حذر انطوان شديد، السفير اللبناني في واشنطن، من أن الحرب السورية التي أسفرت عن تهجير ونزوح أكثر من 9 ملايين شخص، تشكل تهديدًا وجوديًا للبنان.


لندن: قال انطوان شديد، السفير اللبناني في واشنطن، في كلمة ألقاها في مؤتمر عُقد برعاية معهد بروكينغز للأبحاث في واشنطن: quot;أعداد اللاجئين والاحصاءات وحجم المساعدة القيمة لم تعد تهمنا كثيرًا الآن، بل ما يهمنا حقًا هو أن أزمة اللاجئين الفعلية أصبحت مشكلة وجودية للبنانquot;.

ثلث سكانه
تقدر الأمم المتحدة أن الحرب السورية المستمرة منذ ثلاث سنوات تسببت في تهجير 6.5 مليون سوري في الداخل، و2.4 مليون لاجئ في الخارج، بينهم 928 ألف سوري على الأقل تدفقوا عبر الحدود إلى لبنان.
لكن السفير شديد قال في كلمته إن الرقم الحقيقي هو 1.3 مليون لاجئ سوري في لبنان، يشكلون نحو ثلث سكانه، أو ما يعادل تدفق 93.5 مليون لاجئ على الولايات المتحدة سنويًا. ولتكوين فكرة عن حجم المشكلة وخطورتها أشار شديد إلى دخول ستة آلاف لاجئ سوري الأراضي اللبنانية في يوم واحد.
صرخة ألم
وأعلن السفير شديد أن كلمته صرخة ألم، مناشدًا المجتمع الدولي وقف نزيف الدم وإيجاد حلول جديدة واقعية لمشكلة اللاجئين السوريين في لبنان، quot;بوصفها القضية الأهم عندناquot;.
واستعرض شديد مخاطر أزمة اللاجئين على الاقتصاد والمجتمع اللبنانيين، قائلًا إن هؤلاء اللاجئين لا يعيشون في مخيمات، بل في مدن وبلدات، ويتقاسمون الغذاء والماء والمدارس والخدمات الصحية مع السكان المحليين.
كما كانت ازمة اللاجئين شديد الوطأة على العمالة بزيادة عدد العاطلين، وعلى الاقتصاد عموما بالأعباء الكبيرة التي ألقتها على البنى التحتية وامدادات الماء والكهرباء وهبوط السياحة التي تعتبر من أهم القطاعات الاقتصادية إلى 30 بالمئة في العام 2012.

تحديات كبرى
لفت السفير اللبناني بواشنطن في كلمته إلى أن الأزمة السورية أوجدت تحديات للتوازن الاجتماعي الدقيق في لبنان والعلاقات بين طوائفه المختلفة.
وقال شديد إن لبنان يحتاج إلى دعم مالي كبير من المجتمع الدولي لمساعدته على مواجهة هذه الأزمة، لكن هذه المساعدة يمكن أن تُقدم بأشكال أخرى، منها إيواء اللاجئين السوريين في مناطق آمنة داخل بلدهم.
وأكد أن المجتمع الدولي بمساعدة الدول المجاورة لسوريا على التعامل مع مشكلة اللاجئين انما يسهم في تعزيز أمن هذه الدول واستقرارها. كما تحدث في المؤتمر سفير العراق في واشنطن لقمان فيلي، الذي قال إن مخاوف العراقيين نابعة من تداعيات الأزمة السورية على الأمن في العراق.