نفى مفتي عام المملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ما نسب إليه من فتوى باطلة ادعى ناقلوها حديثه عن جواز "أكل لحم المرأة في حال الجوع الشديد".
نصر المجالي: أكد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن ما نسب إليه من قول ما هو إلا من الأراجيف التي يهدف من خلالها الأعداء إلى إشغال المجتمع عن قضيتهم الأساس في هذا الوقت، وهي التلاحم والوقوف خلف القيادة الرشيدة ضد محاولات النيل من تشتيت الأمة.
وقال مفتي عام المملكة في تصريح لوكالة الأنباء السعودية : إن ما نسب إلينا من فتوى مغلوطة ماهو إلا كذب وافتراء جملة وتفصيلاً، ويأتي في سياق تشويهٍ صورة الإسلام الذي أعلى شأن الإنسان وكرّمه دون استثناء رجلاً كان أو امرأة، وحافظ على حقوقه في دينه ونفسه وعقله وعرضه، مستشهدًا بقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
مواقع ساخرة
يذكر أن وسائل الإعلام الإيرانية والرديفة لها في المنطقة سارعت إلى تلقف ونشر الفتوى المزعومة على أوسع نطاق، وكانت الفتوى ظهرت أول أمس في مواقع ساخرة في إحدى الدول العربية في شمال أفريقيا، ولكنها سرعان ما انتشرت، بعدما جرى تحويرها، لتبدو وكأنها خبر جدي، ونشرتها مواقع إلكترونية ووسائل إعلام، بعضها مقرب من جهات إيرانية، ما أثار حملة بين الناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الذين وضعوا الخبر المزعوم في إطار النزاع الدائر في المنطقة بسبب عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن.
وفي الختام، أكد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الحاجة الماسة إلى تكاتف المجتمع وتقوية عزيمته ضد العدو المشترك الذي يتربص بالأمة، وعدم الالتفات إلى الأكاذيب والأباطيل التي يروّج لها من أجل زعزعة المجتمع، وتشتيت أهدافه، والنيل من بلادنا وبلاد المسلمين.
من جهتهم، قال مقربون من الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إنها ليست المرة الأولى التي يروّج فيها البعض شائعات تحمل الكذب على المفتي صاحب المكانة المرموقة على المستوى الإسلامي العالمي.
تصريح الشايع
وقال الدكتور خالد الشايع، الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالنبي محمد وأحد الباحثين البارزين بالسنة النبوية وعلى صلة مباشرة بالمفتي آل الشيخ، ردًا على استيضاح من CNN بالعربية له عن القضية: "اطلعتُ على فتوى منسوبة إلى سماحة شيخنا العلامة عبدالعزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء ، رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، ومفاد هذه الفتوى: إباحة أكل الرجل لزوجته في حال الجوع الشديد!".
وتابع الشايع بالقول: "الحقيقة أن هذا الكلام مختلقٌ وافتراء على سماحة الشيخ من أساسه، فهو كلام ممجوجٌ وتصورٌ سقيمٌ لا يمكن أن يصدر من أي مسلم أو مسلمة، فضلاً عن عالم جليل وشيخ كبير يرجع إليه المسلمون في بقاع شتى في شؤون دينهم. والقصد من اختلاقه التشويش والإساءة".
تهافت الكلام
ولفت الشايع إلى ان&"تهافت هذا الكلام" دفعه إلى التردد والاستحياء من طرحه على المفتي، كما كان يعتزم العزف عن الرد عليه "لولا ما رأيتُ من تلقُّفه وإشاعته من قِبل بعض الصحف الأجيرة في بعض البلاد. والتي دفعتها أيديولوجيات وتوجهات معروفة إلى أن تتخلَّى عن المهنية الصحافية التي تفرض التثبت من الأخبار والمعلومات قبل نشرها".
وذكّر الشايع بأنها ليست المرة الأولى التي تنسب فيها زورًا فتاوى مماثلة إلى أصحاب السماحة المفتين في المملكة وفي غيرها قائلا: "فقد سبق لها نظائر في الكذب والاختلاق، وأحسب أن القراء والمتابعين عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كانوا على قدرٍ عالٍ من الوعي في رفض هذه الفرية والاشمئزاز من انحطاط أخلاقيات من اختلقها وروجها".
&
التعليقات