احتفل المسلمون المصريون مع مواطنيهم المسيحيين بالميلاد، من دون الالتفات إلى فتاوى التشدد التي تحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم.

إيلاف - متابعة: تجاهل المصريون التشدد المعتاد في مواسم أعياد الأقباط والمسيحيين، مثل عيد الميلاد.

وقالت "الجريدة" الكويتية في تقريرها إن قسًا مسيحيًا مصريًا وقف مستطلعًا أسعار حلوى المولد النبوي الشريف، فتحولت وقفته هذه إلى صورة تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي لأنها تعكس حقيقة العلاقة بين المسلمين والأقباط بعيدًا عن طنطنة المزايدين، في حين تتزين الشوارع المصرية احتفالًا بعيد الميلاد المجيد هذه الأيام بالتزامن مع مولد نبي الإسلام، ليحتفل المسيحي مع المسلم ويتبادلا التهاني، ويتجاهلا فتاوى متشددة تُحرم على المسلمين الاحتفال.

تجاهل الفتاوى

وبحسب الصحيفة، طبّق المصريون كعادتهم قاعدتهم الذهبية "ما لا يعجبك تجاهله" في التعاطي مع فتاوى متشددة من شيوخ لا يعترفون بسماحة الإسلام ولا يحبذون حوارًا بين الأديان.

فالفتاوى على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل تحريمات وتخويفات من عقاب إلهي لمن يتجرأ من المسلمين على تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد، والبعض استعاد فتاوى قديمة لرموز التيار السلفي، أمثال نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي، ومؤسس ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت الشيخ ناصر رضوان، الذي أفتى الأسبوع الماضي محرمًا تهنئة المسيحيين.

ورغم سرعة ردّ الأزهر وتفنيده هذه الفتاوى المتشددة، "فإن الرد العملي جاء من المواطنين أنفسهم، فتحولت صفحات التواصل الاجتماعي إلى ساحة لتبادل التهاني بين المسلمين والمسيحيين، وسط موجة من السخرية والرفض لفتاوى تحرم تبادل مشاعر إنسانية بسيطة بين إخوة الوطن".

أعياد توحد ولا تفرق

النسيج المصري العصي على التفكيك، الرافض لرياح التكفير، لخصه مسلك محمد إبراهيم، وهو مواطن مصري مسلم يعيش في حي شبرا الذي تقطنه أغلبية مسيحية، باحتفاله بالميلاد المجيد وسط أصدقائه وجيرانه من المسيحيين في الحي الشعبي العريق.

يتقاسم إبراهيم وزوجته مع صديق عمره جورج إسحاق لحظات الفرح، ويواجهان معًا لحظات الألم والانكسار.

وقال إبراهيم لـ "الجريدة": "نحن أصدقاء منذ سنوات الطفولة ونحتفل كل عام بالكريسماس ونزين شجرة عيد الميلاد معًا، ونتبادل الهدايا، وكان جميلًا أن نذهب معًا هذا العام لشراء حلوى المولد النبوي، التي يعشقها أطفال الأسرتين".