حضّت حركة النهضة الاسلامية في تونس، ثاني قوة سياسية في البلاد، كوادرها على انجاح الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، لكنها استمرت في حيادها تجاه المرشحين الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي.


إسماعيل دبارة من تونس: قالت حركة النهضة التونسية في بلاغ تلقت "إيلاف" نسخة منه، إنها "تدعو أبناءها وعموم الناخبين، الى انتخاب المرشّح الذي يرونه مناسبًا لإنجاح التجربة الديمقراطية وتحقيق اهداف الثورة في الحريّة والديمقراطيّة والعدالة".

ودعا بيان "مجلس شورى حركة النهضة"، وهو أعلى سلطة قرار في الحزب الاسلامي الذي حل ثانيًا في الإنتخابات التشريعية التي اجريت في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، "أبناء الحركة وعموم الناخبين في الداخل والخارج إلى المشاركة المكثّفة في الانتخابات والحرص على سلامة العمليّة الانتخابيّة وتأمين نزاهتها وشفافيتها حتّى تعبّر بصدق عن الإرادة الشعبية".

وعقد مجلس شورى حركة النهضة دورته الثانية والثلاثين، يومي السبت والأحد، بهدف تحديد موقف الحركة من الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، لكن الحركة استمرت على الحياد تجاه المرشحين مؤكدة أن "مؤسساتها ستواصل دراسة الموضوع لتعلن الحركة موقفها النهائي خلال الأيام القادمة".
&
وقالت الحركة إنها تحرص على "المصلحة العليا للبلاد"، وتتمسك بـ"الوحدة الوطنيّة وتثبيت السلم المجتمعي"، ودعت إلى "الابتعاد عن كلّ ما قد يقسّم التونسيين أو يكرّس الاستقطابات والتجاذبات الحادة".

ويرى مراقبون في تونس أن حركة النهضة لا تغامر بدعم حليفها السابق المنصف المرزوقي علنًا، حفاظاً على إحتمال تحالفها مع حزب نداء تونس صاحب الاغلبية البرلمانية في تشكيل الحكومة المقبلة.

لكنّ كثيرين يعتقدون أن النهضة تدعم في الخفاء المرزوقي، بدليل حصوله على غالبية الاصوات في المناطق والمدن التي كانت تعتبر سابقًا معاقل لحركة النهضة.

ولم تقدم "النهضة" مرشحاً للانتخابات الرئاسية وقالت إنها لا تدعم أي مرشح.

والباجي قائد السبسي منافس المنصف المرزوقي هو مؤسس حزب نداء تونس، الذي يوصف بكونه نسخة منقحة من حزب الرئيس بن علي، التجمع الدستوري الديمقراطي، نظرًا لالتحاق كثير من رموز النظام السابق به، لكن نداء تونس ينفي ذلك التوصيف ويتمسك بحق رموز نظام بن علي في العمل السياسي طالما لم يدنهم القضاء.

وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فى تونس الأحد أن الدور الثاني للانتخابات الرئاسية سيجرى يوم 21 من الشهر الجاري.

وصرح رئيس الهيئة شفيق صرصار لوسائل الإعلام المحلية بأن تاريخ الدور الثاني للانتخابات سيكون فى الـ 21 من الشهر الجاري على أن يكون الاقتراع بالنسبة للمكاتب خارج تونس أيام 19 و20 و21 من نفس الشهر.

ويأتى الإعلان عن موعد الانتخابات إثر رفض المحكمة الإدارية الأحد مجددًا الطعون التي تقدم بها فريق الحملة الانتخابية للمرشح المنصف المرزوقى ضد نتائج الدور الأول، وستقدم بذلك هيئة الانتخابات النتائج النهائية للدور الأول غدًا الاثنين.

وقد ضمن الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي مروره إلى الدور الثاني بعد حلوله ثانيًا خلف مرشح حزب حركة "نداء تونس" الباجي قايد السبسي في الدور الأول.

وتبدأ الحملة الانتخابية يوم الثلاثاء وتستمر حتى يوم 19، بينما سيكون الصمت الانتخابي يوم 20.

وشارفت تونس على الانتهاء من مرحلة "الانتقال الديمقراطي" التي امتدت لأكثر من ثلاث سنوات بعد انتخاب أول برلمان بعد ثورة 14 يناير 2011.