الرباط: أشاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، خلال ندوة صحافية مع نظيره المغربي في العاصمة الرباط، بالدور الذي يلعبه المغرب، الحليف الإقليمي لواشنطن، في دعم quot;مزيد من الأمن والازدهارquot; الإقليميين، لافتا في الوقت نفسه الى التحديات الاجتماعية.

وقال كيري خلال انعقاد الجولة الثانية لquot;الحوار الاستراتيجيquot; بين الرباط وواشنطن ان quot;المغرب يلعب دورا محركا وهاما، والولايات المتحدة ستقف بجانبه على هذا المسارquot;.

واعتبر كيري، في اشارة الى الزيارة الأخيرة للملك محمد السادس الى عدد من دول أفريقيا جنوب الصحراء quot;أن الاتفاقيات ال18 التي وقعها المغرب مع مالي تظهر أن المملكة تسهم في مزيد من الأمن ومزيد من الازدهار في المنطقةquot;.
وعبر كيري، الذي التقى الملك محمد السادس الجمعة قبل مغادرته، عن دعم بلاده لمسلسل الإصلاحات التي اقرها المغرب في أعقاب الربيع العربي، عبر تبني دستور جديد في صيف 2011.
من ناحية ثانية اعتبر كيري أن هناك quot;تحدياتquot; مطروحة أمام المغرب، وتتعلق أساسا بتوفير العمل والعيش الكريم للشباب، الذين يشكلون النسبة الكبيرة للمجتمع المغربي.
وأكد كيري في هذا الصدد quot;أن التحدي الذي يواجه أي حكومة هو توفير العمل والأفق المستقبلي للشبابquot;، مشيرا إلى أن quot;60% من سكان المغرب لا يتجاوز سنهم 30 سنةquot;.
وإذا كان معدل البطالة في المغرب، الذي يبلغ عدد سكانه 35 مليون نسمة، يتراوح حسب الأرقام الرسمية بين 9% و10%، فإنه هذه النسبة ترتفع في أوساط الشباب إلى ما يقرب من 30% بحسب أرقام البنك الدولي.
وأبرز كيري أمام مضيفيه المغاربة، الدور quot;الاستباقيquot; للمملكة في quot;الحرب ضد الإرهابquot;، كما تطرق الى مسألة التعاون العسكري بين واشنطن والرباط، مستحضرا المناورات المشتركة التي تجري حاليا قرب مدينة أكادير (جنوب).
وألغت الرباط من طرف واحد العام الماضي هذه المناورات السنوية التي تحمل اسم quot;الأسد الأفريقيquot;، تعبيرا عن امتعاضها من مشروع قرار وضعته واشنطن لدى مجلس الأمن في نيسان/أبريل الماضي من أجل توسيع مهام بعثة الأمم المتحدة الى الصحراء الغربية (مينورسو)، لتشمل مراقبة حقوق الإنسان.
وعادت العلاقات الثنائية بين واشنطن والرباط إلى وضعها الطبيعي بعد سحب واشنطن لمشروع القرار، وزار الملك محمد السادس واشنطن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وشدد بيان مشترك للجانبين quot;على التزامهما المشترك بتحسين الظروف الحياتية لسكان الصحراء الغربية والعمل معا للاستمرار في حماية حقوق الانسان ورفع شأنها في هذه المنطقةquot;.
وذكرت الرئاسة الأميركية حينها بدعمها لخطة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب للصحراء الغربية، ووصفتها بأنها quot;جدية وواقعية وذات مصداقيةquot;، واضافت ان هذه الخطة quot;تمثل مقاربة ممكنة يمكن ان تلبي تطلعات سكان الصحراء الغربية لادارة شؤونهم في اطار من السلام والكرامةquot;.
وتخضع الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي يقطنها حوالي مليون نسمة، للإدارة المغربية، لكن جبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر، تطالب بتقرير المصير عن طريق إجراء استفتاء برعاية الأمم المتحدة.