رفضت قطر التوقيع على التقرير النهائي للجنة المكلفة بمتابعة اتفاق الرياض، ما قد يدفع بالدول الخليجية إلى اتخاذ خطوات قاسية بحق الدوحة.

حيان الهاجري من الرياض: أفادت تقارير صحافية بأن قطر رفضت التوقيع على التقرير النهائي للجنة المكلفة بمتابعة اتفاق الرياض، بعدما أقر بعدم جدية الدوحة في تنفيذ هذا الاتفاق، والذي وقعته الدول الخليجية الست في نيسان (أبريل) الماضي.

نريد أفعالًا

والمقرر أن ترفع هذه اللجنة تقريرها إلى المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث سيناقش وزراء خارجية المجلس في اجتماعهم المقبل المقرر عقده في جدة في 30 آب (أغسطس) الحالي، الخطوات المقبلة ضد قطر في ضوء تقرير اللجنة الفنية، الذي خلص إلى عدم الالتزام القطري.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مسؤول خليجي كبير قوله إن المسؤولين القطريين أكدوا خلال اجتماعات اللجنة أنهم نفذوا كل المطلوب منهم، "بالمقابل، طلبت& السعودية والإمارات والبحرين أفعالًا تؤكد الأقوال القطرية، ما أغضب المسؤولين القطريين، ورفضوا التوقيع على التقرير، على الرغم من توقيع الدول الخمس الأخرى عليه."

كل الخيارات متاحة

ووقع وزراء خارجية الدول الخليجية الست اتفاقًا لم تذكر فيه الدوحة صراحة، تجنبًا لمزيد من الضغوط عليها، ينص على بنود أبرزها التوقف عن دعم أي دولة من دول المجلس أي جماعات إرهابية، وعدم التدخل في شؤون دول المجلس الأخرى، وعدم انتهاج سياسات خارجية تضر بمصالح أي من دول المجلس الأخرى، ودعوة لوقف تجنيس المواطنين البحرينيين وتصحيح أوضاع من تم إيقاف تجنيسهم.

إلا أن مسؤولًا بحرينيًا قال للشرق الأوسط إن قطر مستمرة في تجنيس مواطنين بحرينيين.

وتقول المعلومات إن الدول الخليجية لم تقرر إلى الآن شكل ردها على رفض قطر تنفيذ الاتفاق، على أن تجري مناقشة الخطوات اللاحقة في اجتماع وزاري سيخصص للخلاف الخليجي القطري، علمًا أن لا لائحة من العقوبات سيجري الإعلان عنها، على الرغم من أن كل الخيارات متاحة طالما قطر مستمرة في موقفها.

ستكون القرارات قوية

وفي هذا الاطار، تمنى الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس شرطة دبي، أن تبقى قطر ضمن دول مجلس التعاون الخليجي لتجاوز الأزمة التي تعيشها دول المنطقة، داعيًا أن يلهم الله متخذي القرار القطري القرار الصائب تجاه أزمتهم مع مجلس التعاون الخليجي.

وأعرب عن قلقه من رفض الدوحة الالتزام ببنود اتفاق الرياض، "الأمر الذي سيدفع دول مجلس التعاون الخليجي إلى فرض عقوبات على الحكومة القطرية".

وأكد خلفان، عبر حسابه الخاص على موقع تويتر، على خسارة قطر للشعب الخليجي، في حال صدم الخليجيون بعدم موافقتها على الالتزام ببنود اتفاقية الرياض، وقال في تغريدة: "أن يصدم الخليجيون بعدم موافقة قطر فإن ردة الفعل على القادة الخليجيين ستكون سيئة وستكون القرارات قوية، وشعبيًا ستخسر قطر الرأي الشعبي الخليجي".

وهاجم في تغريدة أخرى المغردين القطريين قائلًا: "معظم المغردين القطريين يطلقون على قطر كعبة، ما يجوز ايها المغردون، كعبة المظلوم والمهموم& والمغموم هي الكعبة المشرفة".

مدة لا تتعدى أسبوعًا

وكان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي وقعوا في جدة الأربعاء الماضي اتفاقًا حول الخطوات التي تكفل تسهيل مهام اللجنة المعنية بتنفيذ اتفاق الرياض، للانتهاء من جميع المسائل التي نص عليها الاتفاق، في مدة لا تتعدى أسبوعًا.

وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها الالتزام بخطة زمنية لتنفيذ الاتفاق بعد عدة اجتماعات عقدت لبحث تنفيذ الاتفاق، الذي تمكنت وساطة كويتية من التوصل له بين قطر والإمارات والبحرين والسعودية، بعد قيام الدول الثلاث بسحب سفرائها من الدوحة.

ويقضي الاتفاق بالالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد، سواء عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي ودعم الإعلام المعادي.