يُقدم المرشح الاوفر حظا للانتخابات الرئاسية في تونس الباجي قائد السبسي نفسه على انه مرشح "تونس القرن الحادي والعشرين" وكوريث لأب الاستقلال الحبيب بورقيبة كما يدافع عن صلاته بمناصرين سابقين لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.


تونس: قال الباجي قائد السبسي (87 عاما) المعارض لحزب النهضة الاسلامي الذي حكم من نهاية 2012 حتى مطلع 2014، في مقابلة مع وكالة فرانس برس السبت "اذا كنت ترشحت فلأنني اعتقد بانه امر مفيد (...) من اجل البلاد لانني احمل مشروعا هو اعادة تونس الى مصاف دولة تنتمي الى القرن الحادي والعشرين".

ورغم فوز حزبه "نداء تونس" في الانتخابات التشريعية في 26 تشرين الاول/اكتوبر، يقر السبسي بانه سيترتب عليه خوض معركة لتشكيل غالبية بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 23 تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال في اليوم الاول لحملته الانتخابية ان الناخبين "منحونا اولوية لكنهم لم يعطوننا الغالبية المطلقة، لقد اعادوا انتخاب نواب النهضة بنسبة كبيرة".

وتابع "الرسالة هي التالية: نريد ان تحكم تونس بطريقة تجد كل مكونات هذا المجتمع سواء كانت سياسية او اجتماعية نفسها ضالعة في العملية. لكن من الواضح انه لن يكون من السهل تحقيق ذلك الا اننا سننكب على هذا الامر".

ويقر السبسي الذي دأب على توجيه انتقادات لاذعة لاتباع حزب النهضة الذين وصفهم بـ"الرجعيين" و"الظلاميين"، بان الاسلاميين يعطون الانطباع بانهم قبلوا اللعبة الديموقراطية.

ويقول هذا المخضرم في الحياة السياسية الذي جمع في صفوف حزبه عدة تيارات متنوعة حول شعار رفض الاسلاميين، "اعلم انهم غيروا خطابهم وانهم يعطون الانطباع بانهم تغيروا لكن الحكم على ذلك يبقى في الافعال".

والسبسي الذي يبلغ قريبا عامه ال88 يعقد الاحد اول تجمع انتخابي له امام ضريح بورقيبة.

ويقول "هذا سني، لكن بالواقع اود ان اؤكد ان الشباب ليس بالاوراق الثبوتية وانما بالروح"، مع العلم ان الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في كانون الثاني/يناير 2011 كانت تضم الشباب بنوع خاص.

ويعتبر قائد السبسي من رموز نظام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي حكم تونس بين 1956 و1987، وقد تولى في عهده منذ خمسينات القرن الماضي العديد من المناصب بينها بالخصوص وزارات الداخلية والدفاع والخارجية.

كما تولى في بداية عهد الرئيس زين العابدين بن علي منصب رئيس مجلس النواب وكان عضو اللجنة المركزية للحزب الحاكم في عهده "التجمع الدستوري الديمقراطي" حتى 2003.

ويتابع السبسي "كنت اتعامل بشكل مباشر تقريبا مع الرئيس بورقيبة على مدى 35 عاما وبالتالي اتحمل مسؤولية كل الانجازات التي حققها كما اتحمل مسؤولية في الامور السلبية".

ويتابع "آمل في ان نتحلى بالحكمة الكافية لمحاولة ترك الامور السلبية وراءنا وعدم الاخذ بالاعتبار سوى الامور الايجابية".

اما بخصوص ضم اعضاء سابقين في حزب بن علي، التجمع الدستوري الديموقراطي، الى فريقه فان السبسي يدافع ايضا عن قراره.

ويقول "انهم لا يزالون مواطنين ولهم الحق في المشاركة في الحياة السياسية في بلادنا".

وردا على سؤال حول تشكيل "قضاء انتقالي" لتحديد المتورطين في الممارسات السلطوية في ظل حكمي بورقيبة وبن علي، قال السبسي انه يؤيد كشف الحقيقة لكنه يعارض تصفية الحسابات.

وقال "انا ضد تصفية حسابات الماضي، اعتقد ان علينا النظر اكثر نحو المستقبل لان تونس بحاجة في هاتين السنتين المقبلتين لكل ابنائها".

وابدى هو ايضا استعداده للمثول امام القضاء بخصوص دوره في ظل حكم بورقيبة. وهناك دعوى بحقه رفعها معارضون تعرضوا للتعذيب حين كان يتولى حقيبة الداخلية.

وختم بالقول "انا مواطن مثل كل المواطنين الاخرين، اعلم ان ضميري مرتاح. عموما ينتقدونني بسبب امور لم تحصل لكن اذا كان يترتب علي ان ادافع عن نفسي فلما لا". واضاف "لا يمكن لتونس ان تحرز تقدما فعليا الا بعد اقامة دولة قانون".