حذرت مؤسسة أبحاث من أن المحاولات الرامية إلى حجب مواد متطرفة على الانترنت ستبوء دائماً بالفشل، رغم كل الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية لغلق الصفحات ذات المحتوى المتطرف.&
&
إعداد عبد الاله مجيد: قالت مؤسسة كويليام للأبحاث في بريطانيا إن المواد المتطرفة تعود إلى الظهور على الانترنت فور إزالتها، وأن سياسة ملاحقة هذه المواد تهدد بدفع المتطرفين والارهابيين إلى "الشبكة السوداء" حيث سيكون حتى من الأصعب رصد أنشطتهم.

الرقابة ليست مجدية

وقالت مؤسسة كويليام إن الرقابة و"فلترة" المواد المريبة أساليب ليست مجدية، وأن تحدي هذه المواد علناً ومقارعتها على حلبة الانترنت ستكون على الأرجح أشد أثرًا.
&
وأوضحت المؤسسة في تقرير جديد أن استدراج الاشخاص غير المحصنين إلى التطرف يحدث أولاً في الحياة الواقعية وما الانترنت إلا "أداة اجتماعية ثانوية". وخلص التقرير إلى أنّ المطلوب مكافحة التطرف في المدارس والجامعات والسجون.
&
وتبين الأرقام أن وحدة مكافحة الارهاب على الانترنت في بريطانيا أزالت 65 الف مادة "تشجع اعمال الارهاب وتمجدها"، بينها 46 الف مادة أُزيلت منذ كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، وكانت الوحدة تغلق أكثر من 100 صفحة الكترونية يوميًا.&

وكان نحو 70 في المئة من المحتوى يتعلق بتنظيم "داعش" وسوريا والعراق.

مؤامرات "إرهابية"

وتشير أرقام منفصلة إلى أنّ ارهابيين ضالعين في سبع مؤامرات من أصل عشر مؤامرات "إرهابية" كبيرة أُجهضت في بريطانيا منذ عام 2010، كانوا يتابعون مجلة "انسباير" التي يصدرها تنظيم القاعدة بالانكليزية.&

ولكن مؤسسة كويليام توصلت إلى أنّ من المستبعد أن تتكلل الجهود لمحاربة المتطرفين على الانترنت بالنجاح، بما في ذلك الرقابة المدعومة من الحكومة ومبادرات "الفلترة". وقال التقرير إن هذه الاجراءات تتصدى لمظاهر التطرف وليس لأسبابه.

الشبكة السوداء&
&
ولاحظت مؤسسة كويليام أن المتطرفين وأعضاء الجماعات الارهابية يستطيعون الافلات من هذه الاجراءات بسهولة عن طريق "الشبكة السوداء والشبكات الخاصة الافتراضية". فالمواد التي تُحجب تعود دائمًا إلى الظهور وليست هناك طريقة ناجعة يمكن أن تستخدمها شركات الانترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي "لفلترة المحتوى المتطرف"، بحسب التقرير.&&

ويأتي تقرير مؤسسة كويليام وسط سجال حول مسؤولية شركات الانترنت للمساهمة بقسطها في محاربة التطرف على الانترنت، ومن يستخدمون منصاتها لنشر الكراهية والأفكار المتطرفة.

خطاب مضاد

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن جونثان راسل، مدير العلاقات السياسية في مؤسسة كويليام، أن الرقابة وحدها ليست مجدية بل ذات مردود عكسي في الجهود الرامية إلى محاربة التطرف على الانترنت وعلى الحكومة البريطانية أن تفكر في ايجاد بُعد الكتروني لبرنامجها في مكافحة الارهاب والتطرف.

وأضاف راسل أن هذا البُعد سيتيح استخدام خطاب ايجابي مضاد على الانترنت مصدره المجتمع المدني لتحدي الايديولوجيات والسرديات التي يرتكز عليها التطرف بكل أشكاله.