فجكانو: ادى تفجير انتحاري استهدف مراسم شيعية في شمال شرق نيجيريا الاثنين الى مقتل 15 شخصا، فيما اسفر هجوم على سجن في وسط البلاد عن فرار 132 سجينا وصوّبت اصابع الاتهام الى جماعة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة. والتفجير الانتحاري الذي وقع في بوتيسكوم، العاصمة التجارية لولاية يوبي، تزامن مع احياء الشيعة ذكرى عاشوراء.

وفي ولاية كوجي وسط البلاد، استخدم مسلحون الديناميت لتفجير السجن في ساعة متأخرة الاحد، بعد اكثر من عامين على استهدافه من قبل جماعة بوكو حرام. وفي ولاية اداماوا شمال شرق نيجيريا، فر عشرات الاف الاشخاص من منازلهم الى مخيمات للنازحين بعدما سيطر متشددون على بلدة موبي المركز التجاري المهم. وتبرز الحوادث الثلاث الوضع الامني الهش في نيجيريا، وقد تزعزع تأكيدات الحكومة المتعلقة باتفاق لوقف اطلاق النار ومحادثات سلام لانهاء عنف بوكو حرام المستمر منذ 5 أعوام.

ونفى زعيم الجماعة ابو بكر شيكاو الجمعة اي وقف لاطلاق النار مع السلطات النيجيرية، واصفا اعلان الحكومة في هذا المعنى بانه "اكاذيب". وقال ايضا ان التلميذات البالغ عددهن 219، واللواتي خطفن في منتصف نيسان/ابريل الماضي، اعتنقن الاسلام جميعًا، وتم "تزويجهن". وفي بوتيسكوم، قالت الشرطة وشهود عيان ان قنبلة انفجرت على بعد 10 امتار عن مدرسة دينية، حيث كان المصلون قد تجمعوا لإحياء ذكرى عاشوراء بعد زيارة قصر الحاكم.

وقال مصطفى لوان نسيدي زعيم الطائفة الشيعية في مدينة بوتيسكوم "خسرنا 15 من افرادنا في هجوم انتحاري في نهاية موكب عاشوراء". مضيفا ان 50 شخصا جرحوا وان آخرين قتلوا بعدما فتح الجنود الذين ارسلوا الى مكان الهجوم النار. ولم يصدر بعد رد من الجيش. وبوتيسكوم هي العاصمة الاقتصادية لولاية يوبي، التي فرض فيها قانون الطوارئ، الى جانب ولايتي بورنو واداماوا منذ ايار/مايو من العام الماضي بسبب التمرد.

وتشهد المنطقة اعمال عنف متكررة وهجمات على الاقلية الشيعية. وفي تموز/يوليو الماضي قتل اربعة من الشيعة في هجوم بقنبلة على مسجد مفتوح في منطقة دوغو تيبو في المدينة نسبت المسؤولية فيه الى جماعة بوكو حرام الاسلامية المتشددة. وفي ولاية كوجي، قال المتحدث باسم الشرطة الوطنية ايمانويل اوجوكوو ان مسلحين مجهولين نسفوا السجن مستخدمين متفجرات في ساعة متأخرة الاحد، مما مكن عشرات السجناء من الفرار.

وصرح جيكوب ايدي المتحدث باسم حاكم ولاية كوجي ادريس وادا "كان هناك 145 معتقلا عند شن الهجوم. قتل واحد منهم، واعيد اعتقال ثمانية، بينما استسلم اربعة اخرون من تلقاء انفسهم، والبقية هربوا". ومع ان كوجي بعيدة عن نطاق هجمات بوكو حرام، الا ان الحركة تبنت هجومًا على السجن نفسه في 2012 فر خلاله اكثر من 100 سجين.

ويعتقد ان العديد من مقاتلي الجماعة معتقلون في سجن كوتون كفاري المستهدف. وقال اوجوكوو ان الهجوم ليس مرتبطا بالتمرد الاسلامي المستمر منذ 5 سنوات، وعزا ذلك الى "عمل اجرامي". غير ان بوكو حرام عرضت تبادلا للسجناء مقابل اطلاق سراح التلميذات اللواتي اختطفن من بلدة شيبوك بولاية بورنو في 14 نيسان/ابريل الماضي.

وفي اداماوا، قالت وكالة ادارة الطوارئ الوطنية انها سجلت 10,496 نازحا في خمسة مخيمات في عاصمة الولاية يولا، بعد اعمال عنف في موبي. وفر عشرات الاف السكان من موبي، ثاني اكبر مدن اداماوا، في الاسبوع الماضي بعد سيطرة بوكو حرام على البلدة الاربعاء. وتعد موبي التي تبعد 200 كلم عن يولا ويبلغ عدد سكانها 150 الف نسمة، المركز التجاري لولاية اداماوا، وتعرّضت لهجمات متكررة من قبل بوكو حرام.

ونزح الاف السكان من بلدات وقرى مجاورة سيطرت عليها بوكو حرام في الشهرين الماضيين، الى المدينة. وتقول تقارير ان مئات السكان لا يزالون محاصرين في موبي. وتقول تقارير ان الجنود النيجريين فروا الى بلدة هونج على بعد 100 كلم عن يولا، بحسب الاهالي الذين شاهدوهم اثناء مغادرتهم.

وفي موبي نفسها قال المواطن صالح عبدالله ان عناصر جماعة بوكو حرام "قدموا مع نسائهم واطفالهم، وهم الان يحكمون السيطرة". وقال عبدالله "يتنقلون في عربات وسيرا يقومون بدوريات في الشوارع، ويقولون للناس اننا الان تحت حكم دولة اسلامية".
&