اتهم نواب محافظون "بي بي سي" بالانحياز لحزب العمال، قائلين أن المؤسسة تخوض معركة حياة أو موت حول مستقبل رخصة التلفزيون التي تمولها.


إعداد عبدالاله مجيد: شن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير خزانته جورج اوزبورن قبل أيام هجومًا لا سابق له على تغطية هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) لبيان الخريف الذي قدمه اوزبورن إلى مجلس العموم عن آفاق تطور الاقتصاد البريطاني، واصفين التغطية بأنها "هراء" و"تهويلية".

ترجح كفتهم

وقال قيادي في حزب المحافظين إن التغطية كانت متأثرة بالخوف من اقدام حكومة محافظة، تأتي في الانتخابات المقبلة، على الغاء رسم رخصة التلفزيون في العام 2016. واضاف: "بي بي سي تعتقد بأن الوضع سيبقى على حاله إذا فاز حزب العمال، وأن رسم الرخصة سيبقى ساريًا في ظل حكومة عمالية".

ويخشى المحافظون أن ترجح تغطية بي بي سي كفة العمال في الفترة التي تسبق الانتخابات العامة المقبلة. ونفت بي بي سي بشدة تهمة الانحياز، مؤكدة أن تغطيها محايدة. وقالت انها تتوقع استهدافها بانتقادات من جميع الأحزاب خلال الحملة الانتخابية.

وكان الصحافي اللاذاع في راديو "بي بي سي 4" جون همفريز، الذي أجرى مقابلة مع اوزبورن غداة تقديمه بيان الخريف، اتهم وزير الخزانة ورئيس الوزراء بأنهما فقدا "حس الفكاهة" قبل الانتخابات.

يُخفض أو يُلغى

قال النائب المحافظ اندرو بريجين أن بي بي سي تخوض معركة حتى الموت بشأن مستقبل رسم الرخصة التلفزيونية، وهم يعرفون أنه إذا فاز العمال سيبقى الوضع على حاله، "لكن إذا جاء المحافظون فرسم الرخصة سيُخفض أو يُلغى".

واضاف بريجين: "المعركة الانتخابية ستكون سجالًا بين الحزبين الكبيرين، وغياب التوازن في تغطية المؤسسة يمكن أن يرجح كفة العمال. فإن بي بي سي في موقع ممتاز بوصفها محطة بث وطنية ممولة من رسم الرخصة، وعليها أن تعترف بذلك".

واشار وزير الثقافة المحافظ ساجد جاويد في وقت سابق من هذا العام إلى أن رسم رخصة بي بي سي يمكن أن يُخفض، "ولا شيء مستبعد لدى دراسة الرخصة خلال المفاوضات حول تجديد الميثاق الملكي للمؤسسة".

توقعنا الانتقاد

لمح رئيس حزب المحافظين غرانت شابس إلى إمكانية تجريد المؤسسة من حقها الحصري في 3,6 مليار جنيه استرليني، تمول نشاطها من رسوم الرخصة التلفزيونية. وانتقد كاميرون واوزبورن بشدة برنامجًا على بي بي سي وصف توقعات مكتب الميزانية حول آفاق الاقتصاد البريطاني بأنها أقرب إلى "كتاب الهلاك".

من جهة أخرى اعتبر نورمان سمث، مساعد المحرر السياسي في بي بي سي، أن بريطانيا تعود القهقرى إلى الظروف البائسة للطبقات العمالية في ثلاثينيات القرن الماضي.

وقال اوزبورن إن مقارنة الوضع الحالي بوضع بريطانيا كما وصفها الكاتب جورج اورويل وقتذاك "هراء"، واضاف انه كان يتوقع من بي بي سي أن تتعلم من دروس السنوات الأربع الماضية بأن تغطيتها "التهويلية" لخفض الانفاق العام كانت منافية لما حدث فعلًا.

راضون عن تغطيتنا

لكن مصدرًا في بي بي سي قال لصحيفة ديلي تلغراف: "نحن راضون عن تغطيتنا، وليس من شأن الانتقادات إلا أن تزداد حدة مع اقترابنا من الانتخابات. ونحن مستعدون لها". ودافع مدير بي بي سي السابق غريغ دايك عن التغطية، قائلًا: "ليس من المستغرب أن تبدأ الحكومة القائمة بالهجوم على بي بي سي قبل الانتخابات ولا أعتقد أن الجمهور يعير ذلك أي اهتمام".