سيدني: أعلنت استراليا، الجمعة، أن كبار المسؤولين في الدولة كانوا مهددين من قبل الجهاديين، وذلك غداة إعلان كامبيرا عن إحباط مشاريع اغتيالات خصوصًا قطع رؤوس، كان تنظيم الدولة الاسلامية يعتزم تنفيذها.
وردًا على سؤال لرئيس الوزراء توني ابوت ما اذا كان هو نفسه ومسؤولون سياسيون آخرون مستهدفين من قبل جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية، رد بالايجاب. وقال: "هناك ضجيج وكان هناك ضجيح بين الشبكات حول استهداف اعضاء في الحكومة". واضاف: "لا يوجد أي شك في هذا المجال".
وأشار إلى أن اعضاء البرلمان كانوا مستهدفين ايضًا. وقال لمحطة ناين نتوارك" التلفزيونية": "نحن بصدد رفع مستوى حماية البرلمان في كانبيرا" والشرطة الفدرالية هي التي اصبحت مكلفة امن المبنى. واعلنت استراليا الخميس اعتقال 15 شخصًا واحباط عمليات اغتيال على ارضها خصوصًا قطع رؤوس مدنيين وتصوير هذه العمليات من قبل جهاديين تابعين لتنظيم الدولة الاسلامية.
وأطلق سراح تسعة اشخاص، ولكن أبقي على احدهم قيد الاعتقال الموقت بتهمة التخطيط للقيام بعمل ارهابي، حسب المحكمة. وشارك اكثر من 800 شرطي في حملة المداهمات التي جرت عند الفجر في ضواحي سيدني وبريزبين في ولايتي كوينزلاند ونيوساوث ويلز (جنوب شرق) بهدف توقيف 25 شخصاً يشتبه بأنهم يشكلون شبكة.
العملية الاضخم
وجرت العملية وهي الاضخم& التي تنفذ في استراليا حتى الآن بعد اسبوع على رفع كانبيرا مستوى التحذير ازاء الخطر الارهابي المتمثل في مقاتلين استراليين في صفوف الدولة الاسلامية عائدين من الشرق الاوسط.
وتم ضبط قطعة سلاح ناري واحدة على الاقل وسيف، وأوقف 15 شخصاً، مثل منهم مشتبه به يدعى عمرجان ازاري (22 عاماً) امام محكمة قضت باعتقاله الموقت لاتهامه بالتخطيط لعمل ارهابي يهدف الى "اثارة الصدمة والهول والرعب"، بسحب النيابة العامة.
وبحسب الاتهام، فهو تلقى اوامر بالهاتف من الاسترالي الافغاني الاصل محمد بريالي الاعلى مرتبة في تنظيم الدولة الاسلامية، تقضي بـ"اختيار اشخاص عشوائيًا لاعدامهم بشكل فظيع" وتصوير هذه الاعمال بحسب سيناريو يتضمن "درجة غير اعتيادية من التطرف".
وبحسب شبكة ايه بي سي التلفزيونية العامة، كان من المقرر ارسال الاشرطة الى وحدة الاعلام التابعة للدولة الاسلامية في الشرق الاوسط قبل بثها.
وقال ابوت إن المداهمات تقررت بعد اعتراض رسالة "استرالي في مرتبة عالية على ما يبدو في الدولة الاسلامية" يحض فيها "شبكات الدعم في استراليا" على تنفيذ "عمليات قتل" علنية على الاراضي الاسترالية. وقال "إن المسألة لا تقتصر اذًا على الشبهات بل ثمة نية، وهذا ما حمل الشرطة واجهزة الامن على اتخاذ قرار بالتحرك".
هجمات ضد مدنيين
من جهته قال قائد الشرطة الفدرالية اندرو كولفين إن "الشرطة تعتبر أن المجموعة التي نفذنا العملية ضدها اليوم (الخميس) كانت تنوي وباشرت التخطيط لتنفيذ اعمال عنف هنا في استراليا" مضيفًا أن "اعمال العنف هذه كانت تتضمن بصورة خاصة هجمات عشوائية على مدنيين".
وبحسب شبكة ايه بي سي التلفزيونية العامة، كان المشتبه بهم يعتزمون بصورة خاصة خطف مدني يتم اختياره عشوائيًا في سيدني ولفه بعلم تنظيم "الدولة الاسلامية" وقطع رأسه امام عدسة كاميرا.
وهذه العملية التي كان يجري التخطيط لها تشبه عمليات قطع رأس 3 رهائن غربيين التي نفذها تنظيم الدولة الاسلامية، وبث اشرطة فيديو عنها، كما تذكر طريقة التنفيذ بقتل الجندي البريطاني لي ريغبي في هجوم بالسلاح الابيض استهدفه في وضح النهار في 22 ايار (مايو) 2013 في احد شوارع جنوب لندن.
وقال توني ابوت "يؤسفني ان اقول إن هؤلاء الاشخاص لا يكرهوننا من اجل ما نفعله، بل يكرهوننا من اجل ما نحن عليه وطريقة عيشنا". وتقدر اجهزة الامن الاسترالية بحوالى ستين عدد الاستراليين الذين يقاتلون في صفوف الجهاديين في العراق وسوريا، وبحوالى مئة عدد الذين يقدمون في استراليا دعمًا ناشطًا للتنظيمات السنية المتطرفة.
خطر فعلي
واكد وزير الهجرة سكوت موريسون، العضو في مجلس الامن القومي، إن عملية الخميس تؤكد على "الخطر الفعلي" الذي تواجهه استراليا و"تبرر رد الحكومة القوي".
واعتقل رجلان الاسبوع الماضي يشتبه بأنهما يجندان عناصر للقتال في صفوف الجهاديين، اثر مداهمة مركز اسلامي في بريزبين. كما تم اغلاق مكتب للتحويلات المالية الاربعاء كانت اجهزة الاستخبارات تشتبه باستخدامه لتمويل تنظيم الدولة الاسلامية.
وللمرة الاولى&منذ العام 2003 وبعد حوالى شهر من لندن، رفعت كانبيرا مستوى التحذير من "متوسط" الى "مرتفع" ما يعني أن مخاطر وقوع عمل ارهابي "مرجحة" دون أن تكون بالضرورة "وشيكة".
وقال توني ابوت عندها إن "اجهزة الامن والاستخبارات تبدي قلقها حيال العدد المتزايد من الاستراليين الذين يعملون مع مجموعات ارهابية مثل (تنظيم) الدولة الاسلامية وجبهة النصرة والقاعدة. إن الخطر الذي يمثلونه يتصاعد منذ اكثر من سنة".
واستراليا ملتزمة الى جانب الاميركيين في مكافحة المقاتلين الاسلاميين وتقوم بتسليم معدات عسكرية واسلحة وذخائر، فضلاً عن مساعدات انسانية بواسطة الطيران كما تعتزم نشر 600 عسكري بينهم 400 من سلاح الجو في الامارات العربية المتحدة للانضمام الى الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم "الدولة الاسلامية".
التعليقات