أسئلة كثيرة أثارتها "إيلاف" بعد لقاء الائتلاف الوطني السوري المعارض لموفد الرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف في إسطنبول، وخاصة بعد ما رشح لها عن تفاصيل اللقاء، وبعدما توجّه الأخير إلى دمشق للقاء بشار الأسد. وحول وجود ضغوط دولية من أجل إتمام هذا اللقاء، نفى هادي البحرة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، في تصريح لـ"إيلاف"، تلقي الائتلاف أي ضغوط دولية حتى يلتقي الأعضاء بميخائيل بوغدانوف.
بهية مارديني: في هذا السياق أكد أن تركيا لم ترتب هذا اللقاء، بل موسكو هي من طلبت ذلك مباشرة من الائتلاف، عبر السفارة الروسية في أنقرة. هذا ورفض أعضاء في الائتلاف التعليق على ما تسرّب لـ"إيلاف" من مصادر دبلوماسية من أن بوغدانوف كان "متشنجًا" خلال اللقاء مع أعضاء الائتلاف هذا الأسبوع في إسطنبول و"على غير عاداته الدبلوماسية الرصينة".
مواقف أصدقاء سوريا
ردًا على سؤال حول المواقف الدولية، وهل هناك تغيير مواقف من نظام الأسد، قال البحرة "المواقف البريطانية والفرنسية هي من أهم المواقف الدولية الثابتة على دعمها للشعب السوري وتطلعاته، وموقفها لم يتغيّر تجاه فقدان الأسد شرعيته، وعلى أنه لا يمكن أن يكون له دور في مستقبل سوريا السياسي".
من جانبه، اعتبر منذر آقبيق الموفد الرئاسي في الائتلاف أنه "لا يوجد أي تبدل في مواقف أصدقاء الشعب السوري من النظام، ولا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في ما يتعلق بذلك، حيث المواقف جذرية ونهائية بعدم صلاحية نظام الأسد مجددًا، وخصوصًا دول" الكور الإحدى عشرة"، ومن بينها، إضافة إلى الأشقاء الخليجيين والعرب، ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الامن".
وأفاد "وإن كانت بعض الدول الأوروبية الأخرى بدأت تلين موقفها، لكن بدون التنازل عن دعمها لمبدأ التحول الديمقراطي في سوريا". ورأى أن "التحرك الروسي لا يزال بدون معالم واضحة، فهم يقولون إنهم مازالوا يؤيدون خارطة الطرق، حسب بيان جنيف، لكن في الوقت نفسه يعارضون الانتقال السياسي الجذري والحقيقي غير القابل للعودة عنه، حسب ما هو منصوص عليه في البيان نفسه. وبالتالي هم يحاولون تحريف العملية السياسية عن مبادئها وأرضيتها الشرعية نحو سقف أدنى، يكون في مصلحة النظام، في محاولة لإعادة إنتاجه بحلة جديدة، ولكن من دون تغيير جذري، يقطع تمامًا مع الاستبداد، وهو ما يتطلع إليه الشعب السوري، وهو ما سوف يستمر الشعب في ثورته حتى إنجازه".
وأكد آقبيق أن "الروس مازالوا يقولون إن الأسد رئيس شرعي ومنتخب، وهذا كلام يجافي الواقع والمنطق والأخلاق، وبالتالي أنا لا أثق بالروس، إلى حين تغيير موقفهم، وإدانة جرائم الأسد ونظامه بشكل واضح، وأن يؤيدوا بشكل لا لبس فيه حق الشعب السوري في التغيير الديمقراطي الحقيقي".
&
الجميع يجب أن يقدم تنازلات لإنقاذ سوريا |
&
الأسد وبوغدانوف
وقال بشار الأسد اليوم الأربعاء بعد لقائه بوغدانوف "إن سوريا تتعاطى بإيجابية مع الجهود التي تبذلها روسيا بهدف إيجاد حل للأزمة السورية، وهي على ثقة بأن أي تحرك دبلوماسي روسي قد يثمر عن نتائج". ولفت الأسد إلى أن "روسيا وقفت دائمًا إلى جانب الشعب السوري، وبرهنت على أنها تؤيد حق الشعوب في تقرير مصيرها، وتحترم سيادة الدول والقوانين الدولية".
&
وأطلع بوغدانوف الأسد على اللقاءات، التي أجراها أخيرًا، في إطار الجهود التي تبذلها روسيا بهدف تهيئة الظروف الملائمة لوقف الإرهاب في سوريا، وإجراء حوار سوري سوري شامل بعيدًا عن أي تدخلات خارجية، معبّرًا عن تأييد موسكو لجهود الحكومة السورية في تكريس المصالحات الوطنية كخطوة أساسية على طريق الحل.
ونقل بوغدانوف رسالة شفهية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الأسد حول دعم موسكو للشعب السوري، في ظل تقارير إعلامية عن زيارة& قريبة يقوم بها الأسد إلى موسكو.
التعليقات