قالت تقارير استخبارية ودبلوماسية إن النظام السوري أخفى الكثير من برنامجه من الأسلحة الكيميائية، وهو ما زال قادرًا على نشرها واستخدامها.


بيروت: كشف دبلوماسيون، نقلاً عن معلومات استخبارية من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، أن سوريا تحتفظ بقدرتها على استعمال ونشر المزيد من الأسلحة الكيميائية، ما قد يعزّز الادعاءات بأن الجيش السوري استخدم في الآونة الأخيرة غاز الكلور في حربه الأهلية الدامية .
سوريا تنفي
تعكس هذه التصريحات قناعات متزايدة بين العواصم الغربية بأن رئيس النظام السوري بشار الأسد أخفق في التخلّص من برنامج الأسلحة الكيميائية السورية، على الرغم من وعوده بإنهائه، ويصرّون على أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيقاومون دعوات الأسد لإنهاء مهمة دولية خاصة لنزع السلاح الكيميائي شكلت للتعامل مع تلك المسألة.
في المقابل، تنفي سوريا احتفاظها بالقدرة على نشر أسلحة كيميائية، واصفة هذا الادعاء بأنه محاولة أميركية أوروبية لاستخدام سياساتها الصبيانية لابتزاز الأسد. لكن، في اعتراف ضمني بوجود نقص في الإعلان الأصلي، قدمت سوريا في وقت سابق من الشهر الجاري قائمة أكثر تحديدًا لأسلحتها الكيميائية لبعثة نزع السلاح الدولية، بعدما أبلغ مفتشون عن وجود تناقضات على الأرض، حسبما ذكر مسؤولون.

إنه كبير!
ويقول دبلوماسيون إن الحكومات الغربية تشك منذ فترة طويلة في أن سوريا لم تكشف عن كل جوانب برنامجها الكيميائي. لكن المبعوثين يقولون إنهم التزموا الصمت بشأن هذه المسألة لتفادي منح الأسد ذريعة لتقليص التعاون مع بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتأخير جدول زمني لشحن المواد السامة إلى خارج البلاد.
إلا أنه مع وجود أكثر من 90% من المخزونات الكيميائية السورية المعلنة خارج البلاد، بدأ المسؤولون الغربيون في الخروج عن صمتهم. وقال دبلوماسي غربي لرويترز: quot;إننا مقتنعون ولدينا معلومات المخابرات التي تظهر أنهم لم يعلنوا عن كل شيءquot;.
وأضاف: quot;معلومات المخابرات تلك جاءت من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدةquot;. وعندما سئل عن حجم ما أخفته سوريا عن برنامجها، قال الدبلوماسي: quot;إنه كبيرquot;، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.
يذكر أن المعارضة السورية كانت اتهمت قوات الأسد بقصف بعض المناطق بغاز الكلور، ونشرت عددًا من الأشرطة المصورة التي تظهر حالات اختناق يرجح أنها ناجمة عن استنشاق الكلور.