تستمر الأصداء الإيجابية، التي خلّفها بيان الديوان الملكي السعودي، الصادر أمس الأربعاء، والذي تضمن تصريحًا بالغ الأهمية للملك عبدالله بن عبد العزيز حول اتفاق الرياض التكميلي، الذي أنهى قطيعة خليجية مع قطر.


حيان الهاجري من الرياض: أشاد الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بمضامين بيان الديوان الملكي السعودي. وقال إن ما جاء فيه يأتي استمرارًا لحرص خادم الحرمين الشريفين على وحدة الصف الخليجي ولمّ الشمل، وتعزيز التضامن العربي والإسلامي، "لدرء المخاطر الكبيرة التي تحيط بأمتينا العربية والإسلامية، كما يؤكد حرصه على الوقوف مع جمهورية مصر العربية، تعزيزًا للدور المهم الذي تضطلع به على المستويين العربي والدولي".

أضاف الزياني: "دعوة خادم الحرمين الشريفين لوسائل الإعلام وقادة الرأي والفكر ليكونوا عونًا لتعزيز التقارب والتضامن ونبذ الفرقة والخلاف أمر في غاية الأهمية، خصوصًا في هذه الظروف الحرجة التي تشهدها المنطقة، ودول مجلس التعاون أثبتت، بحكمة قادتها ووعي وتلاحم شعوبها، أنها قادرة على تجاوز كل الصعاب التي واجهتها عبر مسيرتها المباركة لأكثر من 30 عامًا".

رأب الصدع
وأكد إياد بن أمين مدني، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، أن اتفاق الرياض التكميلي يصب في مصلحة الشعوب العربية والأمة الإسلامية، ويدعم تضامنها وعملها المشترك الذي تجسده منظّمة التعاون الإسلامي.

وقال مدني: "وصول قادة دول الخليج إلى هذا الاتفاق يأتي في إطار حرصهم على رأب الصدع الطارئ بين دول المجلس، الذي من شأنه بث الحيوية والعافية في جسد الأمة العربية، وتمكينها من الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة التحديات الكبيرة التي تمر بها المنطقة، وأبرزها الوقوف في وجه ما تقوم به إسرائيل من تصعيد وانتهاكات لحقوق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وتدنيس المسجد الأقصى".

وأكد مدني أن ثقته في دعوة الملك عبد الله لإنهاء الخلافات وبدء صفحة جديدة للعمل المشترك، تكون الجامع والمنطلق ونبراس الطريق، "ليس فقط بين دول مجلس التعاون والعالم العربي، بل للأمة الإسلامية جمعاء، ورسالة خادم الحرمين الشريفين كانت واضحة وصريحة، ليسهم الجميع في بناء التقارب والتصالح والعمل الموحد، بمن في ذلك حاملو لواء الرأي والفكر والإعلام".

الأمن القومي
ورأى اللواء أنور عشقي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، أن الحديث الذي أدلى به الملك عبدالله يؤكد ما انتهجه من خطط في الماضي، "حين أعلن في أول اجتماع لمجلس الأمن الوطني أن ما يهمّه هو الأمن القومي العربي والإسلامي، وهو ما يعني أنه هدف أساسي أراد تحقيقه منذ وقت مبكر".

وأكد عشقي أن تحقيق الوحدة العربية صمام أمان لمواجهة التحديات، ووقوف الأمة في وجه العبث والإرهاب، مبينًا أن رسالة الملك للقيادة والشعب المصري تلخصت في تجاوز الكثير من السلبيات، خصوصًا مع الدول التي عادت إلى دائرة التضامن العربي، متوقعًا أن تنخرط بقية الدول في تلك الوحدة، وأن تعين الأمة العربية بعضها بعضًا لصد المؤامرات الداخلية والخارجية.
&