إيلاف من سان فرانسيسكو: لم يعد الذكاء الاصطناعي في المستشفيات مجرد فكرة مستقبلية، بل أصبح واقعًا يوميًا. أنظمة التصوير الطبي قادرة اليوم على قراءة الأشعة بسرعة قد تتفوق على الأطباء، والتقنيات الذكية تتنبأ بإصابة المرضى بتسمم الدم قبل ظهور الأعراض، فيما تساعد الروبوتات في الجراحات الدقيقة ونقل المعدات داخل غرف العمليات.

لكن هذه الطفرة الصحية لم تأتِ بلا ثمن. فكل نظام ذكي أصبح أيضًا مدخلًا محتملاً للهجمات السيبرانية. الخبراء يحذرون من أن هاكرز قد يعبثون بالبيانات الطبية أو يزرعون برمجيات خبيثة تجعل الذكاء الاصطناعي يشخّص المرضى بشكل خاطئ. الأخطر أن تعطيل هذه الأنظمة في وقت حرج قد يؤدي إلى تأجيل العمليات أو وقف وحدات الطوارئ بالكامل.

شهدت السنوات الأخيرة عدة حوادث أثبتت خطورة الوضع، من هجمات الفدية التي عطلت مستشفيات في الولايات المتحدة وأوروبا، إلى تسريبات ضخمة لسجلات مرضى استخدمت لتجارة البيانات على الإنترنت. ومع دخول الذكاء الاصطناعي إلى قلب هذه الأنظمة، باتت المخاطر أكثر تعقيدًا.

في مايو 2025، تعرضت شبكة Kettering Health الأميركية لهجوم فدية أجبرها على إلغاء بعض الإجراءات الطبية وتعطيل أنظمتها. وفي فبراير 2024، استهدفت مجموعة BlackCat / ALPHV شركة Change Healthcare في واحدة من أكبر الهجمات على قطاع التأمين الصحي. وفي كندا، كشفت مؤسسة Covenant Health عن اختراق أثّر على بيانات آلاف المرضى، بينما تكبدت شبكة UVM Health في فيرمونت خسائر تخطت 63 مليون دولار نتيجة هجوم سيبراني عطّل بنيتها الرقمية وأخّر مواعيد المرضى.

الحلول الممكنة للحد من هذه المخاطر، يؤكد الخبراء ضرورة تشفير شامل للبيانات الطبية، تقسيم الشبكات بحيث لا يؤدي اختراق خدمة واحدة إلى شلل كامل، وفرض معايير صارمة على الشركات المزوّدة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي.

المعادلة بسيطة: الذكاء الاصطناعي قادر على إنقاذ الأرواح، لكنه قد يتحول إلى خطر إذا لم تتم حمايته. مستقبل الطب الذكي لن ينجح إلا إذا كان آمنًا مثلما هو متطور.