نصر المجالي :&يبدأ وزير الحرس الوطني السعودي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، زيارة للولايات المتحدة غداً الثلاثاء، يلتقي خلالها الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الدفاع تشاك هاغل وعددا من أركان الإدارة الأميركية.&
&
وتتركز محادثات الأمير متعب في الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة من وزير الدفاع الأميركي تتناول العديد من الملفات الساخنة لعل أهمها تعزيز العلاقات الاستراتيجية المشتركة المتعددة الجوانب بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة فضلا عن التطورات الراهنة في إقليم الشرق الأوسط والعمل على خدمة استقرار هذا الإقليم وخاصة الدول المجاورة للمملكة كاليمن والعراق وسورية.
ووجد الأمير متعب بن عبدالله في حديثه لصحيفة (الرياض) السعودية، الإثنين، مناسبة للرد على مقال لصحيفة (واشنطن تايمز) تطرقت فيه إلى دوره المستقبلي في المملكة، مؤكدا أن "سياسة الدولة لا يرسمها مقال في صحيفة أو اجتهاد من كاتب هنا".&
وشدّد على القول: إن "أسرة آل سعود جميعاً.. سواء من كان في منصب داخل الدولة أو خارج المنصب كلنا خدام لهذا الدين والوطن والمواطن السعودي وهذا الشعب الوفي".&
&
تعاون عسكري&
وقال وزير الحرس الوطني السعودي في تصريحاته إنه سيبحث مع المضيفين الأميركيين تطوير وتعزيز التعاون بين وزارة الحرس الوطني ووزارة الدفاع الأميركية في جميع المجالات، بما يسهم في رفع كفاءة منسوبي الحرس الوطني بصفة مستمرة من أجل مساهمته بفاعلية في حماية الوطن وتأمين حدوده وهي المهمة التي نتشرف بها في الحرس الوطني بالتعاون مع زملائنا في وزارة الدفاع ووزارة الداخلية.
وأشار الأمير متعب بن عبدالله إلى أن محادثاته مع أركان الإدارة الأميركية ستتناول بالتأكيد القضايا المتعلقة بما تشهده المنطقة خاصة مواجهة تنظيم (داعش) في العراق وسورية، منوها في هذا المجال بأن المملكة شريكة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد هذا التنظيم الإرهابي.&
وقال ان المحادثات ستتناول أيضا الوضع المأسوي الذي تشهده سورية، كما سيتم التطرق إلى الوضع الحالي في اليمن بعد أن شهدت حالة من الانهيار الأمني والسياسي "الأمر الذي يتطلب سرعة عودة الاستقرار لليمن بالتعاون بين المجتمع الدولي قبل أن تتحول هذه الدولة إلى صراع إقليمي وبؤرة توتر ومركز للإرهاب الذي تعاني منه أصلاً".

مشاكل حقيقية&
وأكد وزير الحرس الوطني السعودي: &ما نأمله، وما نرجو أن نلمسه لدى الإدارة الأميركية هو تفهم أكثر عمقا وواقعية للمشاكل والتحديات التي تواجه المنطقة، ونبه إلى أن هناك مشاكل حقيقية في المنطقة يستلزم التعامل معها بشكل بناء، ولا يمكن اختزال مشاكل المنطقة في ظاهرة الإرهاب وحدها رغم خطورتها وأهميتها القصوى.
وقال: إن الإرهاب هو نتاج بيئة غير طبيعية تجتاح بعض دول المنطقة. وعليه فلا بد من تسوية عادلة للقضية الفلسطينية وحل الأزمة السورية، ومعالجة الوضع في العراق واليمن وكذلك محاربة الإرهاب بكافة الوسائل الفكرية، والأمنية، والعسكرية، من أجل إرساء الأسس الصحيحة لمجتمعات خالية من الارهاب والتطرف تنعم بالأمن والاستقرار والسلام.&

الأمير وواشنطن تايمز&
وكانت صحيفة (واشنطن تايمز) كتبت مقالا مطولا في عددها الصادر يوم 12 تشرين الثاني (نوفمبر) تناولت فيه الأمير متعب بن عبد الله باعتباره واحدًا من أهم رجال المملكة الذين تتطلع الولايات المتحدة للتعامل معهم، وكسب ودهم، لما تدل عليه سياساته الحالية باعتباره وزيرًا للحرس الوطني من بُعد نظر وحكمة.
&وتحدثت الصحيفة عن حياة الأمير متعب بدءًا من التحاقه بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وتخرجه فيها برتبة ملازم، والتحاقه في الحرس الوطني العسكرية في الرياض ليتدرج بعد ذلك في الرتب العسكرية إلى أن وصل إلى رتبة عميد، ثم التحاقه &بكلية القيادة والأركان في الرياض ليحصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية، ثم ترقيته إلى مرتبة لواء، وهي الخبرات التي جعلته جديرًا بمنصب وزير الحرس الوطني. &
وأوضحت الصحيفة أن الأمير متعب بن عبد الله لم يحظَ بما يتمتع به من سمعة طيبة في الوسط السياسي لكونه وزير الحرس الوطني في المملكة فقط، ولكن لما أظهرته سياساته وقراراته التي أصدرها منذ توليه منصبه من رباطة جأش وحكمة وسرعة بديهة، حيث تركزت قراراته حول عدد من المحاور، جاء على رأسها أمن المملكة الداخلي، وكذا أمن الدول المجاورة للمملكة.
&وقالت الصحيفة الأميركية إن الأمير بدا دائمًا مهتمًّا بتهدئة الأوضاع الداخلية لبعض الدول المجاورة للمملكة مثل العراق والبحرين واليمن ومصر، وذلك حرصًا منه على الحفاظ على أمن المنطقة، وموازين القوى فيها.
&
&محاور مهمة&
وقالت إن من المحاور المهمة التي تركزت عليها سياسات الأمير متعب بن عبدالله، هي حرصه الدائم على توحيد صف أبناء المملكة في مواجهة أصحاب الفكر المتطرف كـ(داعش).&
وأشارت (واشنطن تايمز) إلى أن وزير الحرس الوطني أبدى حرصًا شديدًا للحيلولة دون نجاح أصحاب الفكر المتطرف في استغلال الدين الإسلامي لخدمة تطلعاتهم السياسية، الأمر الذي دعا الأمير خلال كلمته التي ألقاها في مهرجان الجنادرية لتحذير أبناء الشعب السعودي من الانسياق وراء من يستغل الدين لخدمة أغراضه وتطلعاته السياسية، وهو ما تلقاه شباب المملكة بالقبول التام.
وفي ختام مقالها، أشادت الصحيفة الأميركية باهتمام الأمير متعب بن عبد الله الشديد بالإحسان لجميع المحتاجين، سواء من العائلات السعودية التي تعاني الفقر وضيق ذات اليد، أو العراقيين الفارين من بطش (داعش) ومن ويلات الحرب.
&