لندن: أعلن مجلس اعتلاء العرش رسمياً السبت تشارلز الثالث ملكا لبريطانيا في مراسم أقيمت بعد يومين على وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية التي حُدّد التاسع عشر من أيلول/سبتمبر موعداً لدفنها.

وقال الابن الأكبر لتشارلز، ولي العهد الأمير وليام أنه سيدعم والده الملك "بكل السبل الممكنة" تكريما لذكرى جدّته.

وعصر السبت جال الأمير وليام وزوجته كايت وشقيقه هاري وزوجة شقيقه ميغان أمام قصر ويندسور حيث تكدّست الورود تكريماً للملكة، في مؤشر يدل على تهدئة العلاقة المتوترة بين الشقيقين منذ أشهر.

وهذا أول ظهور علني لميغان منذ رحيل الملكة، وكذلك الظهور العلني الأول للشقيقين معاً مع زوجتيهما منذ آذار/مارس 2020.

وأعلن قصر باكينغهام أن جنازة الملكة إليزابيث الثانية التي رحلت عن 96 عاماً بعدما اعتلت العرش مدى 70 عاماً ستقام في كنيسة وستمنستر في 19 أيلول/سبتمبر الساعة 11,00 (10,00 ت غ).

وسيشارك قادة دول كثر في الجنازة وقد أعلن الملك إقفال المؤسسات للمناسبة.

شعبية أقل

وجاء في بيان للأمير وليام "كنت أعلم أن هذا النهار سيأتي، لكن سيستغرقني الأمر بعض الوقت لكي أعتاد على الحياة من دون جدتي"، مشيداً بـ"حكمتها" و"لطفها".

وتابع الأمير "سأكرّم ذكراها بدعم والدي بكل السبل الممكنة"، وكان الملك تشارلز الثالث قد أعلن الجمعة أن ابنه الأكبر أصبح أمير ويلز.

ويفتقر تشارلز الثالث إلى شعبية والدته الواسعة التي نجحت في المحافظة على هيبة العائلة الملكية بإحجامها عن إجراء المقابلات وعدم الإفصاح عن آرائها.

وأعلن كاتب مجلس اعتلاء العرش أن "الأمير تشارلز فيليب آرثر جورج هو الآن، بوفاة جلالتها ... ملكنا تشارلز الثالث ... فليحفظ الرب الملك"، علماً بأن تشارلز أصبح تلقائياً ملكاً بوفاة والدته.

وبثت وقائع المجلس للمرة الأولى على التلفزيون وحضرها مئات من أعضاء المجلس من بينهم رئيسة الوزراء ليز تراس وجميع أسلافها وزوجة تشارلز كاميلا وابنه الأكبر وريث العرش وليام.

الملك رسمياً

وأُعلن تشارلز الثالث السبت رسمياً ملكاً من على شرفة قصر سانت جيمس في لندن.

وقال تشارلز الثالث إن والدته "قدمت مثالاً للحب اللامتناهي والتفاني في الخدمة" واعداً بالاقتداء بها. وأضاف إنه "يدرك جيداً الواجبات والمسؤوليات الكبيرة" المنوطة بالملك.

وشدّد على أنه سيبذل كل جهده ليكون على "المثال الملهم" لوالدته.

وتجمّع المئات أمام قصر سانت جيمس أملاً برؤية الملك، كما احتشد الآلاف في محيط قصر باكينغهام.

وأعلنت رئيسة الوزراء ونواب بينهم زعيم المعارضة كير ستارمر ولاءهم للملك في جلسة نادرة لمجلس العموم أقيمت السبت.

في بالمورال حيث توفيت الملكة تقدّم الأمراء آندرو وإدوارد وآن بالشكر من عامة الناس.

وقال الأمير آندرو خلال تفقّده مع شقيقه الأمير إدوارد وشقيقته الأميرة آن باقات الزهر الموضوعة أمام مقر الملكة في اسكتلندا "شكراً لمجيئكم".

وسينقل نعش الملكة الأحد إلى إدنبره وسيعبر الموكب خصوصاً أبردين وداندي. ومن المفترض أن يصل الى عاصمة اسكتلندا الساعة 15,00 ت غ.

وبعد مراسم في إدنبره سينقل الجثمان إلى لندن الثلاثاء وسيعبر الموكب شوارع لندن الأربعاء وسيسجى الجثمان أربعة أيام في وستمنستر هول، أقدم أقسام البرلمان. وسيبقى القسم مفتوحاً أمام عامة الشعب 23 ساعة في اليوم.

اعتلاء تشارلز الثالث العرش

مساء الجمعة للمرة الأولى منذ 70 عاماً علا النشيد الوطني البريطاني بصيغة "غود سايف ذي كينغ" (فليحفظ الرب الملك) في كاتدرائية سانت بول في ختام مراسم دينية تكريما لإليزابيث الثانية.

وحل هذا النشيد مكان "غود سايف ذي كوين" (فليحفظ الرب الملكة) المعتمد منذ جلوس الملكة الراحلة على العرش العام 1952.

وقبيل ذلك، توجه تشارلز الثالث من قصر باكينغهام للمرة الأولى إلى مواطنيه بصفته ملكاً في كلمة متلفزة مسجلة مشيداً بتأثر بوالدته "الحبيبة"، ووصف إليزابيث الثانية بأنها "مصدر إلهام ومثال" له ولعائلته.

ويأتي اعتلاء تشارلز الثالث العرش فيما تمر البلاد بمرحلة صعبة مع أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها المملكة المتحدة منذ 40 عاماً. وتوالى على رئاسة الحكومة فيها أربعة رؤساء وزراء في ست سنوات.

وتشارلز الثالث (73 عاماً) هو الملك الأكبر سناً عند اعتلاء العرش، ووعد بأن يكون في خدمة البريطانيين طوال حياته على غرار والدته التي قطعت هذا العهد وهي في الحادية والعشرين.

وأكد بلهجة واثقة "على غرار الملكة التي قامت بذلك بتفان راسخ، أتعهد أنا أيضاً رسمياً الآن طوال الوقت الذي يمنحني إياه الرب، الدفاع عن المبادئ الدستورية التي هي في صلب أمتنا".

باقات الزهر ورسائل تعزية

وخصت الحشود المجتمعة أمام قصر باكينغهام بعد ظهر الجمعة الملك الجديد باستقبال حار لدى عودته من اسكتلندا. وصافح برفقة زوجته كاميلا عشرات الأشخاص الذين تجمعوا وراء حواجز حديد أمام القصر.

وتوافد الآلاف إلى المكان منذ الاعلان عن وفاة الملكة لوضع باقات الزهر ورسائل التعزية.

وأعلن الملك أن فترة الحداد الملكي التي تشمل العائلة الملكية والعاملين لديها، ستستمر سبعة أيام بعد الجنازة.

وستبقى الدارات الملكية مغلقة حتى الجنازة فيما الأعلام منكسة.

أما الحداد الوطني الذي اعلنته الحكومة فسيستمر حتى يوم الجنازة. وستوارى الملكة في مراسم خاصة في كنيسة قصر ويندسور.