لا تزال القضايا الدينية والطائفية والعرقية محركًا أساسيًا للأحداث السياسية والإقتصادية والإجتماعية في كثير من بلاد العالم، خاصة تلك التي تقع خارج "الدائرة الغربية"، وهو ما ينطبق على منطقة الشرق الأوسط، ومناطق واسعة من القارة الآسيوية، وعلى رأسها الهند، وكذلك بلدان أفريقيا وغيرها من دول وكيانات العالم الثالث، وفي تطور لافت للأحداث كشفت تقارير صحافية غربية، عن اتساع دائرة تحويل المسيحيين والمسلمين إلى الهندوسية في الهند، سواء عن طريق الضغط المباشر، أو تحت ضغط الظروف الإقتصادية.


سالم شرقي من دبي: أشار تقرير نشره موقع "فاتيكان إنسايدر" إلى أن عملية تحويل المسيحي إلى الهندوسية في الهند تبلغ كلفتها 2500 روبية، فيما يصل المبلغ إلى 6500 إذا كان الشخص المستهدف مسلمًا، وتحاول الحكومة الهندية وقف هذه الممارسات، عن طريق سن قوانين وتشريعات تمنع التحول الديني، ولكن هذا القانون لم يتم تطبيقه إلا في 5 ولايات فقط من بين 29 ولاية هندية.

طرد المسلمين
على صعيد متصل بوقائع وأحداث التطرف الديني وتهديده لاستقرار المجتمع الهندي، فقد تعالت أصوات هندوسية بطرد المسلمين والمسيحيين من البلاد قبل عام 2021، ويتم استثناء من يتحولون إلى الهندوسية من ذلك، وفقًا لما جاء على لسان زعامات سياسية ودينية في الهند، حيث تسعى هذه الجماعات إلى جعل الهند "هندوسية حصرًا" من أجل استعادة ما أطلقوا عليه مجد الهندوسية، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "دايلي مايل" البريطانية.

80 % هندوس
يذكر أن الهند يبلغ عدد سكانها مليار و220 مليون نسمة وفقًا لإحصاء عام 2012، ويشكل الهندوس غالبية ساحقة تصل إلى 80 % من سكان البلاد، فيما تبلغ نسبة المسلمين 13 %، والمسيحية لديها أتباع في الهند تصل نسبتهم إلى 2.3 %، ثم السيخ 2%، وغيرها من الديانات، وتعاني الأقليات الدينية في الهند ظروفا معيشية قاسية، وهم الأكثر فقرًا في البلاد، ما فتح الأبواب أمام تحويلهم دينيًا إلى الهندوسية بضغوط مالية وإقتصادية.

مساومة قاسية
ووصل الأمر أخيرًا إلى منحهم خياري البقاء في الهند مع التحول إلى ديانة البلاد الأكبر، أو الهجرة خارج البلاد، إلا أن هذه الأصوات لا يمكن وصفها إلا بالمتطرفة التي لا علاقة لها بالتوجه الحكومي، الذي يهدف إلى فرض الاستقرار والسير في طريق التنمية الاقتصادية بعيدًا عن النزاعات الدينية والطائفية.
&