&فوجىء سكان العاصمة الايرانية قبل ايام باستبدال اللوحات الاعلانية في الشوارع باعمال فنية لرسامين ايرانيين او غربيين مثل بيكاسو وماتيس وفان غوغ تشكل لهم معرضا فنيا يخفف من وطأة الازدحام المروري.
تقول ليلى محمدي وهي طالبة في الرابعة والعشرين "انه امر رائع ان نشاهد كل هذه اللوحات بدل إعلانات تجارية لهذه العلامة او تلك" في شوارع طهران. وفيما تغرق طهران بالزحام المروري والتلوث اللذين يحيلان حياة سكانها صعبة للغاية، تؤدي هذه الاعمال الفنية مهمة الترويح عن سكان العاصمة البالغ عددهم أكثر من 12 مليونا.
فقد بات بامكان السائقين وركاب السيارات العالقة في الاكتظاظ المروري ان يتأملوا لوحات لفان غوغ وهنري ماتيس وغيرهم من الرسامين الغربيين، اضافة الى لوحات لرسامين آسيويين ومحليين.
رسامون راحلون
وفي الاجمال، وضعت نحو مئتي لوحة لرسامين غربيين وآسيويين الى جانب 500 لوحة لرسامين ايرانيين، حولت طهران الى ما يشبه معرضا فنيا كبيرا يمتد على عشرة أيام. ومنعا لاثارة اي جدل، قررت القيمون على المشروع عدم اختيار اي لوحة لفنانين ما زالوا على قيد الحياة، ولاسيما من الرسامين الايرانيين.
وكانت الثورة الاسلامية التي تولت مقاليد الحكم في البلاد في العام 1979 حظرت كل أنواع الدعاية الاعلانية، بداعي مكافحة الثقافة الاستهلاكية المادية، لكن الاعلانات بدأت تظهر شيئا فشيئا منذ التسعينات، على جدران العاصمة وكذلك على شاشات التلفزيون.
وقال حامد رضائي المسؤول في هيئة تجميل العاصمة "تعود جذور هذه الفكرة للنحات سعيد شهلبور قبل نحو عشرة أعوام". وقبل أسابيع، انطلقت العملية بما يراعي القيود التي تفرضها السلطات الاسلامية في اختيار اللوحات. ورحبت ليلي غولستان التي تدير معرضا فنيا في طهران بهذه المبادرة ورأت انها "تدل على توجه ثقافي مثالي". وقال محسن مسلمي، وهو سائق سيارة اجرة "زبائني كلهم مسرورون لانهم يتعرفون على الرسامين الايرانيين والاجانب".
لا خلفية سياسية
وإضافة الى الاعلانات التجارية، كانت جدران طهران تكتظ باللوحات الدعائية الرسمية التي تنطوي على تذكير بالقيم الاخلاقية والمبادئ الدينية، اضافة الى لوحات تحمل عبارات العداء للولايات المتحدة.
ويقول جمال كامياب مدير منظمة تجميل العاصمة "ان مشاهدة لوحات فنية في مكان هادئ لا شك انه مؤثر اكثر، لكن كم هي نسبة الاشخاص القادرين على الذهاب الى المتاحف والمعارض الفنية؟ اردنا بهذه المبادرة ان نجلب الفنون الى متناول الناس".
وتنفي السلطات وجود اي خلفية سياسية لهذه المبادرة. ويقول رضائي "استغرب كثيرا ان يفكر البعض بهذه الطريقة، ليس هناك اي دوافع سياسية لهذا الامر، كل ما نريده هو تحسين المستوى الثقافي للمواطنين".
ويضيف "لقد حققت هذه المبادرة نجاحا كبيرا سيدفعنا الى تكرارها مرتين او ثلاث مرات سنويا".
التعليقات