أعلنها الجيش اللبناني صراحة أنه "متطرّف" ضد الإرهاب في عيد إستقلال الدولة اللبنانية، علمًا أن محاربة الإرهاب في القانون اللبناني هو أصلاً من صلاحية القضاء العسكري.
ريما زهار من بيروت: لمناسبة الذكرى الـ71 لاستقلال لبنان، لفت قائد الجيش الللبناني جان قهوجي في أمر اليوم إلى العسكريين إلى أن لبنان مهدد بكيانه بأخطر عمل إرهابي تشهده المنطقة. وأكد أن الحرب ضد التنظيمات الإرهابية مستمرة، ولا هوادة في محاربة الإرهابيين، حتى اقتلاع جذورهم من لبنان، وشدد على أن القيادة لن تدخر وسيلة في سبيل تحرير العسكريين المخطوفين.
ما لم يتوقعه أحد في عيد الاستقلال أن يتحوّل الجيش إلى "التطرّف" ضد الإرهابيين، وأن يعلن قائد الجيش جان قهوجي بصريح العبارة عبر صفحته على فايسبوك: "أنا متطرّف ضد الإرهاب".
ظاهرة قديمة
في هذا الصدد يقول الخبير القانوني رياض بدوي لـ"إيلاف" إن الإرهاب الذي يضرب المنطقة، ولبنان تحديدًا، لا يعتبر ظاهرة حديثة على المجتمع الدولي، بل يعود انتشار الأعمال الإرهابية إلى تاريخ قديم، حيث كان الإرهابيون يقومون بعمليات القرصنة البحرية واختطاف الطائرات والسفن واحتجاز الرهائن والإعتداء على السياسيين والديبلوماسيين.
وقد أدى تفاقم النشاطات الإرهابية وشدتها وحداثة تقنياتها إلى اهتمام المجتمع الدولي بمكافحة هذه الظاهرة، فانعقدت المؤتمرات، وتم التوقيع على المعاهدات والاتفاقيات، وصدرت القوانين والتشريعات والقواعد القانونية العديدة لتجريمها وملاحقة فاعليها واتخاذ الإحتياطات اللازمة لاكتشافها والحؤول دون وقوعها.
محاولات تعريف
ولدى سؤاله ما هو التعريف الأصح للإرهاب؟، يجيب بدوي :"بالرغم من تعدد الإتفاقيات والمعاهدات لقمعه، لم يتم الإتفاق على تحديد المفهوم القانوني للإرهاب، وذلك بسبب المظاهر المختلفة للأعمال الإرهابية، وصعوبة وضع تعريف عام شامل للإرهاب".
وعلى الرغم من المحاولات المختلفة لوضع تعريف للإرهاب، هناك شبه إجماع على صعوبة وضع تعريف له، هذا إضافة إلى سعي الدول العظمى إلى إبقاء مفهوم الإرهاب غامضًا لكي تبقى لها الحرية المطلقة في إطلاق تهمة الإرهاب على الحركات التي تعارض سياستها.
الإرهاب في لبنان
ماذا عن تعريف القانون في لبنان للإرهاب، يجيب بدوي :"في لبنان، تخضع الأفعال الإرهابية للمادة 314 وما يليها من قانون العقوبات، الذي صدر بتاريخ 1/3/1943، حيث عرّفت المادة 314 المذكورة، الأفعال الإرهابية بأنها جميع الأفعال التي ترمي إلى إيجاد حالة ذعر، وترتكب بوسائل، من شأنها أن تحدث خطرًا عامًا، وعلى الرغم من غموض هذا التعريف، يعتبر القانون اللبناني من أبرز القوانين التي جرّمت الإرهاب قبل غيره من القوانين، التي لم تنص بشكل مطلق على جريمة الإرهاب أو جرّمتها في وقت متأخر.
وكذلك يعتبر الإرهاب في القانون اللبناني جناية مشددة أصلًا، ومن صلاحية القضاء العسكري.
التعليقات