حذرت الولايات المتحدة روسيا الخميس من ارتكاب quot;خطأ مكلفquot; في اوكرانيا، بينما امرت موسكو باجراء مناورات جديدة على الحدود مع اوكرانيا رداً على الهجوم الذي شنته كييف على الانفصاليين في شرق البلاد.


واشنطن:حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري روسيا من أن رفضها اتخاذ أي خطوة لوضع حد للازمة في اوكرانيا يمكن أن يكلفها الكثير، مضيفًا أن الفرصة المتاحة امام موسكو لتغيير سياستها تتضاءل.
واتهم كيري موسكو بأنها quot;تبذل قصارى جهودها من اجل تخريب العملية الديموقراطية عبر حملة ترهيب فاضحةquot;، واصفاً المناورات العسكرية الجديدة التي بدأتها على حدودها مع اوكرانيا بأنها مناورات quot;تهديديةquot;.
واضاف quot;سأكون واضحاً: اذا واصلت روسيا هذا المسار فهذا الامر لن يشكل خطأ فادحًا فحسب، بل سيكون خطأ مكلفًاquot;. وقال: quot;نحن جاهزون للتحركquot;، وذلك في الوقت الذي تتوالى فيه التهديدات الاميركية لروسيا بفرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها.
وتابع انه بالمقابل فإن السلطات الانتقالية في كييف التزمت quot;منذ اليوم الاولquot; لاتفاق جنيف، بالتعهدات التي قطعتها في هذا الاتفاق، مضيفًا quot;لقد مرت سبعة ايام، وهناك ردان متعارضان وحقيقة واحدة لا يمكن تجاهلهاquot;.
واكد الوزير الاميركي أن quot;ايًا يكن حجم الدعاية فهي لن تتمكن من اخفاء الحقيقةquot;، متهمًا موسكو بالسعي لاشاعة الفوضى في شرق اوكرانيا حتى تتخذ ربما هذا الامر ذريعة لاجتياح جارتها عسكريًا.
وقال إنه quot;على مرأى من الجميع، تواصل روسيا تمويل وتنسيق ودعم حركة انفصالية مسلحة في دونيتسكquot;، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا.
واكد كيري أن quot;ما يجري في شرق اوكرانيا هو عملية عسكرية تم التخطيط والتحضير لها جيداً، ونحن نعتبر أنها عملية تقودها روسياquot;، مضيفًا أن quot;العالم اجمع يعلم أن متظاهرين سلميين لا يكونون مسلحين بقنابل يدوية واسلحة رشاشةquot;.
واصدرت روسيا الامر الخميس بإجراء المناورات الجديدة على الحدود مع اوكرانيا بعد أن شنت كييف هجوماً واسعاً ضد الانفصاليين الموالين لموسكو، والذين كانوا يحتلون مدينة سلافيانسك.
وتعهد الرئيس الانتقالي الاوكراني اولكسندر تورتشينوف بالمضي قدمًا في الهجوم حتى القضاء على الانفصاليين في شرق البلاد.
وقال تورتشينوف في كلمة متلفزة: quot;لن نتراجع ابدًا امام التهديد الارهابيquot;، طالبًا من روسيا التوقف عن التدخل في الشؤون الاوكرانية.
وادى التوتر المتزايد الى ارتفاع اسعار النفط، في الوقت الذي اتهم فيه الرئيس الاميركي باراك اوباما روسيا بعدم الالتزام بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف الاسبوع الماضي لنزع فتيل التوتر في اوكرانيا.
من جهته، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بـquot;استخدام اوكرانيا اداة في اللعبة الجيوسياسيةquot; ضد روسيا.
وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من أن الازمة quot;يمكن أن تخرج عن السيطرةquot; وحث جميع الاطراف على quot;الامتناع عن العنفquot;.
ميدانيًا، سمع صحافيون في وكالة فرانس برس صباح الخميس اصوات تبادل لاطلاق نار بالقرب من حاجز للانفصاليين عند المدخل الشمالي لسلافيانسك، ثم شاهدوا عدة مدرعات، تحمل احداها العلم الاوكراني، ومدعومة من قوات كوماندوس مشاة، تجتاز الحاجز بعدما اضرم فيه الانفصاليون النيران.
وما لبثت تلك المدرعات ان انسحبت بعد الظهر، لتضع حداً، وبشكل مفاجئ، للعملية العسكرية في المدينة التي يسكنها حوالي مئة الف شخص. وقالت السلطات الاوكرانية انها ارادت أن تتفادى وقوع ضحايا في المدينة حيث يستخدم المدنيون quot;دروعًا بشريةquot;.
وكانت كييف اعلنت quot;تحريرquot; بلدية ماريوبول الساحلية في جنوب شرق البلاد (نحو نصف مليون ساكن)، بعد اشتباكات اسفرت عن اصابة خمسة اشخاص. وفي ارتيمفينسك جرح جندي في هجوم شنه انفصاليون على قاعدة عسكرية.
واسفرت المواجهات بين القوات الاوكرانية والانفصاليين في سلافيانسك عن مقتل حوالي خمسة في صفوف المتمردين واصابة جندي اوكراني واحد، وفق ما اعلنت وزارة الداخلية الاوكرانية التي اشارت الى انه تم quot;تدميرquot; ثلاثة حواجز على مدخل المدينة. وفي المقابل، تحدث الانفصاليون عن قتيلين في صفوفهم.
وفي موسكو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين quot;اذا بدأ النظام الحالي في كييف فعلا باستخدام الجيش ضد السكان فهذه جريمة خطرة جداً ضد الشعبquot;. وحذر من أنه ستكون للعملية quot;عواقب على الذين يتخذون هذه القراراتquot;.
وفي طوكيو، حمل الرئيس الاميركي باراك اوباما روسيا مسؤولية فشل اتفاق جنيف. وقال في مؤتمر صحافي quot;كان هناك احتمال بأن تسلك روسيا طريق المنطق بعد الاجتماع في جنيف. لم نرَ حتى الان على الاقل من جانبهم احترامًا لروح اتفاق جنيف أو لمضمونه الحرفيquot;.
ولوح اوباما بعقوبات جديدة بحق روسيا في حال استمرت في تجاهل الاتفاق، ولم تعمد الى التصرف بشكل quot;اكثر عقلانيةquot;.
وعلى صعيد آخر، اعلن صندوق النقد الدولي أنه سيتخذ الاثنين قرارًا نهائيًا حول خطة انقاذ كبيرة طالبت بها اوكرانيا التي شارفت على الافلاس.
وكان الصندوق وافق الشهر الماضي على اقراض اوكرانيا بين 14 و18 مليار دولار على مدى عامين . وهذا المبلغ جزء من خطة بقيمة 27 مليار دولار اعلنت في 28 اذار/مارس لمساعدة الحكومة الجديدة على انقاذ اقتصاد البلاد.