تمنى فؤاد حسين من تركيا فتح الحدود مع مدينة كوباني لدخول التعزيزات للمقاتلين الأكراد، لكنه رفض تقييم الموقف التركي في هذه المسألة.

باريس: تمنى فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق، في حوار مع "إيلاف" فتح الحدود التركية لإيصال المساعدات إلى المقاتلين الأكراد في عين العرب (كوباني) الكردية السورية، كاشفًا عن محادثات تُجريها أربيل مع الحكومة التركية في هذا الشأن.

وأكد حسين أن إقليم كردستان العراق ليس بصدد تقييم مواقف الدول، بما فيها الموقف التركي، حيال ما يحدث في كوباني، وسط الإتهامات التي سيقت ضد تركيا بإنتهاج سياستين مزدوجتين من تنظيم الدولة الإسلامية والأكراد.
&
في ما يأتي نص الحوار:

داعش يسيطر على ثلثي كوباني، فلماذا لم نشهد تحركًا عسكريًا تركيًا لوقف تقدمه؟

لا يُخفى على أحد أن الوضع في كوباني خطيرٌ جدًا. المقاومة الكردية في المدينة شديدة في وقت تستمر فيه هجمات إرهابيي داعش. غدت كوباني محاصرة من داعش، ولا تزال الحدود مع تركيا مغلقة، ما يعيق وصول الإمدادات للمقاتلين الأكراد المدافعين عن المدينة. نحن نتطلع إلى فتح الحدود التي تفصل عين العرب كوباني عن تركيا لمساعدة القوات الكردية في التصدي لإرهابيي داعش. أعيد التأكيد أن الوضع خطير جدًا في كوباني.

لا نقيّم موقف تركيا

المبعوث الأممي إلى سوريا دعا تركيا إلى فتح الحدود، والولايات المتحدة حثت تركيا على التدخل العسكري في كوباني، فما الذي تخشاه أنقرة؟

موقف حكومة إقليم كردستان العراق واضحٌ، وهو الطلب من كافة دول المجتمع الدولي وأعضاء التحالف الدولي بدعم مقاومة الشعب الكردي في كوباني، هو موقفٌ واضحٌ ومطروح على كافة دول المجتمع الدولي بما فيها تركيا.

ومن المعروف أن كوباني محاصرة من جميع الأطراف، والطريق الوحيد لإيصال المساعدات للمقاتلين الأكراد في كوباني تمر عبر الحدود التركية، لذلك نتمنى فتح الحدود كي تصل المساعدات إلى المقاومين وبعض الأهالي الذين لا يزالون في كوباني.

نحن على اتصال دائم مع المسؤولين الأميركيين لمتابعة عمليات التحالف الغربي ضد إرهابيي داعش ولتوسيع هذه الأهداف، بالتالي حكومة الإقليم في اتصال مستمر مع دول التحالف الغربي، لكننا نتطلع إلى فتح الحدود التركية مع كوباني لمساعدة أبنائها. لسنا بصدد تقييم مواقف الدول، لكن نرى أن الحل الوحيد لدعم أبناء كوباني هو فتح الحدود التركية، وهو طلبٌ طُرح على دول التحالف الغربي ومن ضمنها تركيا.
&
ما كان عليه الجواب التركي على هذا الطلب؟

حتى الآن، لم نتلقَ أي جواب من تركيا، وكل ما أؤكد عليه أن الطلب كان عامًا، ودول التحالف أيضًا في اتصال دائم مع تركيا، وسنرى في الساعات والأيام القادمة كيف سيتم التعامل مع هذا الطلب من قبل دول التحالف.

داعش ليس صديق أي دولة

يقال إن تركيا تقبل بداعش عند حدودها ولا تقبل بقوة كردية خوفًا من الدولة الكردية المستقبلية التي يسعى الأكراد لإقامتها. فما تعليقكم؟

لست هنا في موضع تحليل. أمثل حكومة الإقليم وأترك للآخرين مهمة التحليل. لكنّ هناك واقعًا مرًا في كوباني. سيطرة داعش على المدينة ستؤدي إلى مأساة، وسيتضرر الجميع بمن فيهم تركيا. تنظيم داعش ليس صديقًا لأي دولة، بل سيهدد كيان الجميع. من الضروري فتح الحدود التركية مع عين العرب و دعم المقاتلين الأكراد هناك.
&
هل تحملون تركيا مسؤولية ما يُمكن أن تسفر عنه سيطرة داعش على كوباني؟

العدو الأول هو داعش. هناك موقف دولي ضد داعش، وهناك موقف لحلف شمالي الأطلسي ضد داعش، وموقف عربي إسلامي ضد داعش. نتطلع أن يكون الجميع منضويًا تحت راية هذا الموقف. وكما أكدت، لو سيطر داعش على كوباني فذلك سيحمل تداعيات خطيرة على الجميع.

إيران نشرت تعزيزات عسكرية عند حدودها الجنوبية مع كردستان العراق، فهل تتشاورون مع طهران في الحرب ضد داعش؟

داعش هاجم عدة مدن عراقية، وحاول الوصول إلى بغداد، وكانت هناك مساعدات دولية للحكومة العرقية، ومن ضمنها إيران. رئيس إقليم كردستان العراق أعلن أن العديد من الدول ساعد حكومة الإقليم، وضمنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية .

هل من تنسيق بين حكومة الإقليم و النظام السوري في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية؟

لا حوار بين إقليم كردستان العراق وبين النظام السوري. فهذه مسألة تخص الدولة العراقية. أعتقد أن هناك اتصالات بين الحكومة العراقية والنظام السوري.

المشاركة السعودية مهمة

هل تأسفتم على عدم إشراك إيران في التحالف الدولي، على غرار موقف الحكومة المركزية في بغداد؟

اتساع مشاركة الدول في التحالف الدولي ضد داعش ينعكس إيجابًا، لأن داعش تنظيم دولي يهدد العراق وسوريا والمنطقة بأسرها، ويهدد السلام العالمي، لذلك هناك حاجة إلى مظلة دولية تضم دولاً بعيدة إلى دول الجوار. من شأن ذلك أن يسهل العمليات العسكرية ضد داعش.
&
هل من مشاورات بين حكومة الإقليم والسعودية بصفتها عضواً في التحالف الدولي؟

نحن سعداء لمشاركة دول الخليج في التحالف الدولي. المشاركة السعودية في محاربة داعش شيء مهم من الناحية العسكرية ومن الناحية الفكرية، لأن داعش يطرح نفسه تنظيمًا يتحدث باسم الإسلام، لذا من المهم أن تشارك دول إسلامية في هذا التحالف، ليعرف العالم أن الإسلام الحقيقي ليس الاسلام الذي يرفعه داعش.