يتوجه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني يوم الأربعاء المقبل بزيارة لم يعلن عنها من قبل إلى موسكو، يتحادث خلالها مع الرئيس الروسي حول القضايا الإقليمية الساخنة وخصوصًا الأزمة السورية.

قالت المصادر الأردنية إن زيارة الملك عبدالله الثاني لموسكو تتلو زيارتين له، اولاهما للفاتيكان تبدأ الإثنين والثانية للنمسا الثلاثاء، حيث يلتقي البابا فرانسيس الأول للتحادث حول قضايا تتصل بتعزيز التعاون والحوار والتعايش الإسلامي - المسيحي، إضافة إلى مستجدات الأوضاع في المنطقة.
وفي فيينا يجري العاهل الأردني محادثات مع الرئيس النمساوي هاينز فيشر، وكبار المسؤولين يوم الثلاثاء المقبل وبحث آفاق تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى تناول مجمل التطورات في الشرق الأوسط والعالم.
ورأى مراقبون ان أهمية محادثات الملك عبدالله الثاني يوم الأربعاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تأتي بعد الحديث عن أن اللقاء الثلاثي بين الجانبين الأميركي والروسي والمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي للتحضير لمؤتمر جنيف 3 لن يعقد.
وكانت مصادر دبلوماسية قالت إن الغرب يعارض هذا الاجتماع ما لم تقم روسيا بدور لإقناع بشار الأسد بتغيير موقفه، الذي يعرقل عملية الحل التفاوضي والذي يُلقي بظلال قاتمة على إمكانية عقد مؤتمر quot;جنيف 3quot;.
كما أن الغرب عازم على انتزاع قرار من القيادة الروسية لسحب مظلتها عن النظام السوري كبوابة اساس ورئيسة لأي حل سياسي، وبالمقابل يكفل مصالح روسيا في سوريا والإقليم وهي مصالح ليست مرتبطة بنظام الأسد وانما بالدولة السورية.
هيئة الحكم الانتقالية
وكان المبعوث الاممي الابراهيمي دعا علانية، القيادة الروسية للضغط على نظام بشار الأسد لثنيه عن موقفه المتعنت من مسألة تشكيل هيئة الحكم الانتقالية في سوريا للمضي قدمًا في انجاز تفاصيل الحل السياسي المأمول.
وترى المصادر الغربية وكذلك الامم المتحدة أن نية الرئيس السوري ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة في الصيف، تشكل اكبر العقبات امام الحل السياسي.
وعلم أن هذه المسألة الجدلية ستكون لها الأولوية القصوى على أجندة قمة العاهل الأردني مع الرئيس الروسي بوتين الذي تربطه معه علاقات ود وثقة متبادلين.
وتأتي هذه التداعيات، تزامناً مع كلام يدور في دوائر القرار الغربية يشير الى أنه في ظل تعثّر جهود الحل السياسي يبدو الاتجاه يسير نحو زيادة دعم المعارضة السورية العسكرية بهدف تغيير الأوضاع ميدانياً.
وتعتزم إدارة الرئيس باراك أوباما على مد المعارضة العسكرية المعتدلة بمزيد من المساعدات التي لن تتضمن صواريخ أرض - جو يطالب بها المعارضون للتصدي لطائرات النظام التي تضرب المدن الواقعة تحت سيطرتهم في شكل يومي بدون أن يكون في مقدورهم التصدي لها.
تدريب المعارضة
وكان مصدران أمنيان أميركيان قالا يوم الجمعة إن الولايات المتحدة تضع اللمسات الأخيرة على خطة لزيادة تدريب مقاتلي المعارضة السورية وإرسال شحنات من الأسلحة الصغيرة لهم، وذلك في الوقت الذي تكسب فيه القوات الحكومية السورية زخمًا بعد إنهيار محادثات السلام التي تدعمها الولايات المتحدة.
وحثت مقاتلو المعارضة السورية إدارة أوباما على توفير أسلحة متطورة تشمل صواريخ أرض جو وممارسة ضغوط عسكرية أقوى على الرئيس بشار الأسد المدعوم من روسيا، والذي كثف قصف الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في الأشهر الأخيرة.
وقال المسؤولان المطلعان على الخطة لـ (رويترز) إن الولايات المتحدة ستزيد المساعدات وسترسل هذه الشحنات لجماعات المقاتلين المعتدلة، والتي تتواجد معظمها في الأردن، بالإضافة إلى الحدود الجنوبية السورية.
وأضاف المسؤولان أنه من المرجح أن تكون تلك الإمدادات الإضافية متواضعة، ولن تشمل صواريخ أرض جو، مما يثير تساؤلات بشأن التأثير في حرب أهلية أودت بحياة ما يقدر بنحو 136 ألف شخص وحولت تسعة ملايين شخص إلى لاجئين، وتهدد بزعزعة إستقرار المنطقة.
لكنّ المسؤولين قالا إن الولايات المتحدة تخشى من إحتمال وصول الأسلحة المتطورة التي ترسل إلى مقاتلي المعارضة المؤيدين للغرب إلى جماعات إسلامية متشددة يمكن أن تستخدمها لمهاجمة إسرائيل أو طائرات مدنية، موضحين سبب عدم إشتمال المساعدات على صواريخ أرض جو .