منذ اختراع العالم البريطاني الكسندر فلامينغ المضادات الحيوية المعروفة بالبنسلين عام 1928 أصبحت حياة الناس أطول، لكن قد تلعب مضادات الالتهابات مفعولا رجعيا سلبيا على الصحة في حال استخدامها في غير حاجتها.


سان خوسيه: أصبح من النادر بعد اكتشاف المضادات الحيوية وفاة مريض بسبب اصابته بالكوليرا او الطاعون او امراض أخرى، لكن المضادات الحيوية تفقد اليوم شيئا فشيء من فعاليتها والسبب في ذلك ان هذه المكونات المهمة أصبحت تستخدم في معظم الحالات بغض النظر عن المسببات لتناولها حسب ما ورد في تقرير طبي لكلية الطب في جامعة بوينس ايريس.

ويزيد التقرير ان اكثر من 30 في المئة من وصفات المضادات الحيوية التي تعطى للمريض غير ضرورية وقد تكون مضرة في بعض الأحيان لذا فهي تعتبر سلاحا ذو حدين، لانها فعالة ضد الالتهابات البكتيرية لكنها عديمة الفعالية ضد التهاب الفيروسي.
ففي كثير من الأحيان توصف مضادات الالتهابات في حالات الاصابة بالسعال او نزلات البرد او التهابات الشعب الهوائية وهي أمراض سببها الفيروسات، فتناول المضادات الحيوية في هذه الحالات قد تؤدي الى مشاكل صحية جمة او حتى خطيرة على الصحة.
فالفيروسات تبنى لها ميكانيكية دفاعية ضد مفعول المضاد الحيوي، اي انها تكتسب مناعة مضادات حيوية معينة، ما يجعلها أكثر مقاومة وبالتالي فان هذه الجراثيم او الميكروبات باستطاعتها التسبب بالتهابات تجعل حالة المريض أسوأ والمعالجة بالتالي أصعب، وهو ما يسبب وفاة أكثر من 15ألف شخص سنويا في الارجنتين بالاخص لمن يعاني من ضعف في نظام المناعة والمواليد الجدد.

أهمية النظافة في التخفيف من التعرض للالتهابات

ويشدد التقرير على وجوب تفكير الطبيب قبل اعطاء المريض مضادات حيوية والكمية والفترة التي يجب تناولها ووصفها عندما تكون هناك ضرورة لها اي تكون الاصابة بكتيرية. فعند الاصابة بالزكام او نزلات البرد يمكن الاكتفاء بوصفات بيتية مع القليل من الصبر ،الا ان الكثير من المرضى ينقصهم الوقت اما لضيقه او بسبب اعمالهم فيطلبون من الطبيب مضادات حيوية من اجل التماثل للشفاء بسرعة دون ان يدخلوا في الحسبان ان الالتهابات التي أصابتهم ليست بكتيرية بل بسبب فيروسات ومع تناول المضادات سوف تصبح اكثر مقاومة.
ويذكّر التقرير بامر مهم جدا يتعلق بتطور الفيروسات بشكل حاد، اذ ان بعض أنواعها بدأ يطور مقاومة ضد مكونات ناشاطة لذا تحذر منظمة الصحة العالمية من زمن يتحول فيه الالتهاب العادي او البسيط الى حالة خطيرة ومميته.

ولا يقتصر مصدر الجراثيم المسببة للالتهابات الفيروسية المقاومة للمضادات الحيوية على بعض الامراض فقط بل قد تكون الحيوانات المنزلية أو الأطعمة مثل البيض واللحوم او حتى أواني المطبخ غير النظيفة لذا يجب مراعاة النظافة بشكل دائم خاصة للأطفال والرضع. فعلى سبيل المثال يجب التأكد من نظافة اللحم وخاصة اللوحة التي تقطع فوقها الخضار واللحوم ويفضل ان لا تكون من الخشب بل من البلاستيك بعد غسلها بالماء الساخن بشكل جيد ويفضل عدم أكل السمك واللحوم على أنواعها والبيض نيئا، كما يجب غسل الايدي والأظافر بعد تحضير الاكل بالصابون فهو يقتل كل انواع الفيروسات والبكتيريا والجراثيم.&

&