مُنحت جائزة نوبل للسلام للعام الحالي 2014، اليوم الجمعة، مناصفة بين الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي والهندي كايلاش ساتيارثي "لنضالهما ضد قمع الأطفال والمراهقين، ومن أجل حق الأطفال في التعلم".

اوسلو:&منحت جائزة نوبل للسلام اليوم الجمعة مناصفة الى الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي والهندي كايلاش ساتيارثي "لنضالهما ضد قمع الاطفال والمراهقين، ومن اجل حق الاطفال في التعلم". وقال رئيس لجنة نوبل النروجية ثوربيورن ياغلاند إن "الاطفال يجب أن يذهبوا الى المدرسة وإلا يتم استغلالهم ماليًا". وبذلك تكون ملالا اصغر من يحصل على نوبل في تاريخ هذه الجائزة منذ 114 عاما.

ملالا الناجية من طالبان أصبحت رمزًا للنضال من أجل التعليم

ملالا تهدي جائزة نوبل إلى "الأطفال الذين لا صوت لهم"

اما كايلاش ساتيارثي (60 عاما)، فقد قاد تظاهرات ضد استغلال الاطفال، كانت كلها سلمية حسب "مبادئ غاندي"، كما قالت لجنة نوبل. وقد استهدفت ملالا، وهي اليوم في السابعة عشرة، بمحاولة قتل من قبل مسلحين من حركة طالبان باكستان بينما كانت في حافلة مدرسية في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر 2012، لانها انتقدت هيمنة حركة طالبان على منطقتها وادي سوات شمال غرب باكستان من 2007 الى 2009، ودافعت عن حق البنات في التعليم. الا انها نجت من اصابتها بالرصاص في رأسها واصبحت سفيرة عالمية تدافع عن حق جميع الاطفال من صبيان وبنات في التعليم، وهي تعيش حاليا في بريطانيا حيث تلقت العلاج.

وهي عملت على مدى سنوات لمناصرة تعليم الاناث مواجهة بذلك بعض التقاليد الاجتماعية القاسية في مناطق نائية محافظة من بلدها باكستان، وكذلك توجهات المتشددين الاسلاميين المتأثرين بحركة طالبان افغانستان التي كانت تحظر تعليم البنات في سنوات حكمها. وعند اعلان نتائج جائزة نوبل للسلام، كانت ملالا في المدرسة في لندن.

وتقيم الشابة الباكستانية في برمنغهام وسط انكلترا وستعقد مؤتمرا صحافيا الخميس. اما كايلاش &ساتيارثي، فقال في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الهندية تراست اوف انديا انه "يشكر لجنة نوبل لاعترافها بالوضع اليائس لملايين الاطفال الذين يعانون" من ظروف صعبة في بلده الهند. واضاف ان "هذا شرف لكل مواطني الهند وساواصل عملي من اجل خير الاطفال".

وساتيارثي مهندس كهرباء اسس "حركة انقاذ الطفولة" في 1980. وهو ناشط متحفظ لا يخرج عن صمته الا للدفاع عن قضية الاطفال. كما يرأس حركة "المسيرة الشاملة ضد عمل الاطفال" التي تضم حوالى الفي جمعية وحركة اجتماعية في نحو 140 بلدا.

وقال رئيس اللجنة المانحة للجائزة "تشير الارقام الى وجود 168 مليون طفلا يعملون في العالم في ايامنا هذه، وفي العام 2000 كان العدد أكبر بنحو 78 مليونا. العالم يقترب من هدف التخلص النهائي في عمالة الاطفال". ويكتسب خيار لجنة نوبل للسلام اهمية كبيرة في ظل ما يشهده العالم من عنف يطال الاطفال، ولا سيما قيام حركة بوكو حرام الاسلامية المتشددة بخطف 276 تلميذة في نيجيريا.

واثارت هذه الحادثة صدمة كبيرة على مستوى العالم بأسره، واطلقت مبادرة عالمية تضامنا مع المخطوفات باسم "برينغ آور غيرلز" (اعيدوا بناتنا)، وشاركت فيها ملالا الى جانب شخصيات معروفة منها مثلا وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون. وقال رئيس اللجنة "تظهر ملالا رغم سنها الصغيرة، ان الاطفال والشباب يمكن ان يساهموا ايضا في تحسين الظروف التي يعيشون فيها".

وبحسب الامم المتحدة، فان 57 % من الاطفال في سن التعليم الابتدائي محرومون من حقهم في الدراسة، تشكل نسبة الاناث منهم 52 %. وستتقاسم ملالا مبلغ ثمانية ملايين كورون سويدي (1,1 مليون دولار) مع كايلاش ساتيارثي، الذي ترك عمله في الهندسة لينكب على العمل الاجتماعي مع الاطفال. وبعد منح جائزة نوبل للسلام، وهي الوحيدة من بين جوائز نوبل التي تمنح في اوسلو، ينتظر منح جائزة الاقتصاد الاثنين في ستوكهولم.