تواجه المرأة تحديا مضاعفا حين تختار التمرس في لعبة الشطرنج خاصة وانها تواجه حملة هجوم كبيرة من الرجال الذين يصفونه عقلها بانه غير مبرمج لتلك اللعبة التي تحتاج الى كثير من الدهاء والذكاء.
عندما تحدى نايجل شورت بوصفه واحدا من أكبر لاعبي الشطرنج في بريطانيا غاري كاسباروف على بطولة العالم في اللعبة عام 1993 ، التقى الاثنان كغريمين لدودين. ولكن استاذ الشطرنج البريطاني الكبير انضم الآن الى كاسباروف في فريق واحد يقول ان عقل المرأة ليس مناسبا للعبة الشطرنج. ويذهب شورت الذي خسر التحدي أمام كاسباروف الى ان على الرجل والمرأة ان يقرا بأن عقل كل منهما مبرمج بطريقة مختلفة جدا عن عقل الآخر.
&وتحدث شورت في مقابلة صحيفة عن غياب الشطرنجيات من البطولات العالمية قائلا انه لا يرى سببا لأن يعمل عقل الرجل وعقل المرأة بطريقة واحدة. وأضاف "انا ليس عندي أي مشكلة في الاعتراف بأن لدى زوجتي درجة من الذكاء العاطفي أعلى بكثير من درجة ذكائي العاطفي وعلى الغرار نفسه لا تجد هي حرجا في ان تطلب مني إخراج السيارة من مرأبنا الضيق".
&وتابع استاذ الشطرنج البريطاني ان لا أحد من الجنسين أفضل من الآخر "وكل ما في الأمر ان لدينا مهارات مختلفة وسيكون رائعا ان نرى مزيدا من الفتيات يلعبن الشطرنج ، وعلى مستويات أعلى ولكن بدلا من القلق بشأن عدم المساواة قد يكون علينا ان نقر عن طيب خاطر بعدم المساواة كحقيقة واقعة".
&وأثارت تصريحات بطل بريطانيا السابق في الشطرنج ردود افعال غاضبة من لاعبات الشطرنج. وقالت اماندا روس التي تدير ناديا للشطرنج في لندن ان ضررا فادحا يحدث عندما يؤيد شطرنجي محترم مثل شورت التمييز على اساس الجنس.
وأشارت روس الى ان المجرية جوديت بولغار بطلة العالم السابقة بالشطرنج للسيدات فازت على نايجل شورت في مباراة سابقة باللعبة. وأضافت مازحة ان بولغار "جاءت الى المباراة وقد وضعت في رأسها عقل رجل". واعربت روس عن الأمل بألا يتسبب شورت في حادث أثناء محاولته ركن سيارته قائلة ان هذا من شأنه ان يحسم السجال التاريخي حول وجود علاقة مباشرة بين القدرة على لعب الشطرنج والذكاء. ورد شورت على تويتر قائلا "ان عقل الرجل يختلف عن عقل المرأة وهذه حقيقة بيولوجية". واضاف انه لم يقل قط "ان عقل المرأة متخلف عن عقل الرجل بل يختلف". وأشار الى ان النساء يشكلن 2 في المئة من الشطرنجيين الذين يحملون لقب "استاذ كبير".
الشطرنجيات يواجهن سيلا من النكات
وأكدت سابرينا تشيفانيس التي تحمل لقب استاذ دولي في الشطرنج ان اللعبة تعاني من مشكلة التمييز الجنسي واضافت "أنا واجهتها طيلة حياتي الرياضية" لافتة الى ان الشطرنجيات اللواتي يشاركن في بطولات يواجهن وابلا من النكات والتعليقات التمييزية المحبطة بسبب جنسهن ونتيجة لذلك هناك "معدلات هائلة" من عزوف النساء عن اللعبة. وقالت انها طُلب منها ذات مرة ان تلعب مع الناشئين وان شطرنجيين رجالا رفضوا حتى ان يصدقوا انها مشاركة معهم في البطولة.
&ولم يسبق ان فازت شطرنجية ببطولة العالم في اللعبة. ولكن المجرية بولغار قامت بمحاولة ناجحة لإنهاء هيمنة الرجال على اللعبة عندما أصبحت أصغر لاعب من الجنسين يُمنح لقب استاذ كبير في سن الخامسة عشرة وتقدمت لاحتلال المركز الثامن في التصنيف العالمي.
&وظلت بولغار أفضل لاعبة شطرنج لمدة 26 عاما وما زالت المرأة الوحيدة التي تأهلت لبطولة العالم بالشطرنج ، وكان ذلك في عام 2005.& واعتزلت بولغار الشطرنج وتقدمت عليها الآن الصينية هو ييفان في التصنيف العالمي للشطرنجيات وخسرت لقب بطل العالم بالشطرنج للسيدات في وقت سابق من نيسان(أبريل) الى الأوكرانية ماريا موزيتشوك.
&وقالت بولغار لصحيفة الديلي تلغراف انها اثبتت ان المثابرة والموهبة وحب اللعبة تتيح التنافس مع أفضل الشطرنجيين الرجال في العالم. وأضافت ان كثيرا من الشطرنجيين الرجال يقولون "اني كنتُ استثناء" معربة عن الأمل برؤية مزيد من اللاعبات اللواتي سيثبتن ان المرأة قادرة على لعب الشطرنج بمستوى أفضل اللاعبين الرجال في العالم.&
التعليقات