسية بنسبة 50%، وإلى تحذير النساء المصابات بالجلطة منها في 33% من الحالات.

0,5% أصيبوا بالجلطة بالعلاقة مع الجنس

شملت الدراسة الطويلة المدى 536 مريضة ومريضاً من سن 30-70 سنة أصيبوا بالجلطات القلبية، وتابع الباحثون تطور أوضاعهم الصحية طوال 10 سنوات تلت تاريخ الإصابة. وذكرت نسبة 50% من المشاركات والمشاركين في الدراسة انهم كانوا يمارسون الجنس مرة في الاسبوع طوال السنوات العشر، وقالت نسبة 15% انها امتنعت عن الجنس خلال هذه الفترة خشية العواقب، أما النسبة المتبقية فقد كانت لنساء ورجال مارسوا الجنس أيضاً ولكن في فترات متقطعة، أو بعدد يقل عن مرة في الأسبوع. وتابع الأطباء مع المرضى عاداتهم الجنسية قبل وقوع الجلطات ثم قارنوها مع نشاطهم الجنسي ما بعد الجلطة.
قال ثلاثة مشاركين فقط انهم مارسوا الجنس قبل إصابتهم بجلطة القلب بساعة(نسبة 0,5%)، وهذه نسبة يمكن ان تفسر على أساس العلاقة بين الجنس والجلطة. وأصيبت نسبة80% منهم بالجلطة بعد 24 ساعة من الاتصال الجنسي، وبهذا يكون الربط بين الممارسة الجنسية والجلطة متعذراً عندهم.

حياة جنسية عادية

خلال السنوات العشر التي تلت إصابة المشاركين في الدراسة، أصيب 100 مشارك فقط بجلطات قلبية ثانية، أو بسكتات دماغية، أو بمضاعفات تتعلق بالقلب والدورة الدموية، لكن الدراسة عجزت عن ربط هذه الحالات بالنشاط الجنسي. وقال روتنباخر إن احتمال أن تكون ممارسة الجنس وراء هذه الحالات مستبعد تماماً، ويمكن للمرضى العودة إلى حياتهم الجنسية الاعتيادية، لأن ممارسة الجنس مهمة جداً لتواصلهم الاجتماعي(استمرار العائلة) وتطورهم الصحي والنفسي. وأضاف"استطيع أن أؤكد للمعانين من أمراض القلب، ومن جلطات القلب، انهم قادرون على ممارسة الجنس بلا خوف، إلا إذا كانون يعانون من ضغط القلب، ويتعاطون أدوية"بيتا بلوكر"، لأن هذه العقاقير تقلل القابلية الجنسية، وعليهم حينها أن يراجعوا الطبيب لتنظيم شأن ممارساتهم الجنسية. وكذلك الحال مع تعاطي الفايغرا، لأن الحذر يبقى واجباً هنا، وينبغي على المريض الاسترشاد بتعليمات طبيبه.

"جلطة الخيانة"

استشهدت دراسة جامعة "أولم" بدراسة نشرتها صحيفة"بيلد دير فيسينشافت" الألمانية العلمية، أجراها مختصون بالطب العدلي من جامعة فرانكفورت، وتكشف ان خطر الجلطات يتضاعف عند ممارسة الجنس مع غير الزوج.

فحص أطباء العدلية 60 مريضة ومريضاً وافاهم الأجل أثناء الممارسة الجنسية، وتوصلوا إلى ان 56 منهم كانوا ذكوراً اصابتهم جلطات القلب أثناء الممارسة الجنسية وأربعة فقط كن من النساء وافاهن الأجل للسبب نفسه. مات 60% منهم أثناء الخيانة الزوجية مع عشيقة أو بائعة هوى، و25% من الرجال فقط ماتوا أثناء ممارسة الجنس مع زوجاتهم، أما المتبقي فقد كانت عبارة عن حالات وفاة بالجلطة أثناء ممارسة العادة السرية. وكان جميع ضحايا الخيانة الزوجية من رجال أعمارهم حول 59 سنة.

واعترف معدو الدراسة بأن من الصعب تحديد الأسباب التي ترفع مخاطر الإصابة بجلطات القلب عند ممارسة الجنس مع غير الزوجة، لكن العامل النفسي هنا مهم جداً. الاحتمال الأكبر هو ان ممارسة الجنس مع الخليلة يتطلب جهداً أكبر من الرجال قد يثقل قلوبهم بالتعب والهم وتأنيب النفس. يثبت ذلك أن عمر ضحايا "جلطة الخيانة" يبلغ&حوالى الستين في حين تثبت التحقيقات أن أعمار الخليلات أو بائعات الهوى اللاتي، في فراش الموت، يقل بعشرين سنة كمعدل. ولاشك أن العشيقة الشابة تريد المزيد من الجنس وعلى الرجل ان يستجيب لها وان يشبع رغباتها.

وعلى أية حال لا تختلف الدراسات الاميركية كثيراً عن نظيرتها الألمانية في تحديد مخاطر الجلطة بالعلاقة مع الجنس. وتقول دراسة لجمعية القلب الأميركية ان خطر جلطات القلب عند ممارسة الجنس، بين الرجال بين الخمسين والستين، يتضاعف 2,7 مرة، إلا أن قصر فترة الممارسة في السنة، بالمقارنة مع فترة 360 يوماً، تقلل من شأن هذا الخطر. ولايشكل الموت بسبب الجلطة أثناء الممارسة الجنسية سوى نسبة 1% من مجموع جلطات القلب في الولايات المتحدة.

النساء يأتين متأخرات

وتكشف إحصائيات وزارة الصحة الألمانية بان نصف النساء(50%) يوافيهن الأجل عند تعرضهن لجلطات القلب، وهذه نسبة ترتفع عن نسبة وفيات الرجال بشكل واضح. والسبب ليس بيولوجياً فحسب، كما يعتقد الأطباء، وإنما زمنيا أيضاً، لأن الرجال يصلون إلى المستشفيات خلال ساعتين كمعدل بعد تعرضهم للأعراض المعتادة المتمثلة بألم الصدر وضيق التنفس، لكن النساء يصلن عادة 15-30 دقيقة متأخرات عن الرجال كمعدل. ومعروف أن كل دقيقة اسرع في تشخيص حالة جلطة القلب يمكن أن تنقذ حياة المريض، فما بالكم بثلاثين دقيقة. ويعتقد الأطباء أن الأعراض تظهر، لأسباب مجهولة، متأخرة عند النساء عنها في الرجال، ويمكن هنا لجهاز التشخيص السريع والدقيقCGM أن "يجبر قلوب" الكثير من النساء.