تسلمت السلطات الليبية من النيجر الخميس الساعدي القذافي، نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، الذي اشتهر بأنه بلايبوي ولاعب كرة فاشل، بعد اختفائه عن الانظار في 2011.


طرابلس: في 21 اب/اغسطس من العام2011، قال الساعدي خلال الثورة التي اطاحت بوالده، إنه مستعد لتسليم نفسه اذا ادى ذلك الى وقف سفك الدماء.

الا أنه فضل الفرار جنوباً عبر الصحراء الكبرى باتجاه النيجر بعد اكثر من اسبوعين من لجوء والدته وثلاثة من اشقائه الى الجزائر المجاورة غربًا.

وفرت أمه صفية وشقيقاه محمد وهنيبعل وشقيقته عائشة في 29 اب/اغسطس.

اما والده معمر وشقيقه المعتصم فقد قتلا بأيدي الثوار في سرت في 20 تشرين الاول/اكتوبر.

ولد الساعدي في العام 1973 وهو النجل الثالث للقذافي وحاول أن يحترف كرة القدم في ايطاليا قبل أن يلتحق بالقوات الخاصة في الجيش الليبي.

وفي الاسابيع الاولى من الثورة ضد القذافي، اعرب الساعدي عن تفاؤله بأن والده سيبقى في السلطة.

وصرح في مقابلة لصحيفة quot;فاينانشال تايمزquot; أن quot;والدي سيبقى الاب الكبير الذي يقدم النصيحة .. وبعد هذا الزلزال الايجابي، علينا أن نفعل شيئاً من اجل ليبيا .. وعلينا أن نأتي بدماء جديدة لتحكم البلادquot;.

كرس الساعدي، المولع بكرة القدم، جزءًا من حياته لكرة القدم حيث تولى قيادة المنتخب الليبي لكرة القدم ورئاسة نادي اتحاد كرة القدم الليبي.

وعندما كان في العشرين من عمره، تدرب مع نادي يوفينتوس ونادي لاتسيو الايطاليين. وبقي مساهماً في نادي يوفينتوس بوصفه رئيساً للشركة الليبية للاستثمارات الاجنبية التي كانت تمتلك نسبة 7,5% من الاسهم في النادي الاسطوري، الا أن تلك الحصة جمدت لاحقاً.

كما حاول شراء نادي لاتسيو في 2002 بعد انهيار امبراطورية كيريو للاغذية التي كانت تملك النادي.

ولم يكن الساعدي على المستوى المطلوب للاعب في فريق كرة قدم ايطالي من الدرجة الاولى، حيث أنه كان ثقيلاً وبطيئًا وليس قوياً بالشكل الكافي، ورغم ذلك فقد ضمه نادي بيروجيا في 2003 لاسباب تسويقية.

ورغم أن مشاركته في اول مباراة احدثت ضجة اعلامية، الا أنه لم يلعب سوى مرة واحدة في موسمين (2003-2005).

ولم يكد يركل الكرة حتى تم وقفه عن اللعب بعد أن اثبتت الفحوص تناوله منشط ناندرولون.

ودأب الساعدي على الاقامة في فندق خمس نجوم في وسط مدينة بيروجيا، حيث كان يحجز طابقًا باكمله.

اما في ليبيا، فلم يكن له اصدقاء كثيرون في المنتخب الوطني.

يقول حارس المرمى سمير عبود: quot;كنّا نشعر بأن شخصًا يقف في طريقنا. ورغم أنه كان ابن رئيس الدولة، الا أنه لم يكن على نفس مستواناquot;، مؤكدًا أن الساعدي لم يكن حتى يمرر الكرة للاعبين الآخرين.

وبعد سيطرة القوات المناهضة للقذافي على طرابلس في اب/اغسطس 2011، تم العثور على البومات صور عائلية من منزل الساعدي على شاطئ البحر، ظهر فيها الساعدي وهو يسهر في النوادي الليبية ويعيش حياة مرفهة.

واظهرت الصور الساعدي وهو يعيش حياة البلايبوي.

وكتبت فتاة من نيويورك تدعى ليندا على احدى الصور quot;سأبقى ممتنة الى الابد لاني قابلتك. اتمنى أن تتحقق احلامك في العام الجديد وأن تواصل ما تفعله. فانت تستطيع ان تفعل المستحيلquot;.

وظهر في صور أخرى مع اصدقائه من المغنين، وهو يرتدي قميصًا قطنياً وسلسلة ثقيلة حول عنقه، أو يرتدي بدلة سوداء مع قميص ابيض يحيط به رجال يبدو عليهم الشر.

وبعد انتهاء ايامه كلاعب لكرة القدم، التحق الساعدي بالجيش الليبي ليقود وحدة القوات الخاصة.

ورغم النكسات التي منيت بها القوات الموالية له في بداية الثورة، إلا أن الساعدي لم يهتز، ووعد باستعادة أية مناطق تتم خسارتها quot;عاجلاً أم اجلاًquot;.

وقال في مقابلته مع quot;فاينانشال تايمزquot; إنه quot;يوجد اشخاص يقاتلون ضد حكم والدي، وهذا طبيعي. الكل يحتاج أن يكون حرًا للاعراب عن رأيهquot;.

وقلل من اهمية انشقاق العديد من الدبلوماسيين الليبيين بقوله: quot;هؤلاء الاشخاص لا يهمونني .. دبلوماسيتي هو أن اكون صادقًا واقول الحقيقةquot;.