مع تصاعد الأزمة بين السلطة والاخوان في مصر، كشفت أنباء عن تأسيس quot;الجيش المصري الحرquot; في ليبيا لدعم الجماعات المتطرفة في مصر، واعادة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة:في ظل تصاعد الأزمة السياسية في مصر ما بين السلطة القائمة وجماعة الإخوان المسلمين، كشفت أنباء عن ظهور ما يسمى بـquot;الجيش المصري الحرquot;، على غرار الجيش السوري الحر، بهدف دعم الإخوان والتيار الإسلامي، في سعيهم نحو إعادة الرئيس السابق محمد مرسي إلى الحكم مرة أخرى، بعد أن تدخل الجيش المصري بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي وعزله، في 3 تموز (يوليو) الماضي، نزولاً عند رغبةمظاهرات شعبية واسعة عرفت في ما بعد بـquot;ثورة 30 يونيوquot;.
في استعراض واضح للقوة المسلحة، انتشرت على شبكة الإنترنت مقاطع فيديو لعرض أرتال عسكرية لميليشيات في ليبيا، تحت مسمى quot;مجلس الشورى شباب الإسلام درنةquot;، ويظهر مقطع الفيديو صفًا طويلاً من سيارات الدفع الرباعي، تحمل أسلحة ثقيلة ومتوسطة، وتسير في طريق جبلي، وترفع راية تنظيم القاعدة السوداء.
وفي مقطع آخر، تظهر مجموعة من الملثمين يؤدون تدريبات عسكرية في منطقة صحراوية، وهم يرتدون ملابس سوداء. وحمل المقطع عنوان quot;تدريبات المجاهدين.. الجزء الثاني إمارة ليبيا الإسلاميةquot;.
ورأت دوائر أمنية وعسكرية مصرية أن الارتال العسكرية والتدريبات الخاصة مؤشر على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين ما يسمى بـquot;الجيش المصري الحرquot; في ليبيا، وأنه يتخذ اسم quot;الجيش الإسلامي الليبي الحرquot;، من اجل التخفي والتمويه، حتى لا يضطر الجيش المصري للتدخل العسكري في ليبيا.
مصريون عائدون من سوريا
وكشف اللواء سامح سيف اليزل، الخبير العسكري والاستراتيجي، المقرب من الأجهزة الأمنية في مصر، أن ما يسمى quot;الجيش المصري الحرquot;، يضم مصريين عائدين من سوريا وأفغانستان، ويعملون لحساب التنظيم الدولي للإخوان في الصحراء الليبية على الحدود مع مصر، مشيراً إلى أن الجيش المصري الحر يعمل تحت قيادة المصري شريف الرضواني، الذي حارب في أفغانستان وباكستان وسوريا. وأضاف اليزل في تصريحات تلفزيونية أن قوام الجيش المصري الحر ما يتراوح بين 700 و 800 مقاتل مع مختلف الجنسيات.
ولفت إلى أن القيادي الإخواني الهارب محمود عزت، يتولى عمليات إصدار التعليمات للمجموعات على الاراضي الليبية. ولفت إلى أن بعض طلاب الجامعات المنتمين لجماعة الإخوان انضموا مؤخراً لما يعرف بـquot;الجيش المصري الحرquot; الذي يستهدف الجيش والشرطة، على حد قوله.
دعم قطري
فيما قال اللواء طلعت موسى، الخبير الإستراتيجي إن جماعة الإخوان المسلمين بالفعل تسيطر على العديد من المجموعات المسلحة في ليبيا، وأضاف لـquot;إيلافquot; أن ميليشيا quot;لواء شهداء 17 فبراير، تعتبر من أخطر وأقوى المليشيات الإخوانية التي تتلقى دعماً بملايين الدولارات من المخابرات القطرية. وأضاف أن تلك الميليشيا تتكون من 12 كتيبة ولديها أسلحة كبيرة، وتبسط سيطرتها على بئرين للبترول.
ونبه إلى أن أسعد الشيخة المستشار الأمني للرئيس المعزول محمد مرسي، شخصياً كان يشرف على تدريب وتسليح quot;17 فبرايرquot;، وزار مراكزها العسكرية أثناء حكم الرئيس السابق محمد مرسي. وأكد أن عبد الكريم بلحاج، القيادي السابق في تنظيم القاعدة، وقائد ثوار طرابلس، يمثل حلقة الوصل بين المخابرات القطرية وميليشيا quot;17 فبرايرquot;، وينقل إليهم الأموال الواردة من الدوحة. ولفت إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تحاول توحيد هذه المليشيات تحت لواء واحد هو الجيش المصري الحر.
وأضاف أن قطر تحاول إغراق مصر بالأسلحة والإرهابيين، من أجل نشر الفوضى وتغذية الجريمة، بهدف تحويلها إلى دولة حروب أهلية، كما هو الحال في ليبيا وسوريا.
بينما يرى اللواء عبد الحميد عمران، الخبير الاستراتيجي، أن السبب في ما يتعرض له المصريون من قتل وخطف واستهداف في ليبيا، يرجع إلى الجماعات الإسلامية المتشددة التي ترفض النظام الجديد في مصر، ومن هم موجودون في الحكم. وأضاف لـquot;إيلافquot; أن هذه الجماعات على اتصال بجماعة الإخوان، معتبراً أنها أضعف من مواجهة الجيش المصري، ورفض إدعاءات دعم قطر لمثل هذه الميلشيات، موضحًا انه ليست هناك وثائق تؤكد تورطها في هذا الأمر.
وفي السياق ذاته، قال الشيخ نبيل نعيم القيادي الجهادي السابق، لـquot;إيلافquot; إن الجيش المصري الحر صار واقعاً بالفعل في ليبيا، مشيراً إلى أن قطر رصدت تمويلاً لإنشائه يقدر بمليار دولار. وأضاف أن ما ينشر في الصحف الأميركية بهذا الشأن صحيح، منوهاً بأن هذا التجمع الجديد للإرهابيين مدعوم أميركياً، بهدف زعزعة استقرار مصر واستنزاف جيشها، على غرار ما حصل مع الجيش السوري.
ونشرت صحيفة quot;وورلد تريبيونquot; الأميركية، تقريرًا لها، كشفت فيه عن أن ما يعرف بـquot;الجيش المصري الحرquot; صار واقعاً، مشيرة إلى أن اسماعيل الصلابي، الذي وصفته بـquot;رجل مخابرات الإخوان فى ليبياquot; هو قائد المجموعة الجديدة، وأضافت أن جماعة الإخوان بالإشتراك مع تنظيم القاعدة تسعى لاستهداف المنشآت الحيوية في مصر، ومنها: السد العالي بأسوان، مطار القاهرة الدولي، ومنشآت عسكرية وشرطية، فضلاً عن وضع خطط لاقتحام السجون وإطلاق سراح قيادات الإخوان، وعلى رأسهم الرئيس السابق محمد مرسي. وذكرت الصحيفة أن مليشيا الصلابي التي يطلق عليها اسم quot;راف الله السحاتيquot;، تمتلك ترسانة أسلحة كبيرة وسجونًا بعيدة عن النظام القائم في ليبيا.
التعليقات