يعقد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الزائر لواشنطن حالياً قمة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الجمعة، في إطار التشاور حول القضايا والملفات الإقليمية الساخنة.


نصر المجالي: قال البيت الأبيض إن محادثات القمة الأميركية ـ الأردنية ستتناول الجهود الرامية لمكافحة تنظيم (داعش) والتوّصل إلى حل سياسي في سوريا، وتوفير المساعدات الإنسانية للّاجئين الوافدين من الحرب في العراق وسوريا، واتخاذ خطوات لتخفيف حدة التوتر في القدس.

وأضاف بيان البيت الأبيض أن الرئيس أوباما يتطلّع للتباحث مع العاهل الأردني في فرص تعزيز الشراكة الاستراتيجية الأميركية - الأردنية والدفع قدما بتعاوننا السياسي والاقتصادي والأمني.

وقال البيان إن الولايات المتحدة والممكلة الأردنية الهاشمية تتمتعان بصداقة وثيقة ودائمة، وإن الاجتماع المرتقب هو فرصة أخرى لمواصلة عملنا سوية لتشجيع السلام والازدهار والإصلاح في الشرق الأوسط.

لقاءات مع الكونغرس

وكان الملك عبدالله الثاني قد استهل زيارة العمل التي يجريها إلى العاصمة الأميركية واشنطن بلقاءات عقدها الثلاثاء مع رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر من الحزب الجمهوري، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إد رويس وأبرز أعضاء اللجنة، وقيادات الأقلية في مجلس النواب في الكونجرس الأميركي بزعامة نانسي بيلوسي من الحزب الديمقراطي.

وتم خلال اللقاءات، بحث العلاقات الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة وآفاق تطويرها، حيث أعرب العاهل الهاشمي عن شكره، خصوصا للجنة الشؤون الخارجية واللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس النواب الأميركي، على الدعم المقدم للأردن، لاسيما إقرار مشروع قانون يعزز المساعدة للمملكة في الجوانب العسكرية والدفاعية ويتضمّن امتيازات وإجراءات تشمل الأردن في قائمة الدول التي تحصل على مستوى تقني متقدم من حيث الأنظمة الدفاعية كما هو الإجراء القائم مع دول صديقة وحليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

خطر الإرهاب

كما جرى بحث سبل تعزيز التعاون بين الأردن وأميركا لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية، وأكّد الملك عبدالله الثاني أهمية العمل، ضمن إطار عربي وعلى أساس تعزيز التعاون مع دول الجوار، لمواجهة خطر الإرهاب والفكر المتطرف الذي يهدد الجميع ولا يستثني أحدا.

وشدد العاهل الأردني كذلك على حرص الأردن على دعم الحكومة العراقية في جهودها لتعزيز أمن واستقرار العراق، مؤكدا ضرورة تعميق التعاون لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية. كما أكدّ الملك أهمية دور مصر في استقرار المنطقة، وضرورة تمكينها من القيام بدورها المحوري، ومساعدتها على تجاوز مختلف التحديات.

سوريا ومفاوضات السلام

وجرى بحث مستجدات الأزمة السورية، والتطرّق إلى سبل تمكين المملكة من تنفيذ الخطط والبرامج الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة ودعم قدراتها في التعامل مع مشكلة اللجوء السوري.

وأشار العاهل الهاشمي إلى الدور الأردني لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأسرع وقت وعلى أساس حلّ الدولتين، مؤكدا على الجهود التي تبذلها المملكة لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودعم صمود الأهل هناك والحفاظ على حقوقهم، استنادا إلى الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في المدينة.

من جانبهم، ثمّن قادة مجلس النواب الأميركي الذين التقاهم الملك عبدالله الثاني عمق علاقات الصداقة التاريخية والشراكة الإستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة والحرص على تعزيزها، وإلى الدور الأردني في التصدي لمختلف التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، خصوصا تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإيجاد حل شامل للأزمة السورية، ومساعدة الشعب العراقي على تعزيز أمنه واستقراره، والمشاركة في الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب والتطرف.

وحضر اللقاءات رئيس الديوان الملكي الهاشمي فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، وجعفر حسان مدير مكتب الملك، وعلياء بوران السفيرة الأردنية في واشنطن.