تواجه السلطات الأسترالية تهديدًا غير تقليدي، يتمثّل بإنشاء المتطرّفين الإسلاميين فيها تحالفات مع عصابات راكبي الدراجات النارية.

بيروت: التشدّد الإسلامي والجريمة المنظمة يمتزجان في أستراليا، وفقًا للشرطة التي تلاحظ أن أفراد العصابات الجديدة يستخدمون التفسيرات المتشددة للإسلام مبررًا للانضمام إلى مجموعات راكبي الدراجات النارية، التي اصطبغت بصبغة دينية.

مكان سيّئ

يقول كلايف سمول، مساعد مفتش متقاعد&في شرطة نيو ساوث ويلز، إن بعض الأشخاص يلجأون إلى الجريمة بغية تحقيق أهداف أخرى ذات طبيعة ايديولجية، مضيفًا: "يمكن أن يكون هناك شخص يقول سأنضم لعصابة وأبيع المخدرات لأن استراليا مكان سيئ ونحتاج لجمع الأموال للسيطرة، وبالتالي تبرير كل الجرائم والممارسات المرفوضة".

ويعتقد المراقبون أن الرابط الجديد بين الإسلام الأصولي وراكبي الدراجات النارية ناتج من تغير التركيبة السكانية لأستراليا. ويشار إلى أن الشرطة في مدينتي سيدني وبريسبان أحبطت في أيلول (سبتمبر) الماضي مخططًا لمتشددين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية أرادوا ذبح أحد السكان المدنيين.

حالة تأهّب

واتخذت السلطات تدابير تهدف إلى منع الشبان من الانضمام للقتال في العراق وسوريا، بعدما انضم عشرات الاستراليين لجماعات متشدّدة. كما وضعت الشرطة ومؤسسات إنفاذ الأمن في حالة تأهب تحسّبًا لوقوع هجمات في الداخل ينفذها مسلمون متطرّفون.

وقالت وسائل إعلام أن بسام حمزة، زعيم عصابة "براذرز فور لايف" (إخوة مدى الحياة)، تبنى الإسلام الأصولي وهو في السجن، وطلب من أفراد عصابته التحالف مع نادي "بانديدوس" للدراجات النارية في حرب مخدرات عنيفة.

كما تحولت عصابات الدراجات في الآونة الأخيرة إلى جماعات أصولية متشددة، بسبب تدفق أعضاء من أصول شرق أوسطية بعضهم لا يركب الدراجات النارية أساسًا. لكن الروابط الأسرية والثقافية في المجتمعات وبين أعضاء عصابات الدراجات جعلتها موضع شك لدى الشرطة من أنها قد تأوي عناصر يمكن أن تتحول إلى التشدد.

عنف المال وعنف الدين

وقال نيك كالداس، نائب مفتش الشرطة في نيو ساوث ويلز، إن تحالف المتشددين مع عصابات الدراجات النارية يعني "أن هؤلاء يحصلون على المزيد من الموارد والمهارات، ومن يشاركون في النشاط الإجرامي يحملون معهم عددًا من المهارات والمعارف والقدرة على نقل المواد بشكل قد لا يكون متاحًا لدى الجماعات المتطرفة دينيًا".

وأشارت المحققة ديبورا والاس إلى أن الشبان في سكان ضواحي سيدني الغربية، التي يغلب المسلمون على سكانها، شهدت تحركات لتعزيز الصفوف، ولم يكن هناك خيار أمام عصابات راكبي الدراجات النارية سوى الانفتاح على الغرباء، والسماح للمسلمين بالانضمام إلى صفوفها.

وقالت: "هذا هو النموذج التقليدي للعمل المشترك بين الإجرام المدفوع بالربح وبين العنف المدفوع بالدين".