ضبط داعش سوق السبايا الأيزيديات والمسيحيات محددًا أسعارهن وفق أعمارهن، في خطوة لا يمكن وصفها إلا بأنها أشنع وصمة عار في جبين البشرية جمعاء.

بغداد: اظهرت وثيقة صادرة عن تنظيم (داعش) الاسعار التي حددها التنظيم لبيع النساء والأطفال من الايزيديين والمسيحيين.

واعرب عراقيون عن اسفهم للحال الذي وصلت اليه اوضاع النساء العراقيات، من المكونين الايزيدي والمسيحي، اللواتي قام تنظيم داعش بخطفهن وسبيهن، واللواتي يتعرضن لاسوأ انواع التعامل من قبل عناصر التنظيم الذي أعلن عن بيعهن في سوق النخاسة، محددًا اسعارهن كأية سلعة، في صورة تخلو من أي انسانية، بل تحتقر الانسان وتهينه، مؤكدين أن ما يفعله داعش هو اسوأ ما مرت به النساء في تاريخ البشرية، مستنكرين الصمت الدولي ازاء هذه الممارسات.

أسعار وضوابط

بحسب وثيقة "اسعار بيع الغنائم"، التي اصدرها داعش، فإن سوق بيع النساء والغنائم شهد انخفاضًا كبيرًا، وهو ما يؤثر على ايرادات الدولة الاسلامية وتمويل صولات المجاهدين فيها، وعليه "ارتأت هيئة بيت المال وضع الضوابط والاسعار بخصوص بيع النساء والغنائم"، وتوعدت بإعدام من يخالف هذه الضوابط والاسعار.

وبحسب الوثيقة، سعر المرأة (الايزيدية – المسيحية) بين 30 و40 من العمر يبلغ 75 الف دينار عراقي. وسعر المرأة (الايزيدية – المسيحية) بين 20 و 30 من العمر يبلغ 100 الف دينار عراقي .وسعر المرأة (الايزيدية – المسيحية) بين 10 و20 عامًا يبلغ 150 الف دينار، بينما سعر المرأة (الايزيدية – المسيحية) بين 40 و50 عامًا يبلغ 50 الف دينار. كما حددت الوثيقة اسعار الاطفال، بين سنة واحدة و9 سنوات، بـ200 الف دينار.

وبحسب الوثيقة، لايجوز لأي شخص شراء اكثر من 3 غنائم، باستثناء الاجانب، أي الاتراك والسوريين والخليجيين.

وصمة عار

اكد المواطن العراقي المسيحي لؤي سمير أن ما يحدث "وصمة عار في جبين الانسانية". وقال: "أي زمن اغبر هذا الذي نعيشه فأصبحنا نسمع أن النساء يتعرضن للسبي، ونكاح الجهاد، والبيع مثل أي خروف في الاسواق، وليس في ايدينا شيء نعمله للدفاع عنهن". أضاف: "إنه شيء محزن، بل قل كل ما في الدنيا من مصطلحات تعبر عن الالم والاسف، وما يحدث للنساء من بيع وشراء وتعرضهن لنكاح الجهاد والسبي هو عار في جبين الانسانية جمعاء، لأنها ارتضت هذا الذل والهوان للمرأة التي احترمتها جميع الاديان ".

استهتار بالقيم

أكد الكاتب والاعلامي عمار السوداني أن هذا الاعلان استهتار ما بعده استهتار بقيم الاسلام اولًا وبقيم الانسانية، "فالمتاجرة بالنساء سلوكيات جاهلية تهين المرأة التي هي مصدر الحياة وسبب استمراره، ولن يقبل الاسلام مثل هذا، وقد عمل الاسلام على إلغاء الرق والمساواة بين الناس".

أضاف: "داعش لا يمثل الاسلام، وما ظهر في الفيديوهات من انتهان داعش لكرامة المرأة وتوزيع النساء في ما بينهم استهتار بكل القيم الانسانية، ولا اعرف اين العالم من كل هذا، ولماذا هذا الصمت الرهيب".

جرائم مجنونة

اما المحامي محمد عودة الكاظمي، فقد أوضح أن كل قوانين السماء والارض لا ترضى بهذا، وقال: "اعتقد أن قضية سبي الإيزيديات والمسيحيات وبيعهن رقيقًا، والاعلان عن اسعارهن بهذا الشكل، اهانة ما بعدها اهانة لكرامة الانسان، توصم بالعار كل اصحاب الضمائر الميتة الذين لا رادع يردعهم ولا وازع، ويأتون باحكام لم ينزل بها الله من سلطان، وقد يصمت الكثيرون ولا يحركون ساكنًا، بينما أخبار السبي والبيع في اسواق النخاسة تتزايد، واصوات الاستغاثات من جميع الجهات لا يسمعها احد" .

أضاف الكاظمي: "كل قوانين السماء والارض لا ترضى على ما يفعله الداعشيون بالنساء، فهل يعقل أن نسمع اخبارًا مثل هذه في القرن الواحد والعشرين، انهم يبيعون النساء ويستبيحون كرامتهن ليكملوا حفلات جرائمهم المجنونة".