واشنطن: رأى خبراء انه بعد اكثر من شهرين على بدء الضربات الجوية، نجح التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في منع سقوط مدينة سورية كردية بيد تنظيم "داعش" لكنه ما زال يبذل جهودا شاقة لوقف تقدم هذا التنظيم على جبهات اخرى.

ومنذ بدء الحملة الجوية على جهاديي تنظيم داعش في الثامن من آب/اغسطس، لم تحقق الولايات المتحدة وحلفاؤها نجاحات كبيرة اذ ان هذه الجماعة المتطرفة واصلت تقدمها في غرب العراق وعززت سيطرتها هناك.

لكن المسؤولين الأميركيين يؤكدون انه من المبكر استخلاص العبر وان جهودا منهجية ستثمر على الارجح مع تعزيز القوات العراقية والكردية. وقال ضابط كبير في القيادة الأميركية الوسطى التي تشرف على هذه الحملة "اننا في الدقائق الاولى من المباراة".

وكان مسؤولون أميركيون كبار وقادة عسكريون قالوا في الايام الاخيرة ان الجيش العراقي ما زال يحتاج الى اشهر ليتمكن من شن هجوم مضاد يمكن ان يطرد تنظيم داعش من معاقله في غرب العراق ومناطق في الشمال.

واضافوا انه على الرغم من الخطط الطموحة للعشائر السنية للانضمام الى القتال، ما زال معظم قادة العشائر ينتظرون ليروا كيف سيتجاوز رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي السياسيات الطائفية لسلفه. وفي عين العرب او كوباني السورية الواقعة على الحدود مع تركيا، يبدو المسؤولون الأميركيون متفائلين ببعض الحذر بعدما تصدى المقاتلون الاكراد تدعمهم الغارات الجوية الأميركية للمحاولات المتواصلة لتنظيم داعش للاستيلاء على المدينة الكردية.

وبمنع سقوط المدينة -- في الوقت الحالي على الاقل -- يتجنب الأميركيون منح تنظيم داعش فرصة لحملة دعائية في معركة توليها وسائل الاعلام اهتماما كبيرا. لكن القتال يراوح مكانه بينما كشفت نداءات الاكراد اليائسة للحصول على مساعدة -- ورد تركيا الفاتر -- انقسامات عميقة في التحالف نفسه ضد تنظيم داعش، كما يرى الخبراء.

&لكن بعد اكثر من 630 غارة جوية في سوريا والعراق، يواصل التنظيم الجهادي التقدم على الارض وخصوصا في محافظة الانبار غرب العراق، ويهدد جبهات اساسية اخرى في الشمال. وقال انتوني كورديسمان الذي يعمل في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان الولايات المتحدة "وجدت ان القوات العسكرية العراقية اضعف مما كانت تعتقد اصلا".

وتبدو الحملة الجوية اضعف من تدخل حلف شمال الاطلسي في ليبيا وحملات اخرى وهي تثير اتهامات بانها جهود لا حماس فيها. وقال الضابط المتقاعد في سلاح الجو الأميركي ديفيد ديبتولا ان الحملة الجوية ليست سوى "رذاذ مطر" بينما يحتاج الامر "لعاصفة".

واكد محللون انه لتوجيه ضربة حقيقية الى تنظيم داعش، على الرئيس باراك اوباما زيادة الغارات الجوية وارسال مستشارين عسكريين أميركيين للعمل مع القوات المحلية في المعارك والتأكد من ان القنابل تصيب اهدافها وان العمليات تتكلل بالنجاح.

وصرح ضباط أميركيون ان الضربات محدودة لعدة اسباب من بينها لتجنب خسائر في صفوف المدنيين ولان القوات العراقية ليست قادرة بعد على شن هجمات على نطاق واسع. وتحدثوا عن عملية ناجحة جرت في آب/اغسطس عندما تمكنت قوة تتشكل معظمها من الاكراد من استعادة سد الموصل، معتبرين انها اشارة مشجعة تدل على ان القوات المحلية قادرة على القيام بمهمات معقدة.

واكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الاميرال جون كيربي انه ستتحقق نجاحات اخرى شبيهة باستعادة سد الموصل. وقال "ما استطيع قوله هو اننا نعتقد ان الاستراتيجية ناجعة (...) وان التحالف يواصل تحقيق المكاسب كما ونوعا".
&