لندن: اعتبرت المعارضة الإيرانية تمديد الغرب لمفاوضاته النووية لمدة سبعة أشهر تهديداً للأمن والسلام الدوليين. وقالت إن فشل الجولة الجديدة للمفاوضات سببه تراجع الغرب عن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، في ما يخص مواجهة انتهاكات طهران لحقوق الانسان، فيما حذرت شخصيات فرنسية حكومتها من تقديم أي تنازلات لإيران حول ملفها النووي.
&
تنازلات الغرب لإيران غير مبررة
وقالت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي في كلمة ألقتها بمؤتمر"المنتخبين الفرنسيين ضد التطرف الديني والتضامن مع المقاومة الإيرانية" في باريس الليلة الماضية، إن تمديد المفاوضات النووية الغربية مع إيران لمدة 7 أشهر، يمنح المزيد من الفرصة لنظام طهران ليقود السلام والأمن الاقليمي والدولي إلى حافة هاوية خطيرة.&
&
واضافت أن عدم الحصول على اتفاق بعد مرور عام على المفاوضات يدل على أن النظام الإيراني ضعيف إلى حد بات غير قادر على التخلي عن مشروعه لانتاج القنبلة النووية رغم إعطاء الغرب تنازلات غير مبررة له، وحيث أصبحت هذه الهشاشة مضاعفة بعد تنحية رجل النظام الإيراني في العراق نوري المالكي عن السلطة.
واشارت رجوي إلى أن فشل الجولة الجديدة للمفاوضات النووية يعود إلى "تراجع الغرب عن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي في العام الماضي" .. واضافت: "وجه آخر من هذا التعامل الضعيف للغاية هو الصمت المخجل تجاه انتهاك صارخ لحقوق الانسان في إيران، وتدخلات النظام الإجرامية في المنطقة. كما أن صمت الدول جعل مصير الشعب الإيراني وشعوب المنطقة كبش فداء".&
وأقيم هذا المؤتمر بدعوة من لجنة رؤساء البلديات الفرنسية المدافعة عن المقاومين الإيرانيين التي ينضوي تحتها 14 ألفًا من رؤساء البلديات والمنتخبين الفرنسيين.
وأكدت رجوي في كلمتها أن "الطريق الوحيد لإبعاد النظام الإيراني عن القنبلة النووية يتطلب تنفيذاً كاملاً غير منقوص لقرارات مجلس الأمن الدولي، ووقفاً كاملاً لتخصيب اليورانيوم، والسماح للمفتشين الدوليين بالوصول الحر&إلى المواقع والمؤسسات المشبوهة للنظام"... منوهة إلى ان ذلك لن يتحقق الا باعتماد سياسة صارمة متضمنة فرض عقوبات شاملة عليه والاعتراف بإرادة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية لتغيير نظام طهران.
ووصفت رجوي تنظيم "داعش" بأنه حصيلة دعم الملالي، حكام إيران، لبشار الأسد (الرئيس السوري) ونوري المالكي ( رئيس الوزراء العراقي السابق)، وناجم عن السياسات الطائفية والقمع والاقصاء التي استهدفت مكونًا كبيرًا من الشعبين العراقي والسوري، والتي اعتمدها المالكي والأسد بأوامر من الحاكمين في إيران.
&
تحذير من التجاهل الدولي لجرائم النظام الإيراني&
وحذرت رجوي من السياسة الدولية الخطيرة التي ظلت تجاهل جرائم النظام الإيراني وميليشياته في العراق وسوريا، وأكدت قائلة: "بينما أصبح قطع دابر النظام الإيراني في المنطقة خاصة في كل من العراق وسوريا أمراً ضروريًا لمعالجة الأزمة، يعتبر البعض خطأ أو من منطلق كسب مصالحهم بأن نظام الملالي في إيران هو حليف لمحاربة داعش فيما اشراك الملالي في أزمة العراق لا يوقف انتاج القنبلة النووية، ولا يقضي على داعش بل وعلى عكس، ذلك يوفر وقودًا لعجلة الارهاب لأن تواجد النظام الإيراني في المنطقة سيفاقم الحروب الطائفية".
وفي كلمات لهم تحدث عدد من رؤساء البلديات والمشرعين الفرنسيين منهم جان فرانسوا لوغاره عمدة المنطقة الاولى في باريس، الرئيس المشترك للجنة رؤساء البلديات الفرنسية للدفاع عن سكان اشرف وجاك بوتو عمدة البلدية للمنطقة الثانية لباريس، والن نري رئيس اللجنة الفرنسية لإيران ديموقراطية في مجلس الشيوخ الفرنسي، وجان بياربكه عضو مجلس بلدية محافظة والدواز، وسيلوي فاسية عمدة بلدية لوبن، و سلست لت عضو الجمعية الوطنية الفرنسية ونائب عمدة بلدة سارا جومين، وجان لاسال عمدة بلدية اورولون سنت مري، وايف بونه المحافظ الفخري والمدير السابق لجهازالمخابرات الفرنسية وبرونومسه عمدة بلدية ويليه ادام .
دعوة لاتباع سياسة صارمة وتشديد العقوبات ضد طهران
واعتبرت مريم رجوي أن "فشل المفاوضات بين أميركا والدول الخمس الكبرى من جهة والنظام الفاشي الحاكم في إيران من جهة أخرى ناجم عن التنازلات والمهادنة غير المبررة المقدمة لهذا النظام"... وأكدت أن طمس قرارات مجلس الأمن الدولي وتمديد المفاوضات اللامحدودة زمنيًا مع النظام الإيراني يفتح أمامه الباب على مصراعيه للحصول على التسلح النووي الذي يراه الملالي ضمان بقاء لكيانهم.&
وقالت إن استمرار ماراثون المفاوضات منذ 12 عامًا &مع هذا النظام، بدلاً من اتباع سياسة صارمة وتشديد العقوبات تجاهه يمثل الدخول في نفق لا نهاية له الا القنبلة النووية، وبما يشكل تكرارًا للسياسات والأخطاء نفسها التي قربت حكام إيران إلى هذا الحد من القنبلة مما يشكل تهديداً داهمًا وخطيرًا للسلام والأمن الاقليمي والعالمي.&
&
وأكدت رجوي أن نظام الملالي اضطر إلى التراجع ولو لخطوة واحدة والتوقيع على اتفاق جنيف، وذلك تحت وطأة العقوبات الدولية والعزلة الداخلية وما تم كشفه من قبل المقاومة الإيرانية في المجال النووي. وقالت إن تقديم تنازلات طائلة وغير مبررة من قبل الغرب قد حفز الولي الفقيه وهذا جاء نتيجة الصمت المخجل عن الانتهاكات الوحشية لحقوق الانسان، بما فيها رش الأسيد على النساء وحالات الاعدامات اليومية في عموم إيران وتصدير الارهاب ونفوذ النظام الاحتلالي في العراق وسوريا ولبنان واليمن. &&
ونبهت رجوي إلى أنه بعد توقيع اتفاق جنيف، فإن "نسبة التراجع لهذا النظام وتخليه عن القنبلة النووية واتباعه للتعهدات الدولية تبقى مرهونة بالضبط بنسبة الصرامة والوقفة الصامدة للمجتمع الدولي حيال اطماع النظام المشؤومة ومخادعاته الذاتية...وأن أي تهاون واهمال وتنازل من قبل المجتمع الدولي &يدفع الخامنئي إلى اعادة المراوغة والتزوير".
&
وشددت رجوي على أن التخلي عن القنبلة النووية يتطلب تنفيذًا كاملاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، لاسيما وقف كامل للتخصيب وقبول البروتوكول الاضافي ووصول حر للمفتشين الدوليين إلى المواقع والمؤسسات المشبوهة للنظام. واشارت إلى أن التجربة أثبتت أن ذلك لن يتحقق اللهم الا أن تواكب ذلك ارادة صارمة ومقاطعة شاملة سياسية ونفطية وتسليحية وقطع دابر النظام في كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان.&
&
فرنسيون يحذرون حكومتهم من تقديم تنازلات لإيران
وأعرب رؤساء البلديات الذين يمثلون مختلف التيارات السياسية الفرنسية عن دعمهم للنضال من أجل الحرية والديمقراطية والعلمانية مع المقاومة الإيرانية واصدروا بيانًا أكدوا فيه أن تأثيرات التطرف الديني قد "طالت ضواحي مدننا أيضًا فهذا يتطلب حملة أوسع. اننا نعلم أن التطرف الديني الحاكم في إيران يلاحق منذ أكثر من 30 عامًا مواطنيه، ويوسّع التطرف المغطى بالاسلام واللجنة تطلب من الحكومة الفرنسية أن تتوخى حذرها تجاه نشاطات شبكات التطرف التابع للنظام الإيراني في فرنسا".&
&
وأكد البيان على دعم 14 الف رئيس بلدية ومنتخب فرنسي للمقاومة الإيرانية وسكان أشرف وليبرتي، مطالبًا الحكومة الفرنسية بإستغلال نفوذها لدى الحكومة العراقية والاتحاد الاوربي والأمم المتحدة لضمان حماية أكثر من 2700 من الإيرانيين المعارضين اللاجئين في مخيم الحرية – ليبرتي بضواحي بغداد المتعرضين لمضايقات من قبل عناصر خاضعة لنفوذ طهران، وأن يرفع الحصار الطبي المفروض على المخيم، واعتبره مخيمًا للاجئين تحت رعاية المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة .&
&
ودان رؤساء البلديات تصعيد ممارسات انتهاك حقوق الانسان في عهد الرئيس الإيراني حسن روحاني، وأكدوا أن المفاوضات النووية "يجب أن لا تتجاهل الواقع المأساوي الذي تمر به إيران... منوهين إلى أنه مقابل المآسي التي سببها النظام الإيراني للبلاد هناك مقاومة تستحق الاحترام والدعم من قبلنا... الارادة التي تريد اضفاء التطبيع للديكتاتورية التي هي أول دولة اسلامية في المنطقة من شأنها أن تؤدي إلى توسيع التطرف. وطالبوا الحكومة الفرنسية بأن ترفض أي تنازل مقابل حالات عدم الشفافية للنظام الإيراني بشأن برنامجه النووي السري .&
&
&
&
التعليقات