أحيا ملايين العراقيين في مدينة كربلاء اليوم مراسم عاشوراء، وسط إجراءات أمنية مشددة، شارك فيها حوالي 30 ألف عسكري و5 آلاف متطوع باشراف مباشر من العبادي الذي أكد وجود خطة لتحرير الموصل، موضحًا ارتفاع عدد المتطوعين لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية إلى مليون فرد، وقال إن حكومته خصصت 25 مليون دولار لتغطية تكاليف هذه الزيارة.


لندن: خلال زيارة مفاجئة إلى مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) استمرت حتى منتصف ليل الاثنين، خاطب رئيس الوزراء حيدر العبادي المشاركين في مراسم عاشوراء حول مرقد الامام الحسين بن علي قائلاً إن الحكومة العراقية هي التي تخطط وتحرر المدن من تنظيم "داعش" والتحالف الدولي عامل مساعد ولا يقف في المقدمة من هذا الجهد، مشددًا على أنّ دوره يكون عاملاً مساعدًا.

وأشار إلى وجود خطة لإزالة بعض نقاط التفتيش في العاصمة بغداد وبعض المحافظات والاستعانة بالجهد الاستخباري بدلاً عن ذلك من اجل تسهيل حركة المواطنين، مؤكدًا "ضرورة الاعتماد على الجهد البشري والتكنولوجي في عملية الحفاظ على الأمن". وأكد "وجود خطة لتحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش الارهابي".

وجاء كلام العبادي هذا ردًا على ما كشفت عنه صحيفة "نيويرك تايمز" أمس عن خطة تعدها القوات العراقية بمساندة أميركية للبدء بحملة عسكرية واسعة النطاق لتحرير الاراضي العراقية من سيطرة "داعش" نهاية عام 2015 المقبل، موضحة أن ذلك "قد يستدعي" السماح للمستشارين الأميركيين، بمرافقة الوحدات العراقية في أرض المعركة وأكدت أن الموقف يتطلب حشد المزيد من القوات العراقية والكردية من البيشمركة وزيادة الدول الحليفة مدربيها.

وأعلن العبادي عن وصول اجهزة جديدة لكشف المتفجرات إلى بغداد سيتم نشرها قريبًا في شوارع العاصمة. وأكد أن عدد المتطوعين وصل إلى اكثر من مليون فرد تم استيعاب عدد قليل منهم لأنه لا يمكن استيعابهم جميعاً.

وعن الخطة الأمنية الخاصة بزيارة عاشوراء، أوضح العبادي أنها تسير بشكل صحيح بجهود القوات الأمنية وابناء الحشد الشعبي، مشيرًا إلى أنّ الحكومة خصصت 25 مليار دينار (حوالي 20 مليون دولار اميركي) لتغطية تكاليف الزيارة بطلب من حكومة كربلاء المحلية، فيما سيتم اطلاق الاموال الكافية لتغطية الزيارات المقبلة في موازنة عام 2015.

وشهدت العاصمة بغداد خلال اليومين الماضيين سلسلة تفجيرات استهدفت المواكب الحسينية في مناطق متفرقة فيها أسفرت عن مقتل واصابة العشرات، فيما أكد وزير الدفاع العراقي خلال زيارة قام بها إلى كربلاء السبت لتفقد القوات الأمنية استعداد الطيران العراقي للتصدي لأية محاولة لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" لاستهداف زوار عاشوراء، وكشف عن وجود خطط للتنظيم لاستهداف المحافظة.

ودعا العبادي العراقيين من مختلف المذاهب إلى توحيد الصفوف والدفاع عن العراق بوجه الارهاب واستلهام الدروس والعبر من الإمام الحسين عليه السلام رمز التضحية والانتصار والثورة ضد الظلم والدفاع عن المبادئ.

وشدد على أنّه لا يوجد "في منهج وثورة الامام الحسين ظلم أو تجاوز واعتداء، ولذلك فنحن لا نريد أي اعتداء أو تجاوز أو ظلم ونعمل على إحقاق الحق وندافع عن المظلوم ضد الظالم".. مؤكداً العزم على "تحرير كل شبر من ارض العراق من شرذمة داعش الارهابية التي تستهدف جميع العراقيين"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت "إيلاف" على نصه.

وتشهد كربلاء منذ أيام توافد ملايين الزائرين من داخل العراق وخارجه لإحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين التي حلت ذكراها اليوم الثلاثاء، وهو العاشر من شهر محرم.
&
65 ألف زائر مشارك من الخارج

وكشف قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق الركن عثمان الغانمي أن عدد الزائرين من العرب والأجانب الذين دخلوا محافظة كربلاء وصل ليلة أمس إلى 65 ألف زائر.

وقال الغانمي خلال مؤتمر صحافي في كربلاء إن "حركة النقل تسير بشكل طبيعي جداً في المحافظة، وأن وزارة الدفاع تساهم كل عام بمجهود كبير في مجال النقل".. مبينًا أنها "ساهمت هذا العام بـ150 عجلة من اجل المشاركة في نقل الزائرين من مركز كربلاء بعد انتهاء مراسم عاشوراء ظهر اليوم.

وأشار إلى أن "خطة حماية كربلاء خلال زيارة عاشوراء تضمنت تعيين عدد من النساء يقمن بتفتيش الزائرات.. موضحاً أن "الخطة تضمنت ايضاً نشر دوريات وكمائن داخل كربلاء ونشر اربع طائرات مروحية في سماء المحافظة".

ومن جهتها، أعلنت وزارة النقل عن تهيئة أكثر من 600 حافلة و6 قطارات لنقل زائري كربلاء من وإلى مناطق سكناهم. وقالت&وزارة&النقل إنها ومحافظة كربلاء وضعتا خطة لنقل الزائرين من وإلى مناطق سكناهم، كما خصصت رحلات جوية نقلت الزوار من بلدان الخليج وباكستان وإيران وأوروبا إلى العراق.

600 موكب عزاء و100 مركز طبي

وبدأت في اليوم الاول لشهر محرم مواكب عزاء عاشوراء بالتوافد على مرقدي الإمام الحسين والعباس، وذلك وفقاً لجدول زمني ومكاني تم وضع آلية مدروسة له من قبل قسم المواكب والهيئات الحسينية التابع للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية لضمان انسيابية حركتها وعدم تقاطعها مع المواكب الأخرى، حيث بلغ عدد المواكب المستعرضة اكثر من 600 موكب ضمت حوالي ربع مليون مشارك.

كما استقبلت كربلاء خلال الايام العشرة الاخيرة عددًا من ممثلي المؤسسات والوسائل الإعلامية المحلية والدولية، حيث وصل عدد القنوات الفضائية التي غطت مباشرة مراسم العزاء 14قناة.. فيما بلغ عدد الاعلاميين حوالي 190اعلاميًا من مختلف دول العالم لتغطية الزيارة التي وصلت ذروتها اليوم.

كما أعلنت صحة كربلاء نشر اكثر من مائة نقطة طبية على محاور المدينة، وقال مدير إعلام مديرية الصحة جمال مهدي إن دائرة الصحة نشرت 38 مفرزة طبية و 96 عجلة إسعاف مجهزة بالأدوية المنقذة للحياة والمستلزمات الطبية على محاور كربلاء الثلاثة، وهي النجف وبغداد وبابل ومركز المدينة.

وأضاف أنّ هذه المفارز مجهزة بالأدوية والمستلزمات الطبية والضمادات والأدوية المنقذة للحياة، وهي تعمل بالخطة على مدار 24 ساعة بنظام الوجبات لغاية انتهاء الزيارة وتقدم الخدمات الوقائية والعلاجية للزائرين.

ويحيي المسلمون الشيعة في العراق والعالم ذكرى عاشوراء في العاشر من محرم الحرام من كل عام، حيث تعد من أكبر المناسبات الدينية لديهم وهي مقتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب في أجواء يخيم عليها الحزن وترفع الرايات السود وسط المجالس التي تروي السيرة التراجيدية للحدث.

ففي العاشر من محرم وقعت مأساة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين مع عشرات من افراد عائلته عام 61 للهجرة المصادف 680 ميلادية، باعتبار هذه المناسبة اكثر الاحداث مأسوية في تاريخ الشيعة، ولذلك تعد زيارة كربلاء خلال عاشوراء من ابرز المناسبات الدينية حيث يصلها مئات الالاف من الاشخاص سيرًا على الاقدام من مختلف مناطق العراق.