رد مسؤولون فرنسيون تطبيق سياسة "لحم الخنزير أو لا شيء" في إحدى المدارس الفرنسية إلى مبدأ الحياد الجمهوري، غير عابئين بتلامذة مسلمين سيبقون بلا طعام.


القاهرة: في واقعة مثيرة يتوقع أن تحظى بتداعيات متلاحقة خلال الفترة المقبلة، أعلن رئيس إحدى البلديات في جنوب فرنسا عزمه تطبيق سياسة "لحم الخنزير أو لا شيء" بإحدى المدارس هناك، ما يعني إجبار كل التلامذة على تناول لحم الخنزير فقط، ما يؤثر على 15 طالبًا مسلمًا يمتنعون عن تناول هذا اللحم تقيدًا بالدين الإسلامي.

ضد العلمانية

بعد مرور أيام على مطالبة البلديات في كافة أنحاء فرنسا بإزالة المشاهد الخاصة بميلاد السيد المسيح لأنها ضد العلمانية، خرج مارسيل مورترو، وهو رئيس إحدى البلديات الكائنة في جنوب فرنسا، ليعلن استعانته بنفس المبدأ ويقرر تطبيق تلك السياسة التي تعني بعدم توفير أي بديل للحم الخنزير للطلبة في المدرسة الموجودة هناك، التي يوجد بها 15 طالبًا مسلمًا سيتضررون من هذا القرار.

واعتبارًا من مطلع 2015، سيتم تفعيل ذلك القرار في بلدة سارجيه-لي- لو مان الصغيرة، حيث لن تُقدَّم أي وجبات بديلة لهؤلاء الطلبة المسلمين في حال لم يتناولوا لحم الخنزير.

حياد جمهوري

من جانبه، قال مارسيل إن قراره مبني على "مبدأ الحياد الجمهوري". وأضاف في سياق تصريحات أدلى بها لمحطة يوروب 1 الإذاعية: "ليس مطلوبًا من رئيس البلدية أن يوفر وجبات تتماشى والمتطلبات الدينية، وهذا هو المبدأ الخاص بالعلمانية".

هذا التصرف أثار غضب الطلاب المسلمين وذويهم، ونقلت محطة يوروب 1 الإذاعية في نفس السياق عن طالب يدعى طارق قوله: "لا تحظى المقبلات بنفس أهمية طبق اللحم، فاللحم ضروري لتمكين الجسم من العمل والتفكير، وأنا بحاجة إلى اللحم".

كما نقلت المحطة عن والدته ياسمين قولها: "إخبار طفل صغير بأنه سيتناول قدر أقل من الطعام اليوم نظرًا لوجود لحم خنزير بالقائمة أمر يصعب فهمه، وهو قرار يشعرك بالتمييز، ويكفي أنك تسمع تعليقات من بينها 'إن لم تكن لديكم رغبة في تناول لحم الخنزير، يمكنكم اصطحاب أولادكم لمنازلكم'، وهذا أمر مؤلم".