من المعروف أن المسكنات من الأدوية الأكثر شيوعا واستهلاكاً لدى الكثيرين. لكن كيف يمكن معرفة المسكن الأنسب والأكثر فعالية حسب نوع الآلام، كي نتفادى التخلص من مرض لنعرض أعضاء أخرى في الجسم الى مرض جديد.


في دراسة منهجية نشرت في المجلة الطبية البريطانية، وجد العلماء أن الأسيتامينوفين هو الأكثر استخداماً للمرضى الذين يعانون آلام أسفل الظهر المزمنة، لكنه في الوقت ذاته ليس الأنسب والأكثر فعالية لا سيما في تخفيف آلام هشاشة العظام.

يقول الباحثون "وجدنا أن الاسيتامينوفين غير فعال في تخفيف الألم والعجز الناتج من آلام أسفل الظهر في المدى القريب والقصير وليس الأفضل سريرياً للحد من آلام هشاشة العظام". ولاحظوا أيضا أن المرضى الذين يتناولون اسيتامينوفين "أكثر عرضة بما يقرب من أربع مرات للإصابة بأضرار في وظائف الكبد مقارنة بالذين لم يتناولوا هذا الدواء".

في دراسة أخرى شملت عينة من الأشخاص الذين يعانون آلاما في الركبة، توصلت الى استنتاجات مماثلة، وهي أن الأسيتامينوفين غير فعال كمسكن مثل الايبوبروفين، وانه يؤدي الى مشاكل في الكبد".
وأشارت الدراسة إلى أن الأسيتامينوفين ليس فقط غير فعال في تسكين الآلام بل هو أيضاً مضر بالصحة وغير آمن.

"لطالما اعتقدنا أن الاسيتامينوفين آمن، لكن هناك إشارات متزايدة على أن أي جرعة زائدة عرضية في استخدامه لتسكين الألم المزمن، قد تون مضرة جداً للكبد"، يقول فيليب كوناغان من جامعة ليدز، الذي درس بيانات الأحداث السلبية ذات الصلة بهذا العقار الطبي الشائع.

من جهته، قال كاي برون، وهو أستاذ في علم الصيدلة وعلم السموم في جامعة فريدريك ألكسندر في ألمانيا، الذي درس أيضا سمية المسكنات، إن "الاسيتامينوفين دواء قديم عفا عنه الزمن ويجب تجنبه تماما".
الأسبرين أكثر أماناً من الأسيتامينوفين

الأسبرين أكثر أماناً من الأسيتامينوفين وفقاً لبرون الذي قال: "استخدام مسكنات الألم يتطلب جرعات أعلى - يمكن أن يكون لها آثار جانبية مثل اضطراب في المعدة. لكن الأسبرين يمكن أن يكون كعامل وقائي ضد السكتات الدماغية والنوبات القلبية".

المرضى الذين يعانون مشاكل في الكلى والقلب والأوعية الدموية قد يحتاجون إلى تجنب الايبوبروفين، لذلك ينصحهم الأطباء باستخدام التايلينول لتخفيف الألم، ولا سيما أن الايبوبروفين يزيد من خطر الذهان والتدهور الادراكي لدى كبار السن، لذلك ينصح الأطباء بتجنب وصفه للمرضى كبار السن".

الخلاصة من هذه النتائج هي أن المسكنات مختلفة الأنواع والفعالية وكل نوع منها يعمل لتسكين مرض معين، لذلك لا يجب استخدامها عشوائياً وإلا كان تأثيرها سلبيا على الصحة وسبب مفعولاً عكسياً.

&