وكأن المحاكمة لا يكفيها ما يشوبها من عراقيل وانتقادات، تشهد قضية أبناء العقيد الليبي معمر القذافي فصلاً جديداً وغريباً يتمثل باعتقال مراقب أممي بتهمة ممارسة "السحر الاسود".


اعتقلت السلطات الليبية أحد مراقبي الأمم المتحدة الثلاثة الذين يتابعون محاكمة أبناء القذافي، وذلك بتهمة ممارسة السحر الأسود.
&
المراقب المصري الجنسية أحمد غانم، يعمل ضمن فريق الأمم المتحدة الذي يراقب محاكمة اثنين من أبناء القذافي في ليبيا، وقد اعتقلته السلطات الليبية الأحد الماضي واتهمته بممارسات غامضة يشبته في أنها سحر أسود.
&
وصل غانم إلى مقر محاكمة أبناء القذافي في سجن الهضبة الذي يخضع لحراسة مشددة. وقبل دخوله لمراقبة أحداث المحاكمة، خضع لتفتيش روتيني اعتُقل على اثره وذلك بعد أن عثرت قوات الأمن الليبي على أوراق بحوزته تحمل إشارات وعبارات غير مفهومة اعتبرت كتابات "قريبة من الشعوذة".
&
ونقلت صحيفة الـ "غارديان" البريطانية عن مصدر في الأمم المتحدة قوله إن المنظمة طالبت ليبيا بتقديم تفسير لاعتقال أحد مراقبيها، الأمر الذي يتعارض مع الحصانة الممنوحة لمراقبي الأمم المتحدة الذين يراقبون محاكمة أبناء القذافي.
&
وعلى الرغم من أن الشرطة القضائية أطلقت سراح غانم في وقت لاحق، إلا أن هذه الخطوة أثارت انتقادات واسعة إذ إنه من غير الواضح ما إذا كان القانون الليبي يجرم هذا النوع من السحر في الأساس.
&
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة سمير غطاس انه قدم "احتجاجاً شديد اللهجة" إلى ليبيا على خلفية اعتقال المراقب الأممي الذي يتمتع بالحصانة بحكم عمله.
&
يشار إلى أن هذا ليس الحدث الأول الذي يثير انتقادات لهذه المحاكمة التي وصفتها منظمة هيومن رايتش ووتش بأنها "مليئة بالعيوب الإجرائية".
&
واشتكى سيف الاسلام القذافي، وشقيقه الأصغر الساعدي ورئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي، من ان السلطات الليبية تحاكمهم من دون أن يكون لهم محام او وصول إلى الادلة التي تعتمد عليها المحكمة. كما أن المحاكمة تجري أيضاً وسط مخاوف دولية بسبب تدهور الوضع الأمني في ليبيا، الأمر الذي يهدد حياديتها وسياقها القانوني.