إيلاف من طوكيو: تعيش بعض دول العالم مفارقة، بل معضلة حضارية كبيرة في الوقت الراهن، حيث يعد ارتفاع متوسط العمر دليلاً على رعاية صحية جيدة، ومؤشرات حضارية ومعيشية رائعة، ولكن حينما تبلغ نسبة كبيرة من السكان عمراً كبيراً (أكبر من 65 عاماً) فإن ذلك يعني تقلص الفئة العمرية القادرة على العمل، وزيادة أعداد الفئات التي تحتاج إل نفقات كبيرة، وميزانيات ضخمة لرعايتها صحياً.
اليابان التي يبلغ عدد سكانها 124 مليون نسمة، ثلث سكانها يبلغون 65 عاماً أو أكثر، بل إن هناك ما يقرب من 100 ألف معمر في اليابان، غالبيتهم من النساء، وأشهرن في الوقت الراهن توميكو إيتوكا التي رحلت عن عالمنا قبل ساعات عن عمر ناهز 116 سنة، وفق ما أعلنت السبت سلطات مدينة آشيا في جنوب اليابان.
وفقًا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، تزوجت عندما كانت تبلغ من العمر 20 عامًا، وأنجبت أربعة أطفال، أي أن حفل زفافها أقيم قبل 96 عاماً، وأثناء الحرب العالمية الثانية في حقبة الأربعينيات من القرن الماضي، أدارت مصنع النسيج الخاص بزوجها.
المشي.. التسلق.. مشروب كالبس
تنسب عائلة إيتوكا طول عمرها إلى أسلوب حياتها النشط، الذي شمل المشي لمسافات طويلة والتسلق، فضلاً عن أنها كانت رياضية تمارس الكرة الطائرة، وكذلك كانت تعشق الموز، ومشروب كالبس الياباني، وهو مشروب له لون حليبي نوعا ما، مع نكهة حامضه طفيفه، شبيهة بنكهة الروب الصافي أو المنكه بالفانيلا، ويشمل تكوينه الماء، ومسحوق الحليب الخالي الدسم وحمض لبنيك، وهو ينتج بواسطة عمليه التخمر اللبني.
ولدت إيتوكا بتاريخ 23 آيار (مايو) 1908 في أوساكا قرب آشيا، وصُنّفت كأكبر شخص سنا في العالم بعد وفاة الإسبانية ماريا برانياس موريرا في آب (أغسطس) 2024 عن 117 عاما.
وقال رئيس بلدية آشيا ريوسوكي تاكاشيما البالغ 27 سنة "لقد منحتنا إيتوكا الشجاعة والأمل طيلة حياتها الطويلة"، مضيفا "نشكرها على ذلك".
تتحدر إيتوكا من عائلة من ثلاثة أطفال، وكانت لاعبة كرة طائرة في شبابها، وعايشت حروبا وأوبئة وثورات تكنولوجية.
أزمة التركيبة العمرية
يذكر أن اليابان تشهد اليابان حاليا أزمة ديموغرافية، مع تزايد عدد المسنين وتقلص عدد السكان في سن العمل، ما يتسبب بزيادة الإنفاق الطبي والاجتماعي، وفي الوقت الراهن تضم اليابان أكثر من 95 ألف معمّر، 88% منهم نساء، ونحو ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 124 مليون نسمة، يبلغون 65 عاما أو أكثر من العمر.
التعليقات