ما زالت الحرب على إيبولا غير جدية، لا ماليًا ولا لوجستيًا، ففي الصندوق الأممي 100 ألف دولار فقط، ومسؤولي أوباما الصحيين زودوه ببيانات خاطئة. بينما أوروبا تتشدد في الاجراءات الصحية في مطاراتها.

&دبي: بالرغم من الخطر الداهم الذي يشكله فيروس إيبولا على البشرية جمعاء، ما زالت المساعي الدولية لمكافحته بطيئة وعاجزة. فقد عبّر البنك الدولي والأمم المتحدة عن استيائهما من غياب التضامن الدولي مع الدول الأفريقية، المتضررة بانتشار فيروس إيبولا، الذي أودى بحياة 4555 شخصًا حتى الآن، ودعيا إلى تحويل الوعود الدولية بتقديم مساعدة مالية وإنسانية إلى أفعال.
&
عجز مالي
قال جيم يونغ كيم، رئيس البنك الدولي: "نحن في طريقنا إلى خسارة المعركة ضد الفيروس، فبعض الدول مهتمة بحدودها وحدها، وهذا أمر مقلق جدًا، ولم ندرك بعد أهمية التضامن على المستوى الدولي لمكافحة هذا المرض".
وأعلن مكتب الشؤون الإنسانية في الامم المتحدة في جنيف أن المنظمة الدولية تلقّت حتى الآن 377 مليون دولار فقط، من أصل 988 مليون دولار طلبتها، أي 38 بالمئة فقط من المبلغ، يُضاف إليها 217 مليون دولار قُطعت الوعود بتقديمها لكنها لم تصل بعد.
وقال أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الخميس إن الصندوق الخاص لمكافحة إيبولا لا يحتوي سوى على مئة ألف دولار، من أصل عشرين مليون دولار تم التعهّد بتقديمها.
اضاف: "أقمنا صندوقًا خاصًا بالأمم المتحدة، وحصلنا في البدء على تعهّد بتقديم عشرين مليون دولار، لكن حسابنا في المصرف لا يحتوي في الواقع سوى على مئة ألف دولار، وهذه مشكلة فعلًا، قدمتها كولومبيا".
&
أوباما غاضب
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الأميركى باراك أوباما محبط وغاضب حيال تعامل حكومته مع إيبولا، الذى أصاب ممرضة التقطت العدوى من مريض قادم من ليبيريا. وأوضحت الصحيفة السبت أن إحباط أوباما تسرب عندما اجتمع بكبار مساعديه، بعد إلغاء جدول أعماله الأربعاء، بسبب تقديم المسؤولين الطبيين معلومات تبين في ما بعد أنها خاطئة، فيما كانت التوجيهات المقدمة للفرق الصحية المحلية غير كافية، إذ لم يتضح تصنيف درجات الخطر.
وبحسب مطلعين على اللقاء، بدا أوباما غاضبًا حيال رد فعل الحكومة تجاه المرض الخطير، فأبلغ مساعديه بأنهم بحاجة لاستباق الأحداث، وطالبهم بنهج أكثر نشاطًا، خصوصًا من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وتشير الصحيفة إلى أن الفرق بين الرسائل العامة والخاصة، التى يبعثها الرئيس الأميركي، تظهر المعضلة التى يواجهها فى مواجهة الإيبولا، فضلًا عن مجموعة من قضايا الأمن القومى الأخرى، حيث يحاول حشد استجابة لمخاوف الصحة العامة مع تجنب نشر الذعر، الذى تغذيه التغطية التليفزيونية المتواصلة على مدار الساعة بشأن المرض.
&
تشدد في شارل ديغول
بدأت السلطات الفرنسية بمطار شارل ديغول السبت الكشف بطريق قياس درجات الحرارة على الركاب القادمين من دول غرب أفريقيا، والتى ينتشر فيها فيروس إيبولا.
وقد تم بدء تطبيق الكشف الطبى اليوم على الرحلة القادمة إلى باريس من مدينة كوناكرى عاصمة غينيا، للتأكد من خلوهم من الوباء.
وكانت رئاسة الوزراء الفرنسية أعلنت الجمعة عن تشديد إجراءاتها الوقائية على المستوى الدولي والمحلي ضد وباء إيبولا، ووعدت ببذل كل الجهد لمساعدة الدول الأفريقية خاصة غينيا، فضلًا عن تشديد الإجراءات الصحية بالمطارات في ما يتعلق بالرحلات المباشرة القادمة من البلاد المصابة بالفيروس، اعتبارًا من السبت.
وطالبت نقابة مضيفات ومضيفي الطيران في شركة إيرفرانس بوقف الرحلات الى كوناكري، التي تشهد انتشاراً للمرض، معبرةً عن قلقها من انتشار المرض.
وأشارت النقابة الى قرار مشابه، اتخذته شركات طيران أخرى، بينها بريتش إيرويز وطيران الإمارات، بتعليق الرحلات إلى كوناكري.
&
اشتباه في إسبانيا
في إسبانيا، التي شهدت أول إصابة أوروبية بإيبولا، قالت صحيفة الباييس إن الفيروس ينتشر بشكل سريع في البلاد، مشيرة إلى ظهور 3 حالات جديدة مشتبه فيها، لديها نفس الأعراض، إلى 21 شخصًا فى مستشفى كارلوس الثالث، فضلًا عن مراقبة 170 آخرين. وأكدت الصحيفة أن الحالة الوحيدة المؤكد إصابتها بالفيروس هى تيرزا روميرو، وأحد المشتبه بهم مواطن نيجيرى وصل إلى مدريد الخميس الماضي، قادمًا من العاصمة الفرنسية باريس.
أما الحالة الثانية فهى لمواطنة إسبانية اشتبه فى إصابتها بإيبولا بعد أن نقلت إلى مستشفى فى سيارة الإسعاف ذاتها التى استخدمت لنقل تيريزا روميرو، صاحبة الإصابة الوحيدة المؤكدة بهذا الوباء فى إسبانيا.
&
تعميم الاجراءات في بريطانيا
وأعلنت السلطات البريطانية الجمعة عن توسيع اجراءات فحص المسافرين القادمين الى بريطانيا لتشمل مطاري بيرمنغهام ومانشيستر، ضمن جهودها للتصدي لفيروس ايبولا. وقال رئيس الصحة العامة في انجلترا دانكن سالبي غن الاجراءات الوقائية التي شرع في تنفيذها على مطار هيثرو الثلاثاء ستطبق على مطار غاتويك ومحطة القطارات الدولية سان بانكريس وسط لندن الاسبوع المقبل. واكد انه بعد الانتهاء من اعتماد تلك الاجراءات والتحقق من عملها بشكل جيد، سيتم تعميمها على مطاري بيرمنغهام ومانشيستر.
وتشمل الاجراءات الوقائية في بريطانيا قياس درجة حرارة المسافرين القادمين من دول غرب افريقيا، واستجوابهم بشأن تنقلاتهم وسفراتهم الاخيرة، والاحتفاظ ببياناتهم الشخصية، وفي حال اقتضت الضرورة نقلهم للمستشفى للخضوع الى فحص طبي معمق.
من جهة أخرى، أكدت شركة غلاكسو سميث كلاين البريطانية للصيدلة، التي تحاول تطوير لقاح بشكل عاجل، أن لقاحها التجريبي ضد المرض لن يكون جاهزًا للتسويق قبل العام 2016، وينبغي عدم اعتباره ردًا أساسيًا على الوباء.
&