تبذل مصر جهوداً مكثفة على مختلف الأصعدة، من أجل الحصول على مقعد أفريقيا في مجلس الأمن، في الدورة المقبلة، لا سيما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يطمح إلى أن تلعب دولته دوراً إقليمياً بارزاً.&


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تعمل مصر على استقطاب الدول الافريقية إلى صفها، للحصول على مقعد القارة في مجلس الأمن، وذلك في إطار حملة حشد الأصوات لترشح مصر للعضوية غير الدائمة للفترة 2016 – 2017 في الانتخابات التي ستجرى خلال أعمال الدورة 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الأول (أكتوبر) 2015. وتبذل الدبلوماسية المصرية جهوداً واضحة في هذا الصدد، وعقد السفير صبري مجدي صبري مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية والسفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والأمن الدولي لقاء موسعاً مع سفراء المجموعة الأفريقية في القاهرة.&
&
مساندة أفريقية
وخلال اللقاء، أعرب السفير هشام بدر عن التقدير للدول الأفريقية لمساندتها لنا خلال جلسة المراجعة الدورية الشاملة الخاصة بمصر، في إطار مجلس حقوق الإنسان مطلع الشهر الجاري في جنيف، وقدم عرضًا عن خطة مصر ورؤيتها لمختلف القضايا التي تقع في نطاق مجلس الأمن، مستعرضًا أهم مؤهلات مصر لشغل العضوية غير الدائمة، مع توزيع الكتيب الخاص بالحملة خلال الاجتماع، والإعراب عن تطلعنا لدعم أشقائنا الأفارقة لانتخابنا لعضوية المجلس. ووفقاً لتقرير عن اللقاء، قدم إلى وزير الخارجية سامح شكري، فإن الإجتماع عرض مساهمة مصر، كعضو مؤسس للأمم المتحدة، بدور بارز في جهود حفظ السلم والأمن الدوليين على مدار العقود الماضية، فضلًا عن التزامها بتعزيز العمل الدولي المشترك في إطار الأمم المتحدة، بغية تحقيق الأمن الجماعي ودعم الأهداف المتضمنة في مقاصد ومبادئ ميثاق المنظمة.
وأكد بدر أن مصر ستظل ملتزمة بصورة كاملة تجاه إقامة نظام دولي متعدد الأطراف أكثر قدرة وقابلية على مواجهة التحديات والاستجابة لطموحات الشعوب؛ وأن انتخاب مصر كعضو غير دائم للمجلس لأربع دورات: 1949 – 1950، 1961 – 1962، 1984 – 1985، 1996 – 1997 جاء انطلاقا من مساهمتنا في إثراء عمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن منذ عام 1945.
&
دولة مساهمة
وفي سياق متصل، تطرق بدر إلى التزام مصر التاريخي بدعم كافة جهود الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، لتأمين تحقيق السلام في عدد من مناطق النزاعات، خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا. وقد دلل السفير هشام بدر على ما سبق بأن مصر تأتي في مقدمة الدول الداعمة بصورة فاعلة لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام منذ تأسيس البعثة الأولى للمنظمة عام 1948، وتعد من أكبر الدول المساهمة بقوات ضمن بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في 24 دولة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية وأوروبا.
وسلط بدر الأضواء على دور مصر الريادي في أفريقيا، مشيرا إلى أن &"مركز القاهرة الإقليمي لتسوية النزاعات وحفظ السلام في أفريقيا" و"الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية"، التابعين لوزارة الخارجية، قدم جهوداً واضحة في إعداد وبناء القدرات في أفريقيا؛ مشددًا على أن هذا الدور يأتي إيمانا منا بواجبنا تجاه دول القارة لمساعدتهم على تحقيق النمو والاستقرار.
&
المقعد لمصر
لا خلاف بين مصر والدول الأفريقية حول حسم المقعد لصالحها، وقال السفير جمال البيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ"إيلاف" إن هذا المقعد سوف تحصل مصر عليه في الدورة المقبلة 2016، لأن هناك توافقا تاما بين الدول العربية والأفريقية على دعم مصر في هذا الصدد، مشيرًا إلى أن ما تسعى إليه مصر هو الحصول على مقعد مؤقت "غير دائم"، وليس على مقعد دائم كما يظن البعض. &ولفت إلى أن فوز مصر بهذا المقعد سوف يخدم القضايا العربية والأفريقية. &
&
ودعم الدول العربية
مصر تحتاج إلى دعم الدول العربية أيضاً، بالإضافة إلى التنسيق مع الدول الأفريقية، وقال السفير محمود عبد العزيز، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ"إيلاف" إن مصر تحتاج إلى تسعة أصوات من الدول صاحبة العضوية الدائمة في المجلس، والبالغ عددها خمسة عشر عضوا، موضحا أن الأمر يتطلب أيضا مساندة ودعم الدول العربية. ولفت إلى أن الحصول على هذا المقعد يعتمد على نتيجة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على طلب مصر. ونبّه إلى أن آلية الاختيار تقوم على تقديم طلب من الدولة طالبة العضوية، ويتم التصويت على هذا الطلب من قبل أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة.&
وأفاد بأن السيسي طلب حصول مصر على عضوية عادية "غير دائمة" لمدة سنتين، إلا أن الطلب لم يتم البت فيه حتى الآن من قبل المجلس، مشيرا إلى أن طلب السيسي لهذا المقعد "غير الدائم" كان من أجل مشاركة مصر في صناعة القرار الدولي في الفترة القادمة، من خلال عرض القضايا المهمة مثل الإرهاب، موضحا أن مدة العضوية في المجلس سنتان فقط، مشيرا إلى أن مصر ونيجيريا وجنوب أفريقيا من الدول المرشحة للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن عن القارة الأفريقية. وتوقع حصول مصر على هذا المقعد، لا سيما وان هناك دعما لمصر من قبل الدول العربية والدول الإفريقية، وهناك تحرك دبلوماسي مصري كبير للحصول على هذا المقعد المهم.
&