أعلنت الحكومة الليبية أنها تسلمت الساعدي القذافي، نجل العقيد القذافي الراحل، من النيجر، اليومالخميس، ووصل الى طرابلس،وكان الساعديفرّ إلى هناك في أعقاب مقتل والده في انتفاضة 2011،حيث منحته النيجرلجوءًا سياسيًا.
قالت الحكومة الليبية في بيان لها quot;إن الحكومة استقبلت اليوم الساعدي القذافي ووصل إلى طرابلسquot;. وأظهرت الصور للساعدي على الانترنت وهو حليق الوجه والذقن. ويواجه الساعدي تهماً باطلاق النار على المتظاهرين واتهامات بجرائم أخرى خلال حكم والده.
يشار إلى أن الساعدي، وهو من مواليد عام 1973، هو النجل الثالث للقذافي، وكان يقود وحدة من القوات الخاصة الليبية قبل الثورة التي أسقطت نظام والده، وعرف عنه شغفه بكرة القدم، وصدرت بحقه مذكرة توقيف من الانتربول بتهمة التورط في أعمال قتل المعارضين.
وكان الساعدي فرّ إلى النيجر مع سقوط حكم والده، وقد رفضت النيجر لفترة طويلة تسليمه إلى طرابلس، وسبق له أن أطلق من النيجر عدة تصريحات، دعا في بعضها إلى وقف القتال، كما عرض التوسط لإنهاء الصراع قبل حسمه عسكرياً بسقوط المعاقل الأخيرة للقذافي.
وتحاكم ليبيا على أراضيها سيف الإسلام القذافي، شقيق الساعدي، أما باقي أفراد أسرة العقيد الراحل فقد توزعوا على دول المنطقة، ويعتقد أن بعضهم يقيم في الجزائر وسلطنة عُمان. وكانت ليبيا طلبت تسليمها الساعدي الذي فرّ الى النيجر المجاورة بعد الإطاحة بالقذافي في انتفاضة ساندها حلف شمال الأطلسي عام 2011.
وتوجهت الحكومة الليبية بالشكر إلى رئيس النيجر، محمد يوسفو، على quot;التعاون الذي ترتب عليه هذا الأمرquot; وتعهدت بالالتزام بمعاملة المتهم وفق أسس العدالة والمعايير الدولية في التعامل مع السجناءquot;، بحسب الإعلان.
كتيبة الساعدي
يذكر أنه إبان ثورة 17 فبراير كانت كتيبة الساعدي إلى جانب بقية كتائب القذافي السلاح الذي استعمله معمر القذافي ضد شعب ليبيا ردًا على ثورتهم في وجه نظامه.
وقاتلت كتيبة الساعدي الثوار في عدة جبهات كان أحسمها معركة بنغازي الثانية حينما وصلت الكتائب إلى مشارف بنغازي وأطبقت حصارًا على المدينة التي تعد أقوى معاقل الثوار وأمنعها وأحصنها ومقر المجلس الوطني الانتقالي لكن الجهد السياسي الدولي تكلل بصدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 الذي خول دول العالم تشكيل ائتلاف حربي وفرض حظر جوي فوق ليبيا لحماية المدنيين من نير الكتائب.
ونالت القوات المتمركزة حول بنغازي وقت بدء الضربة الجوية أوفر النصيب من القصف الجوي الفرنسي الذي صادف ساعة استراحة جنود الكتائب ما أوقع خسائر فادحة بكتيبة الساعدي وبقية الكتائب وأنقذ بنغازي من معركة عنيفة كانت تلوح في الأفق.
نشاط رياضي
وكان للساعدي دور رياضي في ليبيا والخارج، حيث كان انضم إلى عديد الأندية الإيطالية سواء في الدرجة الثانية أو في الكالشيو. وهو كذلك تولى رئيس نادي أهلي طرابلس ونادي الاتحاد الليبي.
وتنقل الساعدي حينما كان ينشط كروياً في إيطاليا بين بيروجيا الذي لعب له 15 دقيقة ضد يوفنتوس أوقف بعدها ثلاثةأشهر لثبوت معاقرته الناندرولون، ثم توجه أودينيزي الذي لعب له 20 دقيقة وسامبدوريا لكنه لم يحرز أي هدف في إيطاليا طوال أربع سنوات هي مدة مكوثه في إيطاليا، وخلال اقامته في بيروجيا، عرفت عنه حياة البذخ حيث استأجر طابقاً كاملاً لنفسه في أفخم فنادق المدينة حاجزاً لكلبه غرفه ولسائق النادي غرفة كذلك.
وقبل ذهابه إلى إيطاليا كان الساعدي لعب في الأهلي الطرابلسي وأحرز له 3 ثلاثة أهداف، وكذلك نادي الاتحاد الليبي وأحرز له عشرين هدفاً. وعلى الصعيد الرياضي الوطني، شارك الساعدي في 18 مباراة مع منتخب ليبيا لكرة القدم وأحرز في المقابل هدفين اثنين.
كما ترأس الإتحاد الليبي لكرة القدم وقدم ملفاً للفيفا طالبًا استضافة كأس العالم 2010 لكن الملف لم يحصد أي قبول من لدن الفيفا.
كرة دموية
وحين رئاسته لنادي الاتحاد في الفترة التي كان يلعب فيها، وفي اليوم الذي جرت فيه مباراة بين الأهلي والاتحاد الليبي، والتي تعد قمة الكرة الليبية، نجح الاهلي في التغلب على فريق الساعدي وبدأ جمهور الاهلي في الاحتفال بالفوز فما كان من الساعدي إلا أن طلب من قوات الأمن الخاصة إلى أن تصوب الرصاص إلى جمهور الأهلي ما أودى بحياة 20 شخصاً واصابة الكثير.
كما ترددت معطيات أنه من كان وراء تصفية نجم كرة القدم بشير الرياني بعد تعذيبه، والتنكيل به إثر تصريحه بإن الساعدي لا يملك موهبة لاعب الكرة.
وعندما ترأس الساعدي نادي أهلي طرابلس كان النادي في حاجة إلى نقاط الفوز أمام نادي الاهلي بنغازي للظفر بالبطولة، فقام الساعدي بإجبار الحكام والمدربين على هزيمة أهلي بنغازي وإسقاطه للدرجة الثانية، الأمر الذي دفع ببعض مشجعيه إلى الاحتجاج وسب الساعدي، فقرر من جهته حل النادي والقبض على هؤلاء الفتية وإنزال أحكام قاسية بحقهم وصلت إلى الإعدام.
التعليقات