.
AFP
كتبت عبارة "كيا كاها" بلغة قبائل الماوري وهم السكان الأصليون لنيوزيلندا وتعني "لنبقى أقوياء" تضامنا مع ضحايا الهجوم

تأكد مقتل 49 شخصًا في هجوم الجمعة على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا.

ويواجه المسؤولون الآن مهمة صعبة تتمثل في تحديد هوية الضحايا. ولم يتم حتى الآن تحديد أسماء جميع الضحايا.

لكن يبدو واضحا أنهم جاؤوا من بلدان عديدة من أنحاء العالم، وأن أكثرهم كانوا لاجئين ظنوا أنهم وجدوا الأمان في نيوزيلندا.

ومازال العديد من الأسر يأمل في سماع أي أخبار أو معلومات عن أحبائهم المفقودين في الهجوم.

ضحايا من دول عربية

وقالت وزارة الهجرة المصرية إن أربعة مصريين قتلوا في الهجوم هم: منير سليمان ( 68عاما)، أحمد جمال الدين عبدالغني ( 68 عاما)، أشرف المرسي، أشرف المصري.

وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية أن عدد الضحايا الاردنيين الذين قضوا في الحادث ارتفع إلى أربعة أشخاص.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، السفير سفيان القضاة، أن ذلك جاء "بعد وفاة أحد المصابين وقد ابلغ ذويه بذلك".

وأضاف أن هناك خمسة مصابين آخرين يتلقون العلاج في المستشفيات النيوزيلندية.

وأكدت عائلة أبو كويك الفلسطينية السبت عن وفاة ابنها الشاب، أسامة عدنان يوسف أبو كويك، من مدينة غزة "في المجزرة التي ارتكبت بحق المصلين في مسجد النور بنيوزيلندا".

خالد مصطفى
SSNZ
لجأ السوري خالد مصطفى مع عائلته إلى نيوزيلندا في عام 2018 بحثا عن ملاذ آمن

وذكر بيان للسفارة السعودية في نيوزيلندا أن مواطنين سعوديين أُصيبا في الحادث الإرهابي، بيد أن وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف أكد لاحقا أن أحد المصابين السعوديين، ويدعى محسن المزيني، فارق الحياة بينما يتماثل الآخر للشفاء.

وتقول جماعة التضامن السوري النيوزيلندي إن اللاجئ السوري خالد مصطفى قُتل في مسجد النور، وكان برفقة اثنين من أبنائه.

وكان مصطفى لجأ مع عائلته إلى نيوزيلندا في عام 2018، واعتبروها ملاذًا آمنًا لهم من الحرب الدائرة في سوريا.

ويخضع أحد الابنين إلى عملية جراحية في المستشفى الذي نقل إليه بعد إصابته بجروح خطيرة، أما الابن الآخر فما زال في عداد المفقودين.

وفي العراق تداول ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي اسم حسين العُمري بوصفه أحد ضحايا الهجوم.

وتقول عائلة العمري إنه كان يذهب كل يوم جمعة إلى المسجد للصلاة ثم يذهب بعد ذلك لتناول العشاء في منزل والديه.

وتضيف أن يوم الخميس هو أخر يوم تحدث فيه مع والديه، وكان سعيدا من أجل والديه اللذين اشتريا سيارة جديدة مؤخرا.

ووصفت العمري بأنه "رجل لطيف" و"كان دائمًا يحاول مساعدة الناس".

ولم يسمع عنه والداه، جنه عزت وحازم العمري، أي أخبار منذ الهجوم.

وكانت العائلة انتقلت إلى نيوزيلندا من دولة الإمارات العربية المتحدة في التسعينيات.

أول الضحايا

وكان داود نبي، 71 عاما، أول الضحايا الذين تم التعرف عليهم.

.
Reuters
صورة لـ "داود نبي" مع حفيدة على هاتف أحد أقاربة

ولد داود في أفغانستان لكنه انتقل وعائلته إلى نيوزيلندا في الثمانينيات هربًا من الغزو السوفيتي.

وكان مهندسًا مولعاً بالسيارات القديمة، وعندما تقاعد أصبح من قيادات الجالية المسلمة في نيوزيلندا. ورأس جمعية للجالية الأفغانية هناك، وعرف عنه تقديم العون والمساعدة للمهاجرين.

ويُعتقد أن داود تقدم ووقف أمام مصليين آخرين كانوا في المسجد لحمايتهم عندما اقتحم المسلح المكان.

وقال ابنه عمر لـ محطة، إن بي سي نيوز، "إنه كان أول من يقدم العون والمساعدة للجميع بغض النظر عن جنسياتهم".

و أكدت السلطات النيوزيلندية وفاة المواطن الهندي فرهاج أحسن.

وقد انتقل فرهاج من حيدر أباد قبل 10 أعوام إلى نيوزيلندا وعمل مهندسًا كهربائيًا.

وكان متزوجا ولديه ولدان صغيران، طفلة بعمر ثلاث سنوات وطفل بعمر ستة أشهر.

وقال والده سيد الدين لبي بي سي "لم يكن أحد يتخيل أن يحدث مثل هذا الحادث في نيوزيلندا البلد المحب للسلام".

وأفيد أن من بين الضحايا صبي بعمر 14 عاما يدعى سيد ميلن، تقول عائلته أنه كان يحلم أن يكون لاعب كرة قدم عندما يكبر.

وقد ذهب سيد لصلاة الجمعة في مسجد النور بصحبة والدته. وقال والده لوسائل الإعلام النيوزيلندية يوم السبت "لم أُبلغ رسميًا بعد أنه قد قتل، لكنني أعلم أنه قتل لأنه شوهد هناك".

وأضاف "أتذكر أنني أوشكت على فقدانه لحظة ولادته.... لكنه بات صبيا قويا وشجاعا. من الصعب جدًا ... أن أراه يقتل برصاص شخص لا يكترث لأي شيء" في هذا العالم.

وقالت أخته غير الشقيقة، برايدي هنري، في وقت سابق للصحفيين إنه شوهد لآخر مرة وهو ملقى على أرضية المسجد مضرجا بالدماء وينزف من الجزء السفلي من جسمه.

ووصفته بأنه نموذج للصبي النيوزيلندي العادي.

مواجهة المسلح

شوهد نعيم راشد في شريط الفيديو، الذي صور الهجوم على مسجد النور، وهو يحاول مواجهة المسلح الذي يطلق النار، وقد أصيب بجروح خطيرة، ونقل إلى المستشفى.

تعود أصول راشد إلى مدينة أبوت آباد في باكستان. وكان يعمل مدرسا في مدينة كرايست تشيرتش. وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية لاحقا وفاته جراء الجروح التي أصيب بها. وقد أعتبر بطلا على نطاق واسع.

قال أخوه، خورشيد علام، إنه "اعتاد منذ الطفولة على أن يقول، إنك يجب أن تقضي حياتك في مساعدة الآخرين، وعندما تموت سيفتخر الناس بك. لقد جسد بالفعل كل ما كان يقوله".

وكان بجانب راشد اثنين من أبنائه. وقد أكدت الخارجية الباكستانية وفاة ابنه الأكبر طلحة وجرح الآخر، الذي مازال يتلقى العلاج في المستشفى.

ويقول أصدقاء الابن الأكبر إنه حصل على وظيفة جديدة مؤخرا، وكان يأمل أن يتزوج قريبًا. وأنه كان بعمر 11 عامًا عندما انتقلت العائلة إلى نيوزيلندا.

وقال عم طلحة المقيم في مدينة لاهور الباكستانية "تحدثت قبل بضعة أيام مع نعيم راشد، وأخبرني عن خططه للمجيء إلى باكستان وتزويج ابنه".

وأضاف "لكننا الآن نجري الترتيبات اللازمة لإعادة جثمان الأب وابنه إلى باكستان".

قتلت في محاولة لإنقاذ زوجها

قال مسؤولون في قنصلية بنغلادش في نيوزيلندا إن ثلاثة أشخاص من أصل بنغلاديشي قتلوا في الهجوم. ولم يعطوا أي تفاصيل أخرى.

سيارات الإسعاف
Getty Images
لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى مكان الحادث إلا بعد تأمين المنطقة

وتفيد التقارير أن حُسن آرا، 42 عاما، كانت في مصلى النساء في مسجد النور عندما سمعت صوت إطلاق نار. بينما كان زوجها المقعد، فريد الدين، على كرسيه المتحرك في مصلى الرجال.

وقال ابن أخيها لصحيفة نيو آيد البنغلاديشية: "بعد سماع أصوات إطلاق النار مباشرة، هُرعت إلى مصلى الرجال لمعرفة ما يحدث ولإنقاذ زوجها، لكنها تلقت وابلا من الرصاص وقتلت". ويقال إن زوجها قد نجا.

وتقول عائلة الطفل موكاد ابراهيم، البالغ من العمر ثلاث سنوات، إنها لم تره منذ حادث إطلاق النار ولم تعثر عليه في جميع المستشفيات التي تعالج المصابين.

وقال شقيقه عبدي إبراهيم لوسائل الإعلام المحلية إنهم يعتقدون أن موكاد قد قتل.

وأضاف "كان موكاد نشيطًا ومرحا ويحب أن يبتسم ويضحك كثيرًا".

وأكدت الشرطة مقتل طفل واحد على الأقل، لكنها لم تسمه، وإصابة العديد.

أحد الناجين من حادث إطلاق النار
EPA
"أحمد المحمود" أحد الناجين من حادث إطلاق النار على مسجدين في نيوزيلندا، لايزال تحت تأثير الصدمة

أكدت مدرسة كشمير الثانوية في مدينة كرايست تشيرتش أن اثنين من طلابها الحاليين وخريجا واحدا في عداد المفقودين. في حين يتلقى طالب آخر العلاج في المستشفى.

وتقول عائلة أمجد حميد، 57 عاما، وهو من أصول أفغانية وكان يعمل طبيبا، لوسائل الإعلام النيوزيلندية أن أحدا لم يشاهده منذ حادث الهجوم على المسجدين يوم الجمعة.

وأشاروا إلى أنهم بحثوا في المستشفى الذي يعمل فيه وأي مكان آخر يمكنهم التفكير فيه، لكنهم لم يعثروا عليه. وإنهم يعتقدون أنه قتل.

وقالت زوجته "هاهان" لصحيفة نيوزيلند هيرالد "إنه لأمر فظيع ... كنا نأمل في إيجاد مستقبل أفضل لنا ولأطفالنا والأطفال الذين نخطط لإنجابهم". ووصفت حميد بأنه "كان رجلاً لطيفا جدا".

وقد انتقل الزوجان إلى نيوزيلندا منذ 23 عامًا، ولديهما ولدان.

وكان حميد متخصصا في أمراض القلب التنفسية في مجلس مقاطعة كانتربيري الصحي.

وقال ابنه حسام حميد "من المفترض أن تكون نيوزيلندا دولة آمنة. لكنها تغيرت إلى الأبد".

وتقول الرابطة الأفغانية النيوزيلندية إنه تأكد أيضا مقتل رجل أفغاني ثان. ولم يعرف بعد إسمه وعمره.

وكان محمد عبد الحميد أول إندونيسي يتأكد مقتله في الهجوم على المسجدين.

وكان هناك سبعة إندونيسيين آخرين في المسجدين، وقد أكد السفير الإندونيسي، تانتوي يحيى، سلامتهم.

وأكّدت وزارة الخارجية الباكستانية مقتل أربعة رجال في الهجوم هم: سهيل شاهد، سيد جاهانداد علي، سيد أريب أحمد، ومحبوب هارون. ولم تؤكد أعمارهم بعد.

وبحسب المتحدث باسم الخارجية الباكستانية، محمد فيصل، لا يزال هناك ثلاثة أشخاص في عداد المفقودين نحاول التعرف عليهم.

كما قتل أربعة أشخاص على الأقل من أصول صومالية في الهجوم على مسجد النور الذي يديره صوماليون.

وتنصح السلطات النيوزيلندية، الناجين بإخطار السلطات أنهم على قيد الحياة لطمأنة أقاربهم، ومن فقدوا أحدا بتسجيل أسمائهم في سجل أهالي المفقودين كي يتسنى إبلاغهم بأي معلومات عنهم.