إيلاف من سان فرانسيسكو: في الأماكن العامة، هناك نوع خاص من الأشخاص لا يحتاج إلى الكثير: فقط عيون فضولية، وتوقيت مناسب، وشخص أمامهم يفتح هاتفه. هؤلاء هم "المتطفلون الصامتون" الذين يقتنصون لحظة إدخالك لرمز القفل، وكأنهم في مهمة تجسس مجانية على الرصيف.
لكن هناك حل ذكي، وجريء في بساطته:
اشترِ واقي شاشة خصوصية (Privacy Screen Protector).
هذه القطعة الصغيرة ليست فقط لوقاية الشاشة من الخدوش، بل لتقيك أعين الغرباء الفضوليين. تجعل من يجلس بجانبك في القطار أو المقهى يشعر وكأنه أمام شاشة سوداء مهما حاول النظر بزاوية. ولا شيء يُزعج المتطفلين أكثر من شاشة لا تبوح بأسرارها، فتجعل من حولك يظن أنك تخفي أسرار دولة، بينما كل ما تحجبه ربما مجرد رسالة من "واتساب" تقول: "وينك؟ الجوع كافر!"
كيف تعرف إن كان أحدهم قد تصفّح هاتفك؟
إحدى المميزات المفيدة في أجهزة آيفون هي "تحليل النشاط" ضمن إعدادات "مدة استخدام الجهاز" (Screen Time > App Usage)، والتي تُظهر لك التطبيقات التي فُتحت أثناء غيابك، والمدة التي تم استخدامها فيها.
لاحظت مثلًا أن تطبيق الصور قد فُتح رغم أنك لم تفتحه؟ راجع من كان بجوار هاتفك مؤخرًا.
استراتيجيات حماية إضافية:
فعّل "وضع الحماية القصوى" (Lockdown Mode) لتقييد الوصول إلى البيانات عند الشك بأي تهديد.
استخدم اختصارات Siri لإرسال تنبيه تلقائي أو رسالة إذا تم تحريك الهاتف أثناء قفله.
أغلق التطبيقات الحساسة مثل البريد والصور باستخدام Face ID فقط.
قصة واقعية من بريطانيا:
ذكرت مجلة ITPro أنه في مايو 2024، تعرض وزير الدولة البريطاني لشؤون المحاربين القدامى، جوني ميرسر، لحادثة تسريب معلومات حساسة أثناء سفره بالقطار. حيث قام أحد الركاب بالتقاط صورة لشاشة حاسوبه المحمول، والتي كانت تعرض مذكرة داخلية تحتوي على معلومات حساسة واتهامات موجهة إلى مسؤولين في الحكومة.
تم تسريب الصورة لاحقًا ونُشر مضمونها في وسائل إعلام محلية، مما أثار جدلًا واسعًا حول مدى هشاشة أمن المعلومات في الأماكن العامة، حتى في أوساط المسؤولين رفيعي المستوى.
هذه الحادثة تسلط الضوء على خطورة ما يُعرف بـ"التجسس من فوق الكتف"، حيث يمكن لأي شخص أن يسرق معلومة بمجرد نظرة سريعة إلى شاشة جهازك.
وهي تُعيد التأكيد على أهمية الحذر حتى في أبسط اللحظات. فهاتفك قد يبدو جهازًا عاديًا... لكنه في الحقيقة مفتاح لحياتك كلها.
التعليقات