توصل بحث جديد إلى أن السر وراء ارتفاع الالتهابات وأمراض القلب وتطور اصابات أخرى في فصل الشتاء، هو أن الجينات في جسم الإنسان تغير سلوكها لكي تتناسب مع الموسم المناخي.


أشرف أبوجلالة: أفاد بحث حديث بأن بعض حالات خشونة الركبة تزداد سوءً في بعض الأوقات من العام، لاسيما مع حلول فصل الشتاء. كما أن بعض الحالات المرضية الأخرى، التي من بينها السكري، يمكن أن تظهر للمرة الأولى بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة.

وتوصل البحث إلى أن السر وراء ذلك هو أن الجينات في الجسم تغير سلوكها لكي تتناسب مع الموسم المناخي.

وأوضح الباحثون أن ذلك قد يفسر كل أنواع الاختلافات الموسمية في صحتنا، بداية من السر وراء تفاقم أمراض الالتهابات التي منها الشلل الرعاش حين تصبح الأجواء باردة وانتهاء بالسر وراء تزايد حالات الوفاة نتيجة أمراض القلب في الشتاء، وكذلك السر وراء زيادة الوزن في هذا التوقيت.

وقال الباحثون إن جينات الجهاز المناعي تعمل وتتعطل على ما يبدو بنظام الدورة السنوية في محاولة لتهيئة دفاعات أجسامنا لمواجهة التهديدات الصحية التي يُحتَمَل أن تظهر في أوقات مختلفة من العام. وهو ما قد يكون له آثار على العلاج في فصل الشتاء، وكذلك على أفضل الأوقات لأخذ أمصال الأمراض الموسمية مثل الأنفلونزا.

وتوصل أحد طلاب الباحث جون تود، وهو واحد من المشاركين بذلك البحث الجديد ويعمل كأستاذ في علم الوراثة الطبية في جامعة كامبريدج، إلى أن جينات المناعة تبدو أكثر نشاطاً في خلايا الدم البيضاء (المكافحة للعدوى) خلال أشهر فصل الشتاء.

وقال تود، بعد قيادته فريقا بحثيا لتحليل الدم وعينات من الأنسجة من أكثر من 16 ألف شخص حول العالم، إنهم لاحظوا حدوث زيادة في حالات الإصابة الجديدة بداء البول السكري من النوع الأول خلال أشهر يناير، فبراير ومارس، كما أنهم لاحظوا أن مرض القلب يصبح أكثر سوءً خلال أشهر فصل الشتاء، وهو ما يبرهن صحة نتائجهم.

وربما تساعد تلك الكشوفات الجديدة الأطباء على معالجة المرضى بصورة أكثر فعالية خلال فصل الشتاء، باستخدام أدوية تعني بالمساعدة في تقليل الالتهابات، وكذلك الاستعانة بأدوية معيارية لحالات مرضية من بينها مرض السكري وأمراض القلب.