أطلقت محكمة فرنسية سراح فاليري باكو، التي صدمت فرنسا قصة حياتها الحافلة بالانتهاكات على يد زوجها، رغم إدانة المحكمة لها بجريمة قتل زوجها.
وقضت المحكمة بحبسها أربعة أعوام، ثلاثة منها مع وقف التنفيذ، لكنها أطلقت سراحها بسبب العام الذي قضته في السجن.
وكانت باكو قد انهارت في وقت سابق في المحكمة عندما طالب الإدعاء بإدانتها لكنها منحت العفو وأطلق سراحها.
وقد اعترفت بأنها قتلت زوجها في مارس/ آذار 2016 بمسدسه الخاص.
ووصفت باكو، البالغة من العمر 40 عاماً، كيف تعرضت للانتهاك وهي في سن 12 عاماً من قبل دانييل بوليت، عندما كان زوج أمها، ثم بعد ذلك عندما أصبح زوجها، فقد أجبرها بوليت على ممارسة الدعارة مع رجال آخرين، ولكن فاض بها الكيل في النهاية عندما بدأ الحديث عن الاعتداء على ابنتهما.
وقد وقع أكثر من 700 ألف شخص التماساً يدعو إلى إطلاق سراحها.
"العدالة قد تحققت"
وصفق حشد من أنصارها لدى مغادرتها المحكمة مع صيحات تردد عبارة "أحسنتٍ". وقالت للصحفيين إن معركتها لم تنتهٍ.
وقالت: "لا أشعر بالارتياح.. أنا ممزقة تماماً جسدياً وعقلياً" مضيفة بأن ما تتمناه فقط هو أن تعود إلى أبنائها الأربعة.
وكانت باكو قد أمضت سنة في السجن الاحتياطي وقبل صدور قرار هيئة المحلفين، قال محاموها إنها لن يتم إطلاق سراحها فقط بل سيتم كذلك تبرئتها من كافة التهم الموجهة إليها.
وقال محاميتها نتالي توماسيني: "بالنسبة لي يعتبر نصراً هائلاً أن هذه المرأة ستعود إلى أطفالها الليلة وأنا متأثرة جداً". وقالت أيضاً إن العدالة قد تحققت، على الرغم من أنها كانت تريد أن يتم قبول الدفاع الخاص بـ "عارض المرأة التي تعرضت للضرب" في فرنسا باعتباره دفاعاً مشروعاً عن النفس، كما كان الحال في كندا.
وكان المدعي إريك جاليه قد أبلغ المحكمة في مدينة شالون سور سون الواقعة شرقي البلاد لماذا من المهم أن تدان باكو ومع ذلك يتم إطلاق سراحها.
وقال جاليه إن "المحكمة الجنائية تقف في صف القيم الحضارية، ومن أهمها حماية الحياة. إذا حاول كل شخص أن يقيم العدالة بنفسه فسيكون الجميع في مواجهة مع الآخرين".
لكنه أضاف أن سجن المتهمة لن يوفر حماية إضافية لأي شخص واحتمالية ارتكابها أي جريمة لا تكاد تذكر. وقد تقدم من المحكمة بطلب الحكم عليها بالسجن خمس سنوات، وليس أربع سنوات كما جاء في الحكم.
القضية التي لامست وتراً حساساً في فرنسا
كان محامو فاليري باكو قد قالوا إنها قتلت زوجها بسبب "العنف الشديد الذي عانت منه على مدى 25 عاما، وخوفها من أن ابنتها ستكون الضحية القادمة".
وتشبه تفاصيل قضيتها تفاصيل قضية امرأة أخرى هي جاكلين سوفاج التي سجنت بسبب إطلاقها النار على زوجها بعد 47 عاما من الانتهاكات. وقد حصلت على عفو رئاسي في 2016 بعد أن قضت عامين من فترة الحكم عليها بالسجن 10 سنوات. وعمل على قضية باكو نفس الفريق القانوني الذي عمل على قضية سوفاج.
وقد قضى بوليت، الذي يكبر باكو بخمسة وعشرين عاما، سنتين ونصف في السجن بسبب اعتدائه عليها في تسعينيات القرن الماضي، لكنه عاد إلى منزل العائلة وتسبب بحملها وهي في سن السابعة عشرة.
"لم يعد للنساء مكان آمن في لبنان"
العنف ضد المرأة: نوبات ذعر وفرار من المنزل وندوب لا تمحى
دعوات لاتخاذ إجراءات بشأن الأسلحة النارية في فرنسا بعد مقتل امرأة
وقد صدر كتاب عن قصة حياتها الشهر الماضي كتبت فيه أنها "كانت تعيش في خوف دائم"، و"كان عليها أن تضع حدا لذلك". وقالت للمحكمة إن زوجها هددها مرارا بمسدسه.
وقالت أيضاً إنه أجبرها على "ممارسة الدعارة" على مدى 14 عاما. واستمعت المحكمة إلى تفاصيل حول إجبارها على ممارسة الجنس مع الزبائن في سيارة بيجو.
وشرحت محاميتها جانين باناجيونتا في تلخيص للقضية في المحكمة لماذا تعتبر القوانين الفرنسية غير كافية لهذا النوع من القضايا. وقالت إنه في بعض البلدان "إذا كانت القضية تتعلق بانتهاك حياة امرأة فإنها لا تقضي يوما واحدا في السجن. وأضافت "أرجو أن نسير نحن أيضا في هذا الاتجاه".
التعليقات