حمل وليد جنبلاط إلى معراب كتابين، فعاد منها بثلاثة. تناول الغداء على مائدة سمير جعجع، لكنه لم يتنازل عن هنري حلو مرشحًا. فكل همه أن تبقى قنوات الحوار مفتوحة.

بيروت: بعد شبه قطيعة بين رجلين كانا في مقدمة الحركة الاستقلالية اللبنانية في العام 2005، وفي إطار جولة له على الأقطاب الموارنة، زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط معراب، ليحل ضيفًا على مائدة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وزوجته النائب ستريدا جعجع.

هنري حلو مرشحنا

دام اللقاء ثلاث ساعات وتخللته مأدبة غداء، خرج جنبلاط على إثرها ليؤكد أن الحوار مع مضيفه كان صريحًا وإيجابيًا، "فكان هناك نقاط التقاء ونقاط خلاف، لكن في النهاية ليس أمامنا إلا الحوار".

وعما إذا كانت الزيارة قد أنهت القطيعة بين القطبين الدرزي والماروني، قال جنبلاط: "لم يكن هناك قطيعة في ما بيننا"، رافضًا الاعلان أو الكشف عن نقاط الخلاف التي تمت مناقشتها في اللقاء، علمًا أن الطبق الرئيس كان الانتخابات الرئاسية. إلا أن جنبلاط شدد: "هنري حلو مرشحنا وما زال".

لملمة

أما جعجع فقال بعد اللقاء: "أجرينا جولة أفق كاملة وشاملة حول الهموم الوطنية الكبيرة التي نعانيها، وتطرقنا إلى صلب اهتماماتنا الوطنية، وكان الحديث معمقًا نظرًا إلى أهمية الأحداث التي نمر بها". اضاف: "جوهر البحث كان وضعيتنا الوطنية، ولا اختلاف على ضرورة ترتيب أوضاعنا الداخلية، كل منا وفق طريقته".

وعن الملف الرئاسي، قال جعجع: "لا جديد في هذا الموضوع، فالفريق الآخر ما زال على وضعه ومتمسكًا بموقفه، ومبادرة 14 آذار الرئاسية التي طرحتها بنفسي ما زالت قائمة، لكن للأسف لا تجاوب من الفريق الآخر حتى الآن".

وختم قائلًا: "الوضعية اللبنانية بأكملها تحتاج إلى لملمة تبدأ بانتخاب رئيس جديد للبلاد، الأمر الذي لا يتطلب الكثير من الشطارة والتدخلات الاقليمية والدولية، بل جل ما في الأمر أن تتوجه الكتلتان المعطلتان للنصاب إلى المجلس النيابي للقيام بواجبهما الوطني بانتخاب رئيس جمهورية".

كتابان فكتابان

وجريًا على عادته، أهدى جنبلاط جعجع كتابين. الأول بعنوان 'الزوهار"، وهو كتاب قديم باللغة الآرامية يتحدث عن الكباليين القدامى، والمعروف عنه أنه لم يكن على شكل كتاب كما هو الآن. ويقال إن بطاركة الكتاب المقدس كانوا يملكون كتاب "الزوهار".

والثاني باللغة الفرنسية بعنوان Le reve du celte للكاتب Mario Vargas Llosa، وقد دوّن عليه جنبلاط الإهداء الآتي: "عزيزي د. جعجع، إنه تاريخ الجرائم المرتكبة باسم الله... مع كامل احترامي، وليد جنبلاط".

ورد جعجع الهدية إلى جنبلاط بكتابين أيضًا. الأول، "فلسفة التاريخ" للفيلسوف الألماني فريديريتش هيغيل، والثاني "نشأة المقاومة اللبنانية" للكاتب نادر مومني. ودون جعجع على الكتاب الثاني الإهداء الآتي: "للتاريخ اتجاه واحد لا يجب تجاهله".

هدية ستريدا

وكان للنائب ستريدا جعجع هديتها لجنبلاط، وكان ايضًا كتاب "فن الحرب" للفيلسوف الصيني سان تزو، وهو مترجم باللغة الفرنسية.

ودونت ستريدا جعجع عليه الاهداء الآتي: "إلى الصديق وليد جنبلاط، هذا الكتاب هو درس عن الحكمة وفن الحياة. الحكمة التي تتمتع بها الطائفة الدرزية الكريمة، وأنت طبعًا على رأسها، لكن الحياة تحتاج إلى الجرأة كالتي عودتنا عليها عام 2005. كنت أتمنى أن نكمل معًا ونبقى في التموضع السياسي نفسه، لكن أنا متأكدة لا محالة، لأنك قارئ جيد في التاريخ أننا سنعود ونلتقي... ستريدا جعجع".