قوات شرطة فرنسا
Reuters
واجهت الشرطة في باريس انتقادات لطريقة تعاملها مع المتظاهرين أثناء أحداث الشغب السبت الماضي

أعلنت الحكومة الفرنسية أنها ستغير رئيس الشرطة في العاصمة باريس إضافة إلى قرارات بحظر التظاهر في بعض المناطق عقب الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها العاصمة السبت الماضي.

وقال إدوارد فيليب، رئيس وزراء فرنسا، إن السلطات سوف تتحرك على فور رصد الجماعات الراديكالية في المناطق الأكثر تضررا.

وحطم المشاركون في المظاهرات العنيفة بعض المحال التجارية في شارع الشانزليزيه.

وشارك في تلك الاحتجاجات حوالي عشرة آلاف شخص في زيادة كبيرة مقارنة بالمظاهرات التي شهدتها باريس في الفترة الأخيرة.

وبدأت حركة السترات الصفراء احتجاجات أسبوعية في عموم فرنسا منذ أربعة أشهر، تعبيرا عن رفض زيادة في الضرائب أقرتها الحكومة الفرنسية. وصعدت الحركة من نشاطها الاحتجاجي ضد ما وصفته "بالنخبوية" التي اتهموا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون بتبنيها.

وتعرض مطعم فوكيه الشهير، الذي اعتاد رؤساء فرنسا السابقين ارتياده، لأضرار بالغة بسبب أحداث العنف السبت الماضي.

كما دمر المشاركون في أعمال التخريب متجر "بوس" المعروف لملابس الرجال ومتجر "لونغشامب" لحقائب اليد.

وقالت الغرفة التجارية في باريس إن أحداث السبت الماضي طالت 91 شركة، تعرضت جميعها تقريبا لأضرار جسيمة.

ماذا قال رئيس الوزراء؟

قال رئيس الوزراء إدوارد فيليب، في بيان متلفز، الاثنين: "بداية من السبت المقبل، سوف نمنع احتجاجات 'السترات الصفراء' في الأحياء التي كانت أكثر تضررا فور رصد أي إشارات لوجود الجماعات الراديكالية واستشعار نيتها القيام بأعمال تخريب."

ومن المتوقع أن تُطبق القيود التي أعلن عنها رئيس الوزراء الفرنسي في باريس ومدن أخرى في فرنسا.

كما اعترف فيليب بأن "تعليمات غير مناسبة" صدرت لشرطة باريس على مستوى التعامل مع احتجاجات السبت الماضي.

أعمال شغب
Reuters
لحقت أضرار بالغة بمطعم فوكيه، الذي اعتاد رؤساء فرنسا السابقين ارتياده، أثناء أعمال الشغب الأخيرة

وأضاف أن ميشيل ديلبيش، رئيس شركة باريس، سوف يستبدل الأربعاء المقبل بديدييه لاليمنت، قائد الشرطة في منطقة نوفيل- أتيكان.

وقال هيو سكوفيلد، مراسل بي بي سي في باريس إن جماعات يسارية متطرفة منظمة تتحمل المسؤولية إلى حدٍ كبيرٍ عن أحداث الشغب التي وقعت السبت الماضي أثناء الاحتجاجات، لكن انتقادات على نطاق واسع وُجهت إلى الشركة لطريقة التعامل مع الاحتجاجات.

وبعيدا عن سرعة التدخل لوقف الشغب، بدت قوات الشرطة في موقف دفاعي، وهو ما يُرجح أن يكون بسبب تردد القوات في استخدام كل ما لديهم من وسائل فض الشغب نظرا للمخاوف حيال من يمكن أن يحدثه ذلك من إصابات، وفقا لمراسل بي بي سي.

وقطع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عطلة تزلج، متعهدا باتخاذ إجراءات "قاسية" للرد مع ما حدث.

وقال ماكرون: "الآن وصلنا إلى النهاية، وأطالب بألا تتكرر مثل هذه المشاهد مرة ثانية، خاصة في هذا الحي (الشانزيليزيه)."

واستخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. كما ألقت الشرطة القبض على 120 شخصا أثناء المظاهرات.

وقذف المتظاهرون قوات الأمن بالحجارة بالقرب من قوس النصر.

وصُور أحد أفراد الشرطة وهو يدس قمصان نادي باريس سان جيرمان لكرة القدم في حقيبة، وهو الأمر الذي تتولى الشرطة التحقيق فيه.

ونشر الصحفي ريمي بيزيه مقطع الفيديو الخاص بذلك الشرطي على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بينما كانت الشرطة تحاول منع التصوير.

وسُمع صوت بيزيه وهو يصرخ: "لماذا تضربني هكذا؟ بأي حق تضرب هاتفي هكذا؟"

حجارة
AFP
قذف المتظاهرون قوات الأمن بالحجارة أثناء المظاهرات
قوص النصر
AFP
تعتبر مظاهرات السبت الماضي من أكبر الاحتجاجات التي نظمتها حركة السترات الصفراء في الأسابيع القليلة الماضية

كما سأل الصحفي الفرنسي أفراد الشرطة عن سبب عدم وضوح أرقام هوياتهم.

وسُمع صوت أيضا أُثناء تصوير الفيديو وهو يقول: "كاذبون".

وكان حراك السترات الصفراء السبت الماضي أكبر من المظاهرات التي شهدتها فرنسا في الأسابيع القليلة الماضية.

وبلغ عدد المشاركين في مظاهرات نهاية الأسبوع الماضي 32300 شخص في جميع أنحاء فرنسا، وفقا للأرقام المعلنة من قبل وزارة الداخلية الفرنسية.

وقدم الرئيس ماكرون تنازلات للمتظاهرين العام الماضي بعد أن انتشرت أنشطة الحركة الاحتجاجية في البلاد، وهي التنازلات التي تضمنت عشرة مليارات يورو خُصصت لتعزيز دخل العمالة الأكثر فقرا والسجناء، لكن ذلك لم ينل رضا المتظاهرين.

وقام ماكرون بجولات في أنحاء متفرقة من فرنسا الشهر الماضي للاستماع إلى العُمَد المحليين والمواطنين في إطار مبادرة "الحوار الكبير" التي بدأها الرئيس الفرنسي لإجراء حوار وطني على نطاق واسع.