دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي في موسكو لاتخاذ تدابير استباقية لمنع امتداد خطر (داعش) إلى أفغانستان.

نصر المجالي: نبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن بعض مجموعات تنظيم "داعش" تحاول الزج ببعض الولايات الأفغانية في ما يسمى بـ"دولة الخلافة".

وشدد بوتين في هذا الصدد على أهمية أن تقوم دول المنظمة بإيلاء أهمية للحدود الأفغانية مع طاجيكستان، ومنح مساعدات مادية للأخيرة لرفع مستوى تأهيل قواتها المسلحة. ودعا بوتين إلى التعاون في محاربة تجارة وخطر المخدرات.

يذكر أن منظمة الأمن الجماعي تضم في عضويتها كلاً من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجكستان وأرمينيا.

22 وثيقة

وأقرت قمة المنظمة 22 وثيقة، بينها بيان مشترك أعرب فيه رؤساء الدول الست الأعضاء عن قلقهم إزاء تنامي خطر الإرهاب وانتشار التطرف في آسيا الوسطى، بما في ذلك تحت تأثير العامل الأفغاني، وأكدوا ضرورة إحلال السلام في أوكرانيا، وتسوية النزاع في إقليم ناغورني قره باغ، المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان.

وأشار يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية، إلى أهمية القرارات التي اتخذتها القمة والمتعلقة باختبار مدى جاهزية قوات الرد السريع المشتركة للقيام بمهامها، وكذلك إنشاء قوات جوية مشتركة، وتبني استراتيجية مكافحة تهريب المخدرات، ووضع جدول فعاليات بشأن التصدي المشترك للحالات الطارئة.

كما اتخذت القمة قرارًا بإقامة مركز للتنسيق والتشاور حول الرد على "الحوادث الإلكترونية"، ووقعت بروتوكولاً لمواجهة "الجرائم في مجال المعلومات "، كما صادقت على قرار حول القوات الجوية المشتركة.

خطر الإرهاب

وقد أعرب قادة الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي في بيانهم عن القلق إزاء تنامي خطر الإرهاب وانتشار التطرف في آسيا الوسطى، مع أخذ العامل الأفغاني بالحسبان.

وأبدى قادة دول المنظمة استعدادهم للتعاون مع كابل والرئيس الجديد اشرف غني لمواجهة الأخطار المتأتية من الإرهاب وتجارة المخدرات، وهنا شدد بيان القمة على "القلق من استخدام منظمات إرهابية وجماعات راديكالية للأراضي الأفغانية من أجل ضرب استقرار الحدود المشتركة مع دول المنظمة".

وتضمن بيان القمة المشترك اتفاقاً بين دول المنظمة على التعاون لاتخاذ تدابير بحق الأشخاص الذين يعودون من المشاركة في النزاعات الحربية إلى جانب المنظمات الإرهابية، حيث لاحظ البيان "أن الخطر الإرهابي اكتسب أبعادًا جديدة نظرًا لمشاركة الإرهابيين الأجانب والتداخل مع الجريمة العابرة للدول".

كما نوه البيان إلى أن "الإرهاب يقوى تعدادًا ومالاً وفكرًا وبات يقوم بدور مستقل في الأزمات مستخدمًا الاختلافات الإثنية والعرقية". كما سمى قادة الدول منطقة الشرق الأوسط كبؤرة ينشط فيها الإرهاب وتنظيم القاعدة و"الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة.

أوكرانيا

وأكد البيان على ضرورة إحلال السلام في أوكرانيا، والتسوية السلمية لأزمة قره باغ، أي تم تثبيت المواقف حيال المسائل الإقليمية الرئيسية".

ودعا زعماء الدول الأعضاء في منظمة "معاهدة الأمن الجماعي" إلى إحلال السلام في أوكرانيا بأسرع وقت. واكدوا على ضرورة "ترتيب عملية المفاوضات بين الأطراف المتنازعة، من أجل تبني إجراءات عاجلة لتجاوز عواقب الكارثة الإنسانية".

وأكد البيان أن "مقتل المدنيين يثير قلقًا خاصاً"، مؤكدًا أهمية "الحيلولة دون تصعيد الوضع"، مطالبًا بالوقت ذاته بـ"ضبط النفس، واستخدام الوسائل السياسية والدبلوماسية حصراً لحل النزاع، والعمل على تنفيذ اتفاقات مينسك من أجل تحقيق الوفاق الوطني وتجاوز الأزمة في أوكرانيا".

يذكر في هذا السياق أن رئيسي بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو وكازاخستان نورسلطان نزاربايف زارا الأحد والاثنين كييف، حيث أجريا مباحثات مع نظيرهما الأوكراني بيوتر بوروشينكو.

جهوزية القوات الجماعية

وقال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف إن مجلس منظمة معاهدة الأمن الجماعي قرر اختبار جهوزية القوات الجماعية للرد السريع التابعة للمنظمة، وقدرتها على تنفيذ المهام الموكلة إليها، هناك قرار بشأن المجلس حول القوات الجوية المشتركة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وكذلك هناك قرار للمجلس حول استراتيجية مكافحة المخدرات للدول الأعضاء في المنظمة، وقرار آخر حول خطط الفعاليات لتنفيذ التوجهات الرئيسية لتطوير مواضيع الرد الجماعي على الحالات الطارئة".

وكان المجلس اصدر سابقًا قرارًا "حول مركز التنسيق والاستشارات في منظمة معاهدة الأمن الجماعي حول قضايا الرد على حوادث الكمبيوتر"، ووقع بروتوكولاً يتعلق بـ "مواجهة النشاط الإجرامي في المجال الإعلامي".

من جانبها، أكدت روسيا على لسان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال لقاء عقده مع الجنرال اسانبك اليمكوجويف رئيس هيئة اركان الجيش والقوات المسلحة القرغيزية في موسكو اليوم أن روسيا ستطلق برنامجًا لتطوير وإعادة تسليح القوات القرغيزية على خلفية انسحاب قوات التحالف الدولي من أفغانستان.

وأضاف شويغو: "التعاون مستمر بيننا بوتيرة حثيثة للغاية، وهذا يندرج بين واجبات الجيران والأصدقاء والشعوب الشقيقة". وتابع: "الأوضاع الراهنة تحتم دفع عملنا بوتيرة أكبر، حيث هناك جملة من المسوغات لذلك تتمثل بالدرجة الأولى في افغانستان وفي انسحاب القوات الدولية من هناك".