بيروت: أكد قائد وحدة في الجيش السوري الحر الخميس أن نحو 400 من مقاتلي الجيش المذكور المعارض للنظام السوري يقاتلون إلى جانب القوات الكردية في كوباني التي يحاصرها تنظيم داعش.
ودخل 51 عنصرًا من الجيش السوري الحر إلى المدينة الاربعاء عبر الحدود التركية لمساندة "وحدات حماية الشعب" الكردية، بحسب المرصد. وانضم هؤلاء الى مقاتلين عرب آخرين يقاتلون منذ بداية المعركة الى جانب المقاتلين الاكراد في عين العرب. وبعثت هذه التعزيزات الامل في صمود كوباني التي يسيطر تنظيم "داعش" منذ اكثر من اسبوعين على حوالى نصفها.
واوضح رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أن اكراد كوباني ابلغوه "انهم لا يحتاجون قوات مقاتلة من البيشمركة"، بل "قوات دعم، ونحن لبينا طلبهم". لكنه تدارك أنه "سيتم ارسال مزيد من البشمركة اذا اقتضت الظروف الميدانية ذلك".
ورأت وزارة الخارجية السورية في بيان صدر منها الخميس أن تركيا اقدمت على "خرق الحدود السورية في منطقة عين العرب بالسماح لقوات اجنبية وعناصر ارهابية تقيم على اراضيها بدخول الاراضي السورية".
واعتبرت ان ذلك "يشكل انتهاكاً سافراً للسيادة السورية". وعبّرت الخارجية عن ادانتها ورفضها "هذا السلوك المشين للحكومة التركية والاطراف المتواطئة معها المسؤولة بشكل اساسي عن الازمة في سوريا واستمرار سفك الدم السوري من خلال دعم التنظيمات الارهابية".
وتتهم دمشق انقرة بدعم تنظيم "داعش" وغيره من "المجموعات الارهابية" التي تقاتل ضد النظام. وتدعم انقرة المعارضة السورية منذ بدء الانتفاضة السلمية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف آذار/مارس 2011 التي ما لبثت أن تحولت الى نزاع دامٍ اوقع نحو 200 الف قتيل. وتواصلت المعارك اليوم على محاور عدة في عين العرب.
وذكر المرصد بعد الظهر ان 11 مقاتلاً من "وحدات حماية الشعب" قتلوا في الاشتباكات المستمرة من الليلة الماضية. كما افاد عن مقتل عدد كبير من عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية"، ونقل عن "مقاتلين وشهود رؤيتهم العديد من جثث هؤلاء ملقاة في الشوارع لساعات من دون أن ينتشلها احد".
واستولى "داعش" خلال هجومه في اتجاه كوباني الذي بدأ في 16 ايلول/سبتمبر على مساحة واسعة وعدد كبير من القرى والبلدات في محيط المدينة. وقتل في المعارك المتواصلة منذ اكثر من ستة اسابيع اكثر من 800 شخص، معظمهم مقاتلون. واعلن منسق التحرك الدولي ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" الجنرال الاميركي جون آلن الاربعاء أن "كوباني لن تسقط بيد داعش".
وساهمت الغارات الجوية التي نفذها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة منذ نهاية ايلول/سبتمبر ضد مواقع وتجمعات للتنظيم في اعاقة السيطرة الكاملة على ثالث المدن الكردية السورية. ونفذت طائرات الائتلاف اليوم ثلاث ضربات، بحسب المرصد، على "تجمعات لتنظيم الدولة الإسلامية في القسم الشرقي من مدينة عين العرب".
ويثير تنظيم "داعش" الرعب في مناطق انتشاره في شمال وشرق سوريا، حيث يفرض قوانينه المتشددة ويعاقب بالذبح والقتل العشوائي، وفي العالم الذي يخشى تمدد "دولة الخلافة" التي ينادي بها. في العراق المجاور، تستعد القوات العراقية ومقاتلون موالون لها لإستعادة مدينة بيجي التي تقع في محافظة صلاح الدين قرب كبرى مصافي النفط في البلاد من سيطرة التنظيم الجهادي.
واعتبرت وزارة الدفاع الاميركية الخميس أن من الضروري ارسال مستشارين عسكريين اميركيين الى محافظ الانبار غرب العراق لمقاتلة تنظيم "الدولة الاسلامية" شرط أن تسلح بغداد القبائل السنية. من جهة اخرى، اقر وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الخميس بأن نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي يقاتل مجموعات مختلفة مناهضة له، قد يستفيد من الغارات الجوية الاميركية التي تستهدف مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.
التعليقات